صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







دكتور استفهام مطلوب .. فهل يسلم نفسه ؟؟!!

دكتور استفهام

 
دكتور استفهام مطلوب .. فهل يسلم نفسه ؟؟!!
كي تعيش أوضاع الاخرين ، استل نفسك من وضعك وعش وضعهم ، حتى تعرف كيف تحكم وتتصرف في كل الأحوال ، وها انا افترض نفسي من أحد المطلوبين الذين أعلنت أسماؤهم في الإعلام ، ترى ... ماذا سأفعل حين أسمع أن هناك عفو لمن يسلم نفسه خلال شهر من تاريخ الإعلان .

لا شك إن نفسي ستعالجني أشد المعالجة ...

هل هذا معقول يا استفهام ؟؟

تسلم نفسك بعد كل هذه المعاناة ؟

التخفي ..؟

الاعداد ..؟

الآمال العريضة ؟

دروس الشيخ يوسف .. أبو هاجر .. كلمات آل شويل .. خطب ومحاضرات ودروس وحماس ؟؟

أين هي تلك المثل والعقيدة التي تنطلق منها ؟؟

اوليس هؤلاء الذين يعفون عنا هم من حكمنا بكفرهم وردتهم لانهم والوا أعداء الله ، وحاربوا المجاهدين في كل مكان ؟

أوليس الجهاد ماض إلى يوم القيامة ، وتركه تخاذل عن الشريعة ، وركون إلى الدنيا ؟

ألسنا أخذنا على أنفسنا انا وربعي إن نمضي في هذا الطريق مهما كلفنا الامر ، بعد أن فقدنا في سبيله أخوة لنا منهم من مزق نفسه في عملية تفجير بحزام ناسف ، ومنهم من قتل مصاولا لرجال الامن بعد معركة تستهدف الصليبيين في جزيرة العرب ، ومنهم من هو أسير يرزح في سجون الطاغوت ؟؟

أين أذهب بنداءات الشيخ اسامة التي ترن باذني وقلبي وعقلي ، وهو يدعو الأمة إلى الجهاد والنصرة والاباء والتضحية ؟؟

هل بعد هذا كله .. اترك هذا الطريق لان عفوا صدر عني ، بعد إن حملت روحي على كفي ، واقبلت إلى الله آملا بما عنده ، مجانبا لحقارة الدنيا وقذارتها ، بائعا نفسي لله تعالى ؟؟

لا .. لا .. لا ... لن اسلم نفسي ولو مزقوني اربا ، ولو قتلوني وارهبوني حتى يقضي الله بيني وبينهم ... اليس التسليم انتقال من " الهدى " إلى " الضلال " ومن " الحق " إلى " الباطل " ، ومن شريعة الرحمن إلى شريعة الشيطان ..!!

أين هي تلك المثل التي تعلمناها مثل " الثبات على المبدأ " ، والتضحية في سبيل العقيدة ، وغيرها مما عشنا عليها فترات طويلة ... لا .. لن اسلم نفسي ولو أعطوني ملك الدنيا كلها ...

ثم يأتيتي صوت خافت من خلفي .. يا بني يا استفهام .. اسمع مني اقل لك :

إنها يا بني تجربة مرت بحلوها ومرها ..

تجربة كانت قمة الجراءة .. وقمة الاقدام ..

اتظن انك مصاولة حكومة بجيوشها وقضها وقضيضها أمر سهل وميسور ؟؟

إنك تقول يا بني إن تسليمك لنفسك هو انتقال من " الهدى " إلى " الضلال " ، ومن " الحق " إلى " الباطل " ، ومن شريعة الرحمن إلى شريعة الشيطان ، وهذا هو مكمن الخطأ عندك منذ البداية ..

يا بني .. إن اعتبار طريقتك " حق " في مقابل " الباطل " هو الذي جعلك لا تسمع نصيحة الناصحين ، ولا شفقة المشفقين ، فانت اجتهدت في اعتناق هذا الطريق ، وليس بالضرورة إن يكون طريقك هو الحق ... فمن قال لك ذلك ؟؟

هل أتاك وحي من السماء بين لك أن طريقك هو الحق ؟؟

لماذا لا تتهم نفسك ، وتفترض أنك قد حدت عن الطريق المستقيم ...!!

الذي يسمعك تقول هذا يا بني يا استفهام يقول إن طريقتك هذه قد وافقك عليها المسلمون من شرق الدنيا إلى غربها ، ولم يخالفك فيها الا الحكام الذي تصاولهم ، وليس الامر كذلك ...

الم تع بعد يا بني إن جماهير اهل العلم والفضل والديانة واهل الخير والرأي والفكر كلهم يرون إن طريقك هذا طريق خاطئ ، وما ينتج منه امر كارثي للغاية ، وانه لو سلم لك بصحة المبدأ ، فان عاقبة المآل تجعل فعلك هذا فعل محرم ، وأثم مبين ..

انظر يا بني إلى ما يقول الامام الشاطبي رحمه الله :

( النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً كانت الأفعال موافقة أو مخالفه ، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل ، فقد يكون ؛ مشروعاً لمصلحة قد تستجلب أو لمفسدة قد تدرأ ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه ، وقد يكون غير مشروع ، لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحه تندفع به ، ولكن له مآل على خلاف ذلك ، فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية ، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحة أو تزيد عليها ، فيكون هذا مانعاً من انطلاق القول بالمشروعية وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية ربما أدى استدفاع المفسدة إلى مفسدة مثلها أو تزيد ، فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية ، وهو مجال للمجتهد صعب المورد ، إلا أنه عذب المذاق ، محمود الغب ، جارٍ على مقاصد الشريعة ( .

يا بني يا استفهام ...

إن الانسان اذا سلم نفسه للعاطفة التي لا تلجم بالعقل فانها سترديه الردى ، وتوصله إلى مهالك الامور ، ولا يغرنك قول غيرك ، فما عليك الا إن تفكر بعقل نفسك ، وتنظر إلى ما يصلح حالك وحال أمتك .. فهل طريقك هذا سيحقق الامر الذي تريد ؟؟

هل تظن يابني .. إن هذه الافعال التي يفعلها بعض الشباب هي التي ستنتشل الأمة من وضعها الذي تعيشه ..؟ أم أنها ستعمق الجرح ، وتزيد الطين بله ؟؟

نعم .. لقد ضرب الشيخ اسامة أمريكا ، وهذه القضية ضخت في عروقك الدم ، وقاربت النصر بين عينيك ، ولكن هذا لا يعني إن النتائج كانت محمودة ..

وصاول ربعك الكفار في جزيرة العرب ، فقتلوا منهم أناسا ، وقتلوا من معصومي الدم المسلمين اضعاف ما قتلوا من الكفار .. فأي جواب تعده امام الله إن جئت يوم القيامة وقد تخوضت بالدماء بغير حق ؟؟

الا تعرف يا بني .. أن المسلم لا يجوز قتله لا عرضا ولا استقلال ، وان الوعيد جاء بقتل المسلم شديدا للغاية ، فلماذا الج في طريقة غير واضحة ولا بينة ، وانتقل من الامر المجمع عليه إلى الامر المختلف فيه ؟؟

ماذا كسبنا من كل هذه الافعال الماضية الا مزيدا من الجراحات والمآسي ، وترويع الأمنين ، وسفك الدماء ، والملاحقات والمطارات التي أحالت حياتك جحيما لا يطاق ؟

اليس لك ام رؤؤم تنتظر الساعة التي تقدم اليها معافى بعد هذا العفو ؟؟ اليس لك أب شيخ كبير ، يرى حشاشة فؤادة على شاشة التلفزيون ، يتمنى لو يحضنه ويضمه اليه ، ويشم رائحته ، ويسعد به ناجيا من الملاحقة والمطاردة والقتل ؟؟

اليس لك صبية صغارا يريدون أبا حنونا يربيهم على الهدى ، ويكون قرة عين لهم في حياتهم وذخرا لهم في أخراهم ...

اليس لك مجتمع ينظر اليك أن تكون لبنة بناء لا معول هدم .. بعد إن أصبته بمقتل ، حتى صار يسر بمقتل أحد رفاقك لما رأى من سوء الفعال ؟؟

اترى كل هذه يضحى بها في سبيل الولوج في محرقة خاسرة لن تحقق مكسبا ، ولا تنصر دينا ، ولا تنشل الأمة من ضعفها ...

اترى كل هذا يترك في سبيل إن أقتل امريكيا أو فلبينيا أو بريطانيا مستأمنا ، له سبهة عهد أو عهد صحيح ...؟؟

اليست نفسك التي بين جنباتك هي أعز ما تملك ، فلماذا تضحي بها في طريق غير واضح المعالم ، يخالفك فيه الكثير ، ويصححه القليل ؟؟

اليس " الجهاد " الذي هو ذروة سنام الاسلام ، ومجد الأمة وسؤددها غرضه وغايته أن تكون كلمة الله هي العليا ، فاذا لم يتحقق هذا المقصد ، أو تحقق خلافه فانه يترك ، لان الجهاد هو وسيلة لتحقيق العلو للدين ، فان كان في القتل والقتال ضرر على الأمة فانه يترك .. وما عليك سوى إن تقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى تدرك كان يتعامل مع قضية القتل والقتال من خلال النظر إلى مصلحة الدين والدنيا ، وليس القتل والقتال غاية ذاتية ، بل وسيلة إلى ما وراءها ..!!

بني ..

إن قمة الانتصار على النفس إن تترك الامر المضر ، حتى لو قال لك الناس انك متخاذل أو منبطح ، أو راكنا إلى الطاغوت ، أو غيرها من الكلمات التي تصم الاذان ، وتقرح القلوب ، ما دام إن الانسان قد رأى إن طريقته خاطئة ، وان امامه فرصة للتصحيح ، والرجوع إلى مجتمعه ، مجاهدا في اصلاحه ، حادبا عليه ، منكرