اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Quran/42.htm?print_it=1

تحفيظ القرآن .. أرقام وحقائق

محمد الدخيني

 
القرآن منهاج حياة، ونظام حكم، ومصدر استلهام، والحلقات ومدارس التحفيظ مظهر من مظاهر عناية الأمة بكتاب اللّه تعالى، وفي ذلك اقتداء وتأس بالرسول صلى اللّه عليه وسلم، حيث كان يُسمع لمسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دوي كدوي النحل بتلاوة القرآن، وفي ضوء هذا الهدي النبوي، جاءت الحلقات القرآنية المعاصرة إحياء لمنهج الرسول صلى اللّه عليه وسلم في تربية أبناء الأمة على مبادئ القرآن، فقد اعتنى صلى اللّه عليه وسلم بإقراء الصحابة القرآن على نفس الهيئة التي تلقاها في قراءته على جبريل عليه السلام، والتي تعرف في علوم القرآن الكريم والقراءات بـ(العرض والسماع)، ولذلك فإن إقامة حلقات ومدارس التحفيظ في المجتمع المسلم ضرورة شرعية وتربوية، قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهُدًى ورحمة وبشرى للمسلمين} النحل:89، وحلقات التحفيظ ومدارسه من أفضل الوسائل للدعوة إلى اللّه وفق تعاليم القرآن الكريم والتعريف بأركان الشريعة وثوابتها ومقاصدها في الحفاظ على الضرورات الخمس: "الدين، النفس، العقل، والعرض والمال"، وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين": مسلم، وعن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَن قرأ حرفاً من كتاب اللّه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"

وإن من فضائل حلقات تحفيظ القرآن الكريم :
● الاجتماع على تلاوة كتاب اللّه ومدارسته.
● وأنها محل تنزُل السكينة، وغشيان الرحمة واجتماع الملائكة، وسبب ذكر اللّه العبد في الملأ الأعلى.
● تعاون على البر والتقوى.
● ولقاء بين خيرة عباد اللّه في الأرض، بين معلم ومتعلم لأقدس كتاب.
● واعتصام بحبل اللّه، وتمسك بالجماعة، وأمان من الفرقة.
● وهي محطات لاكتساب الأجر والثواب، وتزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق.

إن حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية تعد واحدة من المظاهر البينة والأدلة الواضحة على اهتمام أولي الأمر -حفظهم اللّه- بغرس قيم الإسلام في نفوس أبناء المملكة، ويمكن أن القول بأن المملكة -وبكل فخر- هي دولة القرآن الكريم، ومن دلائل العناية بكتاب الله عز وجل ورعايته:
● طباعة المصحف الشريف والعناية بترجمة تفاسيرة إلى كل لغات العالم المنطوقة وكذلك طباعته بطريقة "برايل" للمكفوفين.
● الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وانتشارها في المناطق وتوزيع فروعها في المحافظات وإنشاء الحلقات في أكثر المساجد في المملكة حتى لا تجد مسجدا يعمر بالصلاة إلا وأقيمت فيه حلقة لتحفيظ كتاب الله..
● مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره.
● مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللّه بن عبدالعزيز بالحرس الوطني.
● مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم.
● جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين.
● المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات.
● جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة لحفظ القرآن الكريم.
● مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين.
● هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
● برنامج تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين في العالم.
● حلقات القرآن الكريم في السجون ودور الملاحظة.

