صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل يفعل مبتعثونا .. مثل ما فعل الطالب الياباني ( تاكيو أوساهيرا ) ؟!

سليمان بن صالح الخراشي


بسم الله الرحمن الرحيم

ابتعاث الطلاب المسلمين - السعوديين خاصة - للخارج مطلب فريقين :

1- الغرب ومن يتبع أهواءهم ، الذين يراهنون على نتائج هذا الابتعاث في تغريب المجتمع المسلم ، واختراقه بواسطة العقول المغسولة الناقلة لفيروساتهم ؛ فيكون في النهاية مستَلبًا لهم ؛ غير متطور ، نقل العفن والعبث ، وترك النافع ، كما فعلوا في مجتمعات أخرى ، منذ " رفاعة الطهطاوي " ، مرورًا بـ " طه حسين " .

2- فرقة تراهن على هذا الابتعاث في تطوير مجتمعات المسلمين ، والاستفادة مما هو " مفيد " عند الآخرين .


فأما الفرقة الأولى ، فيُقال لهم : نسأل الله أن يُخيب آمالكم ، ويريكم من هؤلاء المبتعثين مالم تكونوا تحتسبون ؛ فيكونوا لكم كما كان موسى - عليه السلام - لفرعون ؛ حيث رباه وآواه ، فكانت نهايته على يديه . قال تعالى : ( فالتقطه آلُ فرعون ليكون لهم عدوًا وحزَنا ) .

وأما الفرقة الثانية ، فتُشكر عن نيتها وهدفها ، لكن لابد من تذكيرها بأمور :

1- أن لا تتفاءل كثيرًا في أن مبتعثيها ستُفتح لهم أبواب " جميع التخصصات " النادرة والمهمة ، بل سيبقى الغرب يحجبها عنهم - بمهارة - ؛ لأنه لايريد لهم ولدولهم أن تتجاوز ما رسمه من قيود وحدود . فلذا عليهم أن يجتهدوا في تحصيلها " إما ذاتيًا أوبطرق فيها تحايل ولعب على مصالح دول العالم المتنوع " ، دون أن يرتبطوا بدولة منها .

2- أن لايُبالغوا في الابتعاث ، بل يُقتصر فيه على التخصصات المهمة التي لا يمكن الحصول عليها هنا .

3- وضع شروط حازمة أمام المبتعث ، وتحصينه بالعلم والنصائح ، والعمر المناسب ، مع متابعة دراسته ومعيشته هناك ، والتواصل الدائم معه ، ومعرفة إنجازاته ، ومعالجة مشاكله .

4- دعم العقول النابغة ، وتسهيل مهمتها في الاختراع والابتكار ، وخدمة مجتمعاتها المسلمة ، فقد آن الأوان لكسر حاجز الخوف منها ! أو من الغرب ، الذي لن يرتاح لاستثمارها ..


هذه مقدمة  مختصرة أضعها بين يدي هذه القصة المحفزة للشباب السعودي والمسلم المبتعث ، التي نتمنى أن يحذو كل واحد منهم حذو بطلها ، في همه وجده ، وقد ذكرها الدكتور محمود سفر في كتابه " دراسات في البناء الحضاري " ( ص 88 ) ، ونقلها عنه الدكتور نعمان السامرائي في " مذكراته " ( ص 54-55 ) :


قال د . السامرائي : ( كتب د. محمود سفر قصة طالب بعثة ياباني اسمه تاكيو أوساهيرا، نصحه أستاذه الياباني أن يدرس الميكانيكا العلمية في جامعة هامبورج، فلما حصل على الابتعاث من حكومته، كان اعتقاده أن المحرك هو سر الصناعة كلها، لذا صار حلمه أن يذهب إلى مصنع ليرى ذلك بنفسه وكيف يُصنع، وحين ذهب للجامعة فوجئ بالدراسة النظرية وبالكتب الكثيرة التي عليه أن يدرسها، ومع ذلك راح يلتهم العلم التهاما، لكن قضية المحرك كانت كأنها لغز يصعب حله، وذات يوم جاء الفرج فقد اطلع "تاكيو" على إعلان في الصحف عن معرض لمحركات إيطالية، أخذ الطالب مكافأته ليشتري بها محركاً صغيراً قوة "حصانين" ودفع ما عنده وحمل "درته" وعاد إلى حيث يسكن ويدرس، وضع المحرك في غرفة نومه وراح يتأمله، وراح يحدث نفسه: هنا يكمن سر قوة أوروبا، ومتى استطعت أن أصنع مثله فسيتغير اتجاه التاريخ في اليابان " .

قرر تاكيو أن يقوم بتفكيك هذا المحرك ثم يعيد تركيبه، ثم يحاول تشغيله ، فإذا استطاع ذلك فقد كشف "السر" ، لكنه خاف إن فككه أن لا يعرف كيف يعيده، فأحضر حزمة من الورق، وكلما فك قطعة رسمها على الورق وأعطاها رقماً خاصاً، فلما انتهى من التفكيك، عمل على إعادة التركيب، ثم شغل المحرك، فلما اشتغل - يقول "تاكيو" : " كاد قلبي أن يتوقف من شدة الفرح " ، هذه العملية كلفته العمل ثلاثة أيام، يتناول وجبة واحدة في اليوم، ولا ينام إلا قليلاً ...

هنا هرول "تاكيو" ليقابل رئيس البعثة ، وليخبره بما فعل، فكان جوابه غريباً ، إذ قال: سآتيك بمحرك متعطل، وعليك أولاً تفكيكه، والكشف عن مكان العطل، ثم تقوم بإصلاحه وتشغله، التجربة هنا أصعب من محرك سليم يفكك ويركب ويشغل. قبل تاكيو هذا التحدي ، واشتغل عشرة أيام حتى حدد مكان العطل، مستخرجاً ثلاث قطع تالفة، ثم صنع بيديه قطعاً جديدة، وكلفه ذلك : الالتحاق بمصانع صهر الحديد، مما جعله يترك رسالته والدراسة، ليتحول إلى عامل في صهر المعادن، يجامل مدير المصنع ويطيعه في كل ما يريد، لينجح في تحقيق ما يريد. ونجح في هذا الامتحان العسير. وقد قضى "تاكيو" ثماني سنوات، يشتغل بمعدل  15 ساعة يومياً، وفي الليل يراجع قواعد كل صنعة، وهنا كتب المشرف الديني على البعثة رسالة إلى إمبراطور اليابان يخبره، بما فعله ويفعله طالب البعثة "تاكيو"، فقدم له الإمبراطور خمسة آلاف جنيه ذهب، أنفقها تاكيو كلها في شراء محركات وأدوات صناعية، ثم قرر العودة لبلاده، تاركاً الدكتوراه خلف ظهره.

وحين وصل أول ميناء قيل له : إن الإمبراطور يريد أن يراك، فكان رده: لا أستحق هذا الشرف إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات في بلدي.

وفي ظرف ( 9 )  سنوات أنجز صنع ( 10 ) محركات، خصص لها الإمبراطور قاعة في قصره، ثم قام تاكيو بتشغيلها، وعندما دخل الإمبراطور، وسط تحية الجميع ، ابتسم وقال: ( هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، إنها أصوات محركات يابانية خالصة ) . يقول تاكيو: " بعد ذلك نـمتُ عشر ساعات متواصلة لأول مرة منذ سنوات .. " .

روابط ذات صلة

( ملـف الابتعاث للخارج ) - دراسات وندوات ومقالات -


يا ( بني علمان ) ..... ما قولكم في اليابان ؟!

اقتراحات .. لقضية ( التخلف العلمي والتقني ) في العالم الإسلامي

نقل التقنية المتطورة إلى الدول الإسلامية ... ( عوائق وحلول )

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية