صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قبور ومشاهد مكذوبة (4) : قبر حواء في مدينة جُدة ( ومقال نادر للشيخ إسماعيل الأنصاري )

سليمان بن صالح الخراشي


بسم الله الرحمن الرحيم


متابعة للحلقات السابقة من هذه السلسلة التي ابتدأها أخي الشيخ عبدالله زقيل – جزاه الله خيرًا - ، هنا :
http://saaid.net/Doat/Zugail/270.htm
ثم تبعته بحلقتين عن : " مشهد رأس الحسين بمصر " ، و " قبر زينب بمصر " :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/13.htm
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/26.htm

فهذه الحلقة الرابعة عن القبر المزعوم لأم البشر حواء – رحمها الله - في مدينة جُدة بالمملكة العربية السعودية . والذي يظهر – والله أعلم - أن سبب اخترع هذا القبر الأسطوري ، أن مخترعه رأى في بعض التواريخ ؛ كتاريخ الطبري ( 1 / 79 – 80 ) : أن الله عز وجل " أهبط آدم بالهند ، وحواء بجُدة " ؛ فناسب عنده أنها ماتت بها ، فليُخترع لها قبر ! وقد أحسن الطبري – رحمه الله - عندما أتبع الأقوال في الأرض التي أُهبط إليها – آدم وحواء - بقوله : " وهذا مما لا يُوصل إلى علم صحته إلا بخبر يجيء مجيء الحجة ، ولا يُعلم خبرٌ في ذلك ورد كذلك ، غير ما ورد من خبر هبوط آدم بأرض الهند ، فإن ذلك مما لا يدفع صحته علماءُ الإسلام وأهل التوراة والإنجيل ، والحجة قد ثبتت بأخبار بعض هؤلاء " . وذكر الهمداني في " صفة جزيرة العرب " (ص 223 ) أن حواء توجهت من جدة إلى عرفة ، فتعارفت هي وأبو البشر عندها ؛ فسميت عرفة .
وبعد اختراع القبر ، جاء دور التعظيم له من الصوفية والجهلة ، فبنيت عليه القبة ، وتوارث هذا اللاحق عن السابق . قال ابن جبير في " رحلته " ( ص 47 ) متحدثًا عن جُدة : " وبها موضع فيه قبّة مشيَّدة عتيقة ، يُذكر أنه كان منزل حواء أم البشر ، صلى الله عليها ، عند توجهها إلى مكة ، فبني ذلك المبنى عليه ، تشهيرًا لبركته وفضله ، والله أعلم بذلك " . وذكره ابن المجاور في رحلته " تاريخ المستبصر " ( ص 43 ) .
وقد علّق الفاسي في " شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام " ( 1 / 141 – 142 ) على قول ابن جبير السابق : " ولعل هذا الموضع هو الموضع الذي يُقال له : قبر حواء ، وهو مكان مشهور بجدة ، أن لا مانع من أن تكون نزلت فيه ، ودُفنت فيه ، والله أعلم ، وأستبعد أن يكون قبر حواء بالموضع المشار إليه ، لأن ابن جبير لم يذكره ، وماذاك إلا لخفايته عليه ، فهو فيما بعد رحلته من الزمن أخفى ، والله أعلم " .
وعلّق الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري في كتابه " تاريخ مدينة جُدة " ( ص 9-10 ) على ابن المجاور بقوله : " لاحظنا أن المؤلف عني بإثبات أمرين : أحدهما : القبر المزعوم أنه لحواء أم البشر ، والمؤلف يعتقد أنه حقيقي " ، وقال ( ص 38 ) : " ويلاحظ أن ابن المجاور ضعّف الرواية القائلة بتسمية جُدة باسم أم البشر حواء ، حيث ساقها بصيغة قيل ، والحقيقة أنها رواية أسطورية محضة ، فقد نفاها الثقات نفيًا باتًا ، ولا يُعقل أن يظل قبر أم البشر معروفًا حتى اليوم ! وابن المجاور نفسه وقع من هذه الرواية في تناقض لم يشعر به ، فهو ضبط اسم البلدة بضم الجيم ، ثم أورد أنها سُميت بهذا الاسم المضموم الجيم ؛ لدفن أم البشر بها ! أي جَدة البشر – بفتح الجيم - ، فهذا تناقض واضح ، يدل على سقوط الرواية الأسطورية " .
وقال ( ص 39 ) : " يجب أن نُلاحظ أن كلاً من الهمداني وابن جبير ، نفيا ضمنًا أن تكون القبة على قبر حواء ، وإنما أوردا أن الموضع كان منزلاً لها فقط تسكنه في حياتها ، وهو أمر يُخالف رواية الزاعمين أنه موضع قبرها على كل حال " .
قلت : وتعرض الأستاذ محمد لبيب البتنوني في " الرحلة الحجازية " لهذه المسألة ، فقال – بعد أن وصف القبر المزعوم – ( ص 78 – 81 ) : " وهناك مر بخاطري أن هذا المكان ربما كان لقضاعة فيه قبل الإسلام هيكل لحواء أم البشر ، يعبدونها فيه ، كما كانت هذيل تعبد سواع بن شيث بن آدم ، وهذيل كما لا يخفى في جنوب وشمال مكة .. وكانت مساكن قضاعة فيما بينهم .. وعليه ؛ فلا يبعد أن قبر حواء ، كان من الهياكل المقدسة في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام ، ومحا أثر الشرك من هذه البلاد ، ودالت به دولة الوثنية ، وهُدمت هياكلها التي كان من ضمنها بالطبع هذا الهيكل ، بقي أثره في نفوس القوم ، برًا بحق الأمومة ، وأقاموا له قبة ، لا ندري متى كان تشييدها ؛ لتكون مزارًا للناس .. " .
ثم أخبر أن الشريف عون الرفيق – أحد حكام مكة قبل الدولة السعودية – أراد هدم القبة ، فــ " قام في وجهه قناصل الدول – أي الغربية - ، وحالوا بينه وبينها ؛ بدعوى أنها ليست أم المسلمين وحدهم " !! ونقلها عنه أمين الريحاني في كتابه " ملوك العرب " ( ص 59 )
قلت : ما أراد فعله الشريف عون كان تأثرًا منه – رحمه الله – بنصائح الشيخ السلفي أحمد بن عيسى - رحمه الله - . قال الشيخ عبدالله البسام عند ترجمته للشيخ أحمد بن عيسى : " لم يقتصر نشاط المترجَم على دعوة الأفراد ، حتى اتصل بأمير مكة الشريف عون الرفيق، وكلمه بخصوص هدم القباب والمباني التي على القبور والمزارات، وشرح له أن هذا مخالف للإسلام، وأنه غلو وتعظيم للأموات يُسبب فتنة الأحياء وبث الاعتقادات الفاسدة فيهم، فما كان من الشريف عون إلا أن أمر بهدم القباب التي على القبور ، عدا قبة القبر المنسوب إلى خديجة - رضي الله عنها- ، والقبر المنسوب إلى حواء في جدة، فأبقاهما خشية من الفتنة، وصار المترجَم بسبب علمه وعقله ونصحه مقرباً من الشريف عون ، يُجله ويقدره ويعرف له فضله وحقه " . " علماء نجد خلال ثمانية قرون " ( 1 / 440 ) .
وما لم يستطعه الشريف عون ، استطاعه الملك عبدالعزيز ، ورجاله الموحدين – ولله الحمد - . قال الأستاذ محمد علي مغربي في كتابه " أعلام الحجاز " ( 3 / 138 ) : " أدركت قبر السيدة حواء أم البشر بمدينة جدة في أوائل الأربعينات من القرن الهجري الماضي ، تتوسطه قبة عظيمة ، ومن أمام القبة وخلفها ممر طويل، ويدخل الناس والحجاج خاصة لزيارة أمنا حواء في الحجرة التي تعلوها هذه القبة ، وقد زُينت هذه الحجرة بالستائر، وأُطلق فيها البخور، ويتولى أحد المشايخ ، وكان في ذلك العهد من بيت القاضي بجدة ، إدخال الحجاج، وتلقينهم الدعاء للزيارة، ويتقاضى الشيخ المذكور من الزائرين النقود التي يدفعونها مكافأة له ! وحينما استولت الحكومة السعودية على الحجاز ، ودخل الملك عبد العزيز مدينة جدة سنة 1344هـ ، كان من أوائل الأعمال التي قامت بها الدولة السعودية هدم ما يُسمى قبة حواء ، وقفل الزوايا المنسوبة إلى الطرق الصوفية، وإبطال البدع التي كانت سائدة في ذلك الزمان، والتي كان يتقرب بها الناس ـ كما يظنون ـ إلى الله تعالى " .
وقال ( 3 / 184 – 185 ) - بعد أن ذكر بعض القبور بجدة - : " كان السذج من الناس يزورون هذه القبور التي ذكرها الحضراوي ، والتي كانت منتشرة بمدن الحجاز كلها، وينذرون لها النذور، وهذه كلها من البدع الضالة المضلة التي دخلت على المسلمين، واستغل القائمون على هذه القبور سذاجة الناس وغفلتهم ، وجهلهم بالدين الصحيح ؛ فأقاموا القباب على هذه القبور، واستولوا على ما يَرِدُ لها من أموال النذور، وكل هذا ليس من الدين الصحيح في شيء ، بل هو مدعاة للانحدار إلى هاوية الشرك والعياذ بالله تعالى، فالله تعالى هو الضار وهو النافع، والدعاء يجب أن يكون له وحده تعالى دون وسيط أو شريك، وقد أزيلت هذه القبور وما عليها من القباب، وانتهت تلك البدع الضالة المضلة ، حينما قامت الحكومة السعودية - بعد انضمام الحجاز إليها - بإزالة تلك القبور والقباب ، فسلمت للناس عقائدهم من الشوائب والانحرافات " .
رحم الله الأستاذ المغربي عن هذا الكلام الناصح ، ورحم الله الملك عبدالعزيز ، والعلماء والرجال الموحدين الذين عاونوه على القضاء على هذه البدع والخرافات والشركيات ، التي صرفت المسلمين عن تحقيق التوحيد لرب العالمين .


ختامًا : لقد أحسن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي ، عندما طالب بتغيير اسم مقبرة "أمنا حواء" بجُدة ؛ بسبب ترسيخها للوهم السابق . وأعانه الله على القيام بذلك ، رغم ثورة بقايا المتصوفة عليه - هداهم الله - .
 

مقال الشيخ
إسماعيل الأنصاري ،
تعليقًا على كتاب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري – رحمهما الله - " تاريخ مدينة جُدة " ،
نشره الأستاذ عبدالقدوس ضمن ملاحق كتابه ، ( ص 665 – 667 )
 

" أرخ الأستاذ البحاثة عبدالقدوس الأنصاري مدينة جُدة بتاريخ قيم ، استوفى فيه النواحي التي تهم القارئ ، كما تجنب طريقة من يرى من المؤرخين حصر مهمة التاريخ في مجرد أداء ما وصل إلى المؤرخ كما وصل ، دون نقد وتمحيص ، ولذلك نرى عبدالقدوس الأنصاري يتعقب في هذا التاريخ كل ما يتنافى من كتابات من قبله مع الوضع اللغوي أو العقل أو الشرع أو التاريخ الصحيح، ولذلك ففي الكتاب شواهد كثيرة منها ما يلي:
1- ذكر في ص38 ضمن الأقوال في ضبط جيم – جُدة – ضبطها بالكسر.. وتعقب ذلك بأن المعاجم اللغوية والتاريخية العربية أجمعت كلها على القول بضم الجيم ، مع معرفة أصحابها وإيرادهم لصيغة جِدة المكسورة الجيم ، والمقصود بها لغوياً الطريقة.. وقد وجدنا فيما وقفنا عليه من كتب "غريب الحديث" مثل ما نقله مؤرخ جُدة عن المعاجم اللغوية ، ففي النهاية لابن الأثير ، وتلخيصها: " الدر النثير" للسيوطي ما نصه: "الجُد بالضم شاطئ النهر والجُدة أيضاً ، وبه سميت جُدة التي عند مكة ".
2- ذكر في ص38 تعليل من علل تسمية جُدة بضم الجيم بأنها مدفن جَدة البشر حواء عليها السلام، واستبعد ذلك من ناحية الوضع اللغوي بأن ضم الجيم لا يتلاءم مع هذا التعليل، ومن الناحية الأخرى صرح بإبطال كون قبر حواء بجُدة، وهذا الموقف هو الذي سلكه كثير من العلماء منهم الشهاب الخفاجي في " شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل" ، قال في الكلام على اسم "جُدة": العامة تفتح الجيم وتزعم أنه سمي بها ؛ لأن حواء مدفونة بها ، ولا أصل له كما صرحوا به ، واستبعد الفاسي في " شفاء الغرام " ج1 ص88 كون قبر حواء بالموضع الذي يُدَّعَى أنه هو فيه بجُدة ، قال: " وأستبعد أن يكون قبر حواء بالموضع المشار إليه ؛ لأن ابن جبير لم يذكره ، وما ذاك إلا لخفائه عليه ، فهو فيما بعد رحلته من الزمن أخفى ، والله أعلم ".
ومما يُشكك في دفن حواء بجُدة : ما ذكره ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية" ص98 قال: " ويُقال أن نوحاً عليه السلام لما كان زمن الطوفان حمله هو – أي آدم - وحواء في تابوت فدفنهما ببيت المقدس، حكى ذلك ابن جرير ".
وفي تاريخ ابن جرير الطبري ج1 ص109 ما نصه: وذُكر أن حواء عاشت بعده ـ أي بعد آدم عليه السلام ـ سنة ، ثم ماتت رحمها الله ، فدُفنت مع زوجها في الغار ـ يعني غار أبي قبيس ـ ، وأنهما لم يزالا مدفونَين في ذلك المكان حتى كان الطوفان ، فاستخرجهما نوح وجعلهما في تابوت ، ثم حملهما معه في السفينة، فلما غاضت الأرض الماء ردهما إلى مكانهما الذي كانا فيه قبل ذلك".
ونقل الفاسي في " شفاء الغرام" من خط الذهبي في الجزء الذي ألفه في تاريخ مدة آدم وبنيه ج1 ص272 ما لفظه: " وخَلَفَه أي ـ آدم عليه السلام ـ بعده شيث ابنه ، وأُنزلت عليه خمسون صحيفة ، وعاش تسعمائة سنة ، ودُفن مع أبويه في غار أبي قبيس".
وهذا الغار الذي ذكروا دَفن آدم وحواء فيه عليهما السلام ، قال العلامة محمد جار الله بن ظهيرة القرشي المكي في كتابه: " الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف" : إنه " لا يُعرف الآن".
3- ذكر مؤرخ جُدة ص383 تعليل ابن المجاور ما ذكره من مضاعفة أجر الصلاة والصدقة في جُدة بوجود قبر حواء فيها.. وقد تعقب مؤرخ جُدة ذلك بالتشكيك في تلك الدعوى ، وفي ذلك التعليل ، فقال: " إذا كان أجر الصلاة والصدقة يُضاعف في جُدة ، فلعل ذلك يعود إلى أنها دار رباط المسلمين ، وثغر من ثغور الإسلام الأولى ، وباب الحرمين الشريفين، للرباط فيها أجر كبير بالنسبة للرباط ذاته عامة ، وبالنسبة للرباط بها من أجل حماية الحرمين الشريفين من تسرب عدوان أي أجنبي ، ولا يمكن أن يُعزى ذلك إلى وجود قبرٍ مزعوم لحواء فيها ! ".
وكاتب هذه السطور مع مؤرخ جُدة في تشكيكه في تلك الدعوى ، وفي رده ذلك التعليل، ولا يُستبعد أن يكون مستند تلك الدعوى من قبيل الروايات التي توضع في فضائل البلدان، وتوسع المؤرخون في نقلها توسعاً انتقده كثير من العلماء ؛ منهم الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة". قال: " قد توسع المؤرخون في ذكر الأحاديث الباطلة في فضائل البلدان ، ولاسيما بلدانهم ، فإنهم يتساهلون في ذلك غاية التساهل ، ويذكرون الموضوع ، ولا ينبهون عليه ، كما فعل الديبع في تاريخه الذي سماه "قرة العيون بأخبار اليمن الميمون" ، وتاريخه الآخر الذي سماه "بغية المستفيد بأخبار مدينة زَبيد" ، مع كونه من أهل الحديث ، وممن لا يخفى عليه بطلان ذلك ، فليحذر المتدين من اعتقاد شيء منها أو روايته ، فإن الكذب في هذا قد كثر وجاوز الحد. وسببه ما جُبلت عليه القلوب من حب الأوطان والشغف بالمنشأ" اهـ.
قلت: ومن هذا القبيل مما ورد في فضل جُدة : ما رواه ابن حبان عن علي مرفوعاً: " أربعة أبواب من أبواب الجنة مفتَّحة في الدنيا ؛ أولها الإسكندرية وعسقلان وقزوين ، وفضل جُدة على هؤلاء كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت" ، وفي سند هذا الحديث الموضوع ، عبدالملك بن هارون الكذاب.. قال الذهبي في الميزان: "السند إليه مظلم فما أدري من افتعله" اهـ.
وأما تعليل مؤرخ جُدة ذلك على فرض ثبوته بما علله به ، فيقرب من قول ابن جُريج: " إني لأرجو أن يكون فضل مربط جُدة على سائر المرابط ؛ كفضل مكة على سائر البلدان" رواه الفاكهي.
هذا ما أردنا أن نُمثل به، وهو قليلٌ من كثير مما في "تاريخ مدينة جُدة" من تحقيقات ، تيقنا بالإطلاع عليها أن مؤرخ جُدة " عبدالقدوس الأنصاري" لم يحذُ حذوَ من يعتمد من المؤرخين على كل ما نُقِلَ، ولو كان جارياً مجرى الخرافات، وأنه قام بواجب التاريخ حق القيام، واللهَ أسأل أن ينفع بهذا الكتاب ، إنه قريب مجيب " .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية