اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/4.htm?print_it=1

ايضاح الإشكال .. في مقال : أحمد بن باز

سليمان بن صالح الخراشي

 
لقد اطلعت كغيري على المقال الذي كتبه الأخ أحمد بن باز – وفقه الله للخير – وتأملته ؛ فوجدت أنه – هداه الله – قد خلط بين عدة قضايا لعلها أشكلت عليه ، فكان الواجب أن لا يبادر بالكتابة في هذا الموضوع الذي لازال مشوشًا في ذهنه ؛ كما هو متضح من مقاله . وقد أحببت توضيح ما رأيته مشكلا على الأخ أحمد من خلال نقاط متسلسلة ونقولات علمية بعد نقل كلامه .
1 - يقول الأخ أحمد : (إن مظاهر الغلو والتطرف العملية والسلوكية هي في الحقيقة نتاج طبيعي للتطرف في الفكر والتصور العقلي ومن أخطر صور التطرف الفكري (التعميم) و(الاجمال) في اطلاق الالفاظ والمصطلحات، لا سيما حال اصدار الاحكام ومن ذلك لفظ (الكافر)، حيث اصبح يطلق على كل شخص لا يدين بدين الاسلام وهذا اصطلاح خاطئ ونصوص الكتاب والسنة شواهد بذلك ) !!! ولم يذكر شيئا من هذه النصوص التي تمنع هذا الإطلاق !!

2 - ثم يقول : (ان غير المسلم قد لا يكون بالضرورة كافرا فقد يكون ممن يتعبد الله باليهودية او النصرانية ولم يسمع بالاسلام أو سمع به سماعا مشوها ـ وهو الغالب ـ او سماعا لا تقوم به الحجة كما قال سبحانه وتعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون» (آل عمران 113) وقوله سبحانه وتعالى: «وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب» (آل عمران 199). أو قد لا يكون يهوديا ولا نصرانيا ولم يسمع بالاسلام او سمع به ايضا سماعا مشوها او سماعا لا تقوم به الحجة، وهو كثير جدا فيحكم عليه بأنه من أهل الفترة ومعلوم حكمهم) .

3 - ثم يقول : ( وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد جاور اليهود واخدمهم فاستعملهم على خيبر وعاد مرضاهم وأكل طعامهم وباعهم واشترى منهم ومات ودرعه مرهونة عندهم، وأوصى بأهل الكتاب خيرا، بل أمر بصلة المشركين ممن لم يعاد المسلمين، فكيف بغيرهم، كما في حديث المرأة التي سألته فقالت: «ان امي قدمت عليَّ وهي مشركة أفأصلها؟»، فقال صلى الله عليه وسلم «صليها». وقبل ذلك كله فقد قال سبحانه وتعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم» (سورة الممتحنة 8)، وهل بعد البر والاقساط شيء من الاحسان؟!، بل وأباح سبحانه وتعالى الزواج من أهل الكتاب مع ما يحصل في الزواج من الرحمة والألفة والمحبة المذكورة في قوله سبحانه وتعالى: «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة» (سورة الروم21)، كل هذا ليؤكد بقوة ان كون الانسان غير مسلم لا يعني بالضرورة كونه كافرا، ويؤكد كذلك على ان كون الانسان ايضا غير مسلم لا يعني بالضرورة استحقاقه للعداوة والبغضاء، واستحلال الدم والمال حتى ولو لم يكن معاهدا ولا ذميا وان هناك فرقا كبيرا بين من يعادي المسلمين ويحاربهم وبين من لا يعاديهم ولا يحاربهم وهو الغالب على أهل الأرض ) انتهى كلام أحمد بن باز

ايضاح الإشكال :

1- الحمد لله أن أحمد بن باز يرى كفر اليهود والنصارى ، ولم ينسق وراء الفكرة الكفرية القائلة بعدم تكفيرهم ؛ كما ينادي به بعض العصريين . وقولهم مناقض للإسلام كما بين ذلك أهل العلم في غير موضع ، وأنصح بالرجوع إلى رسالة ( الإبطال ) للشيخ بكر أبوزيد – حفظه الله – أو كتاب ( الإعلام بكفر من ابتغى غير الإسلام ) للشيخ ابن جبرين – حفظه الله - .

2- لكن الأخ أحمد يرى أنه لا يجوز لنا أن نطلق وصف ( الكافر ) على غير المسلم ؛ لأنه قد يكون ممن لم تبلغه الدعوة أو ....... الخ كلامه ! ولكنه لم يبين لنا : ماذا نطلق عليهم ؟!

وقوله هذا مصادم لنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين القاضي بأن كل من لم يدن بدين الإسلام فإنه ( كافر ) سواء بلغته الدعوة أو لم تبلغه ، وسواء كان صغيرًا أو كبيرًا ، فإنه يعامل معاملة ( الكفار ) في الدنيا ؛ بجميع ما يتعلق بهم من أحكام .

3- ولكن يبقى : هل هذا ( الكافر ) المعين ممن سيعذبهم الله عز وجل ؟ يقال في هذا : من بلغته الدعوة عذب ، ومن لم تبلغه فإنه يعامل ( في الآخرة ) معاملة أهل الفترة ؛ والراجح فيهم أن الله يختبرهم يوم القيامة ، كما دل على ذلك الحديث .

وقد وضح ابن القيم – رحمه الله – هذه المسألة خير توضيح في كتابة ( طريق الهجرتين ، ص 679 – 681 ) ؛ حيث قال : (( الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه. هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر: فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة ، وهو مبني على أربعة أصول:

أحدها : أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وقال تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقال تعالى: (كلما أُلقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء) وقال تعالى: (فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير) وقال تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا، وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) وهذا كثير من القرآن، يخبر أنه إنما يعذب من جاءه الرسول وقامت عليه الحجة، وهو المذنب الذي يعترف بذنبه، وقال تعالى: (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكن من معرفته بوجه وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم؟.

(الأصل الثاني) أن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها. الثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها. فالأول كفر إعراض، والثاني كفر عناد. وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.

(الأصل الثالث) أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له. فهذا بمنـزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم، وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما.

(الأصل الرابع) أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التي لا يخل بها، وأنها مقصودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة) .

وقال سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله - : ( وقد أجمع العلماء على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين ، وأن من لم يؤمن به ويتبع ما جاء به فهو من أهل النار ومن الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك .

فالواجب على جميع الثقلين من الجن والإنس أن يؤمنوا بالله ورسوله ، وأن يعبدوا الله وحده دون ما سواه ، وأن يتبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى الموت . وبذلك تحصل لهم السعادة والنجاة والفوز في الدنيا والآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة والحديث الشريف .

وكما قال الله عز وجل :
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ وقال سبحانه : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ وقال عز وجل في سورة النور : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } والآيات في هذا المعنى كثيرة .

وجميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك والكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وبعث به محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم . . وفيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم اتباعه ، وذلك كاف في كفرهم واستحقاقهم غضب الله وعقابه وحرمانهم من دخول الجنة واستحقاقهم لدخول النار إلا من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم . فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى . والصحيح : أنه يمتحن يوم القيامة فإن أجاب لما طلب منه دخل الجنة وإن عصا دخل النار ، وقد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - هذه المسألة وأدلتها في آخر كتابه : ( طريق الهجرتين ) تحت عنوان : طبقات المكلفين . فمن أراده فليراجعه ليستفيد منه الفائدة الكبيرة. ) . ( مجموع فتاوى ابن باز 7 / 28 – 29 ) .

4- أنه لا يشترط في بلوغ الحجة أن يفهمها الإنسان فهما جليا كما يفهمها من هداه الله ؛ يقول الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله - : ( كل من بلغه القرآن فليس بمعذور ؛ فإن الأصول الكبار التي هي أصل دين الإسلام قد بينها الله في كتابه ووضحها ، وأقام بها حجته على عباده ، وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهمًٍا جليًا كما يفهمها من هداه الله ووفقه وانقاد لأمره ؛ فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوا كلامه ، فقال ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) ، وقال ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ) وقال تعالى ( إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ) وقال ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) والآيات في هذا المعنى كثيرة . يخبر تعالى أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفقهوه ، والله عاقبهم بالأكنة على قلوبهم ، والوقر في آذانهم ، وأنه ختم على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم ، فلم يعذرهم الله مع هذا كله ، بل حكم بكفرهم ، فهذا يبين لك أن بلوغ الحجة نوع وفهمها نوع آخر ) . ( إجماع أهل السنة النبوية .. ، ص 112 – 113 ) .

قلت : ويندر الآن بين الكفار من لم يسمع بالإسلام أو القرآن ، ولهذا قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : ( إن هؤلاء اليهود والنصارى كفار ؛ لأن الحجة قد قامت عليهم ، وبلغتهم الرسالة ، ولكنهم كفروا عنادا ) . ( الصحوة الإسلامية – ضوابط وتوجيهات ، ص 199 ) .

5- أن الأخ أحمد – هداه الله – بعد أن قرر بأن غير المسلم لا يوصف بأنه ( كافر ) ! ادعى بأنه مادام الأمر كذلك فإن لنا أن نواده ولا نبغضه أو نعاديه !!! وقد سبق أن غير المسلم يوصف ( بالكفر ) ويلحقه ما يلحق الكفار من أحكام الدنيا ؛ وعلى رأسها تكفيره وبغضه وعدم مودته أو موالاته ؛ وأنه لا تناقض بين هذا وبين البر والإحسان إليه ؛ كما يعرف هذا صغار الطلبة ! ولعل الأخ أحمد قد تأثر في هذه القضية بدعاة العصرنة وتمييع أحكام الإسلام أو تلبيسها على الناس ؛ لعل الكافر يرضى عنهم أو لعلهم يظهروا بمظهر التنور والتقدم ولو على حساب دينهم !! – نسأل الله العافية - ؛ فقد ردد مثل هذه المقولة كثير منهم وعلى رأسهم الغزالي والقرضاوي والغنوشي وأضرابهم . وليت هؤلاء جميعا تدبروا قوله تعالى ( هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ) ! فأنتم تنازلتم لهم عن كثير من أحكام دينكم ولكنهم لا زالوا يبغضونكم ويقاتلونكم ويحتلون دياركم .. ! فتأمل هذا الذل وهذه المهانة .

يقول الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – مؤكدا على التفريق بين حرمة مودة الكفار وجواز الإحسان مع غير المحاربين منهم : (ومما يوضح هذا أن الله سبحانه نهى عن موادة الآباء والأبناء إن استحبوا الكفر على الإيمان ؛ حيث يقول جل شأنه : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ....) الآية ، مع أنه أوصى بالإحسان إلى الوالدين الكافرين بقوله : ( وصاحبهما في الدنيا معروفًا ) فدل على أن الإحسان لا يستلزم المودة في القلب ) . ( الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام ، ص 15 ) .

ويقول– حفظه الله – في رده على الغنامي أحد المروجين لمذهب العصرنة الخاسر : (وكون الغنامي يستثقل كراهية المسلم لكثير من الأمم الكفرية على وجه الأرض فالله سبحانه نهانا عن اتباع الكثرة إذا كانت على غير هدى.؛ قال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وليس معنى كراهيتهم أننا لا نتعامل معهم في تبادل المصالح المباحة ونعقد الصلح والمهادنة معهم إذا اقتضى الأمر ذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما كراهيتهم تعني البراءة من دينهم وأن لا نتنازل عن شيء من ديننا لأجلهم.

وقول الغنامي إن هناك فرقاً بين النص المنزل والتفسير الذي هو من اجتهاد الفقهاء - يقصد أن القول بالولاء والبراء من تفسير الفقهاء وليس فيه نص ونقول له هذا من المكابرة الواضحة فهناك نصوص كثيرة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية توجب الولاء والبراء. وليس تفسيراً اجتهاديا للفقهاء. منها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ثم استدل الغنامي استدلالاً خاطئاً بقول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية، على جواز موالاة الكفار ولو أنه أكمل الآية لعرف المراد منها إلا إن كان يريد أن لا يعرف أو يريد أن يغالط لأن الله قال (أن تبروهم وتقسطوا إليهم) والبر يكون بالإحسان إليهم نظير صنيعهم مع المسلمين بالإهداء إليهم وإعطائهم شيئاً من المال مكافأة لهم وليس ذلك من باب الولاء لهم والمحبة بل هو تعامل دنيوي كغيره من التعاملات المباحة معهم.

فالله لم يقل: أن تولوهم أو تحبوهم، بل قال: (أن تبروهم) والبر يكون بالعطاء والمنفعة فقط لا بالمحبة لهم ولدينهم .

ثم ختم الغنامي استدلالاته العجيبة بأن تزوج المسلم من الكتابية تدل إباحته للمسلم على جواز موالاة الكفار لما يكون بين الزوجين من المودة. ونقول له هذه مودة زوجية طبيعية وليست مودة دينية فزوج الكتابية المسلم لا يحب دينها لأن ذلك لا يجوز له وإنما يحبها محبة طبيعية فقط) ( جريدة الوطن ، 16 / 11 / 1424 ) .

ختامًا : أسأل الله أن يوفق الأخ أحمد بن باز ، وأن يجعله كسلفه ناشرا وناصرا لدينه ، وأن يجنبه شياطين الإنس ممن يكيدون للحق ، ويستدرجون أهله إلى باطلهم ؛ لأجل عرض من الدنيا قليل ..
 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية