بسم الله الرحمن الرحيم

 فتوى فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
في لعبة ( البوكيمون )


فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء ..

ظهر في الآونة الأخيرة لعبة تسمى ( البوكيمون ) وهي لعبة أُعجب بها الأطفال فصارت شغلهم الشاغل ، وهذه اللعبة تروِّج علَم اليهود وصلبان النصارى ورموز الديانات المنحرفة .. ماحكم شراءها واللعب بها ، وما حكم شراء أو بيع بعض السلع التي تروِّج لهذه الكروت ؟ وما الإجراء المتخذ تجاه هذه الشركات التي قامت بالدعاية لهذه اللعبة ؟ أفيدونا مأجورين . وجزاكم الله خيرا ..
ابنكم المحب ............. الرياض

الجواب ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

فإن المسلمين في هذه الأزمان لا يفتأون أن يَخْرجوا من فتنة إلا ويُدخَلوا في أخرى ، ولا يزال أعداء الإسلام من يهود ونصارى وعلمانيين وحداثيين وماسونيين وغيرهم في محاولاتهم المتكررة في إفساد عقائد وأخلاق المسلمين ، ولن يطيب لهم بال حتى يخرجوهم من دينهم الذي ارتضاه الله لهم إلى عقائد الانحلال والتفسخ ، يقول الله سبحانه وتعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء .. ) الآية ، والمطلع على أحوال هؤلاء المضللين يرى أنهم في محاولات جادة لتنشئة أبناءنا وتربيتهم على عادات الحضارات الكافرة الفاشلة ، وما اللعبة المسماة بـ ( البوكيمون ) إلا إحدى طرقهم في تسيير أبناءنا إلى الطرق الإلحادية ، إذ تقوم فكرة هذه اللعبة على النظرية الإلحادية ( داروين ) التي تقول إن الإنسان كان قردا ، حتى وصل إليّ أن بعض من يلعبها من الأطفال انتشر على ألسنتهم أن الصور الموجودة في هذه اللعبة تتطور وتنتقل من مخلوق إلى آخر وهذه هي نظرية داروين تماما .

والمتابع لهذه اللعبة يجد أنها لم تنتشر من أجل التسلية أو الترفيه كما يفهم البعض بل المعروف أن وراء هذه اللعبة أيد خفية منظمة تعمل في الخفاء لنشر أفكار هدامة عبر تلك الرموز والشعارات الموجودة فيها ، هذا عوضا عن ظهور الوثن النصراني فيها المسمى بـ ( الصليب ) والمجمع على تحريم رفعه ، والشعارات اليهودية كالنجمة السداسية ورموز الماسونية المنحرفة ورموز المعتقد الياباني القائم على أن في الكون إله آخر مع الله ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وعوضا عن أنها تؤدي إلى البغضاء والشحناء وصرف الأبناء عما ينفعهم وكونها مشابهة للكفار والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ومن أكل أموال الناس بالباطل يقول الله سبحانه وتعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) ومن القمار والميسر المحرمين يقول سبحانه وتعالى ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ) .

فالمتحتم في هذه المسألة تحريم بيع هذه اللعبة التي تبني في عقول أبناءنا الانسلاخ من الإسلام ويتحتم أيضا تحريم الدعاية لها ، فعلى أولياء أمور الأبناء وعلى المعلمين أن ينتبهوا لهذا الأمر وأن يمنعوا لعب وتداول الأطفال لهذه اللعبة ، وعلى الشركات التي تقوم بالدعاية لها أن تخاف الله سبحانه وتعالى وألا تنشر مثل هذه المحرمات ، وعلى الجميع مقاطعة الشركات و السلع التي تقوم بالدعاية لهذه اللعبة .

نسأل الله بمنه وكرمه أن يعز الإسلام وأهله وأن يذل الكفر وأهله إنه وحده القادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
1/12/1421هـ