ولعلنا هنا نقف عند جهود المملكة في نشر تحفيظ القرآن الكريم في بيوت الله عز وجل في الداخل والتي حققت انتشاراً واسعا وحضورا في الكثير من المحافل الداخلية والدولية وانتشار على أصعدة مختلفة بدءاً بالمدن الكبرى إلى المراكز والقرى النائية.
وتصديقاً بوعد الخالق جل وعلا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وطلباً للخيرية التي وعد بها الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، تأتي إنجازات جمعيات ومدارس التحفيظ في جميع مناطق المملكة أبلغ رد على كل من يحاول التشكيك في دور المملكة الداعم للعناية بكتاب الله وتنشئة أبناء المجتمع على هذا المنهج الرباني الذي جعلته أولى المواد المنظمة لسياسة الدولة في الداخل والخارج ، حيث يبلغ عدد جمعيات التحفيظ (13) جمعية رئيسة في جميع مناطق المملكة، وعدد حلقات التحفيظ والدور النسائية التابعة لها وفق إحصاء عام 1424 -1425هـ (24,450) حلقة وداراً نسائية، يبلغ عدد الدارسين بها (503,413) دارساً ودارسة، وقد أتم حفظ كتاب اللّه العزيز من هؤلاء الدارسين خلال عام 1424 -1425هـ (6,381) طالباً وطالبة، بينما بلغ عدد الطلبة والطالبات الذين يحفظون خمسة أجزاء فأكثر من القرآن خلال الفترة نفسها (105,103) من الدارسين في هذه الحلقات، ويبلغ عدد المدرسين العاملين في الحلقات والمدارس التابعة لجمعيات التحفيظ في جميع مناطق المملكة ما يقرب من (20,919) معلم ومعلمة و(1647) موجهاً وموجهة و(4126) موظفاً وموظفة، وهناك جمعيات تحفيظ أخرى مثل حلقات تحفيظ القرآن بالسجون والبالغ عددها (270) حلقة، يستفيد منها أكثر من (8310) من السجناء، وبلغ عدد السجناء الذين أتموا حفظ القرآن كاملاً العام الماضي (225)، بينما زاد عدد من يحفظون خمسة أجزاء فأكثر على (1460) من السجناء، كذلك الأمر في حلقات الدفاع المدني والبالغ عددها (118) حلقة، يدرس بها (2082)، بينما بلغ عدد الخاتمين للقرآن الكريم كاملاً (41) دارساً، وتجاوز عدد الحافظين لخمسة أجزاء فأكثر (120) دارساً خلال نفس المدة (كما ورد في التقرير الإحصائي للمجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم لعام 1424 -1425هـ)، وتشرف وزارة التربية والتعليم على مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتقوم بدور لا يقل عن دور الجمعيات الخيرية، ووفقاً لإحصائية الوزارة لعام 1424 -1425هـ، يبلغ عدد مدارس التحفيظ الحكومية والأهلية للبنين (722) مدرسة للبنين، منها (35) مدرسة أهلية، ويبلغ عدد طلاب مدارس التحفيظ للبنين (83,166) طالباً، وللبنات (769) مدرسة، منها (38) مدرسة أهلية، يدرس بها (89,971) طالبة.
وهذا الوعد الذي قطعه اللّه سبحانه وتعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، يجعلنا جميعاً على ثقة ويقين بأن جميع الحملات التي يشــــنها أعداء الإسلام ضد القرآن الكريم وأهله والمؤســـسات العاملة في مجال تحفيظه ونشره مصيرها الفشل، شأنها في ذلك شأن كل المكائد التي حاكها أعداء الإسلام ضد القرآن الكريم منـــذ أن هبـط جبريل عليه السلام بالوحي وحتى الآن.

وكأي عمل خيري يخدم الإسلام والتوجهات التربوية الدينية تحاول فئات الهجوم على القـــــرآن وعلى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تحديداً وربما كانت الأهداف وراء ذلك أكبر من حلقات التحفيظ ذاتها إذ أن الأمر يتجاوز إلى طمس الهوية الدينية وبناء مجتمع مسلم ظاهريا غير محتوي لقضاياه المختلفة وبعيدا عن القرآن الكريم ولعل حملات الهجوم على القرآن في الماضي بدءاً بتشكيك اليهود وإنكارهم لكلام اللّه، وكذلك حملات بعض المستشرقين التي أساءت للقرآن في بلاد الإسلام دليل على عمق المشكلة.

ثم إن الهجوم على جمعيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تحديداً في المملكة العربية السعودية واتهامها بتفريخ الإرهاب ينطلق من عداء للإسلام ورغبة في تشويه صورته الناصعة و استغلالا للحرب العالمية ضد الإرهاب الذي أصبح لصيقاً لكل ماهو إسلامي فهذه الاتهامات جزء من الحملات العدائية القديمة.
غير أن ضعف الأداء الإعلامي في التعريف بمنـــاشــط جمعيات ومدارس التحفيظ وآليات العمــل بهـا يخدم مثل هذه الحملات المغرضة ويمنحها قـــدراً أكـبر من التأثير.
و هذه الافتراءات لا تنفصل عن الاتهامات الموجهة للعمل الخيري أو مناهج التعليم الديني في المملكة.


المصدر بتصرف
كتاب (البيان في الدفاع عن القرآن- رؤية استطلاعية تحليلية لحملات الهجوم على حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية)
المؤلف الأستاذ سلمان بن محمد العمري

 

حلقات القرآن
  • بحوث علمية
  • ملفات تنظيمية
  • برامج وأفكار
  • حفظ القرآن
  • الحفل الختامي
  • الحلقات النسائية
  • منوعات
  • التجويد وعلوم القرآن
  • الصفحة الرئيسية