صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







اعتـرافـات الدكـتـورة : عزيـزة المـانـع .. !

سليمان بن صالح الخراشي

 
هذا اعتراف مهمٌ جدًا للدكتورة عزيزة المانع الكاتبة الصحفية ؛ أقرت فيه بأن المجتمع الذي يُسمح فيه بتعدد الثقافات والأفكار المتعارضة المتنوعة تحت دعاوى " حرية الرأي " أو " تقبل الرأي الآخر " أو " التسامح وعدم الأحادية " !! .... الخ يقوده ذلك حتمًا إلى التنازع والتفرق بين أفراده .

وهذا الاعتراف منها يوافق ما يدعو إليه العلماء والعقلاء الذين يعلمون نتائج الأمور ، ولا تستخفنهم الزخارف والشعارات الكاذبة . مستشعرين قوله تعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا ) . وإن حدث تنازع أو اختلاف حُسم فورًا بالرد إلى الكتاب والسنة كما أمر تعالى : ( فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول ) .

وقد رأينا بأم أعيننا أن المجتمع الاسلامي الوحيد الذي اتهم بالأحادية ومعاداة التعددية هو المجتمع الذي تحققت فيه الوحدة الحقيقية والأمن الفكري والبدني ، وجمع خيري الدنيا والآخرة .

أما المجتمعات الإسلامية التي اغترت بهذه الدعاوى ؛ فسمحت بتلك التعددية الفوضوية التي يخالف أكثرها دين الله ؛ لم يقدها ذلك إلا لمزيد من التشرذم والتناحر والحروب الأهلية والطائفية .

تقول الدكتورة عزيزة - وفقها الله للخير - في كتابها " زامر الحي " ( ص 14) :

( ليس من مصلحة المجتمع أن تتعدد فيه الثقافات ، أو تتنوع فيه أساليب التنشئة . مما يربط أفراد المجتمع ويوحد بينهم هو اشتراكهم في نمط واحد من التفكير ولدته تنشئة اجتماعيه موحدة ، ورعته ثقافة واحده مشتركة . أما حين تتعدد الثقافات وتتنوع سبل التنشئة فيها ؛ فإن النتيجة هي ظهور التعدد في الاتجاهات والتنوع في الأفكار والآراء بين مختلف فئات المجتمع ) .

قلتُ : قارن قولها هذا بقول الشيخ العلامة صالح الفوزان في مقاله بمجلة الدعوة ( العدد 1959) بعنوان " الدين دين واحد : لا تعددية ولاابتداع فيه " ؛ الذي رد فيه على السفهاء الداعين إلى هذه التعددية المفرقة في مجتمعنا السعودي المتوحد تحت كلمة التوحيد ؛ إلى أن قال :

( وهذه مسألة عظيمة ينبغي مراعاتها ؛ ولاسيما في وقتنا الحاضر الذي قل فيه العلم وكثر فيه المتعالمون وتطاول المتطاولون وأصحاب الأهواء الذين يقولون : اتركوا الناس وحرياتهم لا تُصادروا آراءهم !! خذوا بالرأي والرأي الآخر ! . وهذا المبدأ يُفسد الدين ويُفرق الكلمة ، وتنجم عنه نتائج وخيمة . نسأل الله أن يعافي المسلمين من شرها وشر أصحابها ) .

فهل نتنبه جميعًا في هذه البلاد - حكامًا ومحكومين - إلى خطورة مايقوم به بعض كتاب الصحافة ، أو المتعصرنين المنتكسين من ترويج ونشر لهذا المبدأ الخطير الذي يقود البلاد إلى الاختلاف والتنازع والتشرذم والتنافر ؟!

لايكون ذلك إلا بالأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ، وأطرهم على الحق أطرًا ؛ قبل أن يصدق فيهم قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ) .

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يوفق الدكتورة عزيزة للتأكيد على هذا الأمر في مقالاتها القادمة .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية