اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/86.htm?print_it=1

اعتراف آخر لـ ( طه العلواني ) بفشل تقديم التنازلات للعلمانيين ..!

سليمان بن صالح الخراشي

 
يقول الله تعالى مخاطبًا نبيه - والخطاب لجميع المؤمنين من أتباعه - : ( يا أيها النبي اتق الله ولا تُطع الكافرين والمنافقين ) ، قال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - : ( هؤلاء هم الأعداء على الحقيقة ؛ فلا تُطعهم في بعض الأمور التي تنقض التقوى وتناقضها ، ولا تتبع أهواءهم فيضلوك عن الصواب ) .

فالمسلم مأمور بالبعد عن مداهنة أعداء الله والتنازل لأجلهم عن شيئ من دينه ؛ ابتغاء رضاهم .

وذلك لأمرين :

الأول : أنه سيثلم دينه وتقواه بهذا التنازل .

والثاني : أنه - مع هذا - لن يحصل على رضاهم ! بل سيجازيه الله بعكس صنيعه . كما قال سبحانه عمن يطلب رضا الكفار : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) . ومثلهم إخوانهم المنافقين .

وقد ابتليت الأمة للأسف بمن لم يستجب لأمر الله تعالى ؛ فرأينا من يُسارع في طلب مرضاة الطائفتين ؛ بما يوهن دينه ، ويُلبس على الأمة .

أما التنازل والمداهنة للكفار فأمثلتها كثيرة ؛ لعل من أبرزها في عصرنا هذا ما تفعله دولة تركيا من خضوع ومهانة لشروط الكفار ؛ لعلهم يرضون عنها وينظرون لها بعين العطف ، وما هم بفاعلين .

وأما التنازل للمنافقين فقد حصل من بعض العصريين الذين اجتهدوا في " علمنة " الإسلام ؛ لعلهم يحوزوا على رضا أولئك ؛ وهيهات لهم ..

وقد اعترف بهذا أحدهم ؛ وهو الدكتور طه جابر العلواني - هداه الله - ، وذلك عند تقديمه لكتاب صاحبه راشد الغنوشي " حقوق المواطنة " ، ( ص 19 - 20 ) ؛ حيث قال :

( مثلنا ومثل رفاقنا العلمانيين الدنيويين كمثل قول القائل:

بكل تداوينا فلم يشف مـا بنا     لأن الذي نهواه ليس بذي ودِّ

فهؤلاء الدنيويون العلمانيون حين يأخذ الإسلاميون هذه المواقع الاجتهادية التأويلية المتقدمة يسارعون هم إلى احتلال مواقع الماضويين والتمترس بذات النصوص التي يتمترس الماضويون وراءها، يقول أحدهم: "... كنا نعرف بالطبع أن المساواة المطلقة التي يتحدث عنها التيار الإسلامي الثوري غير صحيحة شرعاً، والآيات والأحاديث تتحدث بوضوح عن تفاوت الدرجات.." !

وحين حاول الشيخ نديم الجسر –رحمه الله- إيجاد علاقة (تصورية) بين نظرية الضوء ووجود الملائكة والجن في مقالة نشرتها صحيفة "النهار" اللبنانية في ملحقها الأسبوعي في بيروت (12/3/1967) رد عليه د. صادق جلال العظم في كتابه "نقد الفكر الديني" مؤكداً على أن نصوص القرآن ومعانيه غير قابلة لأي تأويل عصري يسحب معانيها إلى خارج عصر التنـزيل والمفاهيم السائدة فيه، وأكد على حصر مفهوم العلم الذي أمر الكتاب الكريم به، وجاءت السنة بحث الناس على طلبه في العلم الشرعي مستشهداً بتعريف الغزالي المتوفي سنة 505هـ الموافق (1111م) للعلم في كتابه "الإحياء" .

 ولو تتبعنا هذه النماذج من مواقف الدنيويين العلمانيين لاحتجنا لدراسة خاصة بها، ولذلك فلا نتوقع أن يقابل هؤلاء مثل هذه الاجتهادات التي يقدمها الإسلاميون بما تستحقه من اهتمام ) .  

قلتُ :
لو طلبتَ وأصحابك رضا الله ، وتجنبتم سخطه ، وصدعتم بدينه وأحكامه دون تدليس أو تلبيس ؛ لما ترفع عليكم أولئك العلمانيون وأهانوكم ، رغم تنازلاتكم لهم ، وسخريتكم ولمزكم لأتباع الكتاب والسنة .

وهذا يذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " من التمس رضا الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس  " .

ولعل في هذا الاعتراف عبرة لبعض الدعاة الذين - لأسباب متنوعة - قد يلتمسون رضا العلمانيين " المنافقين " عنهم بتقديم شيئ من التنازلات ، أو السكوت عن المنكرات ، أو غير ذلك من أنواع المداهنة . والله الهادي والموفق ..

وهذا مقال قديمٌ يتعلق بهذا الموضوع :

هل سمعتم بالداعية : ( جورج محمد ) ؟!
 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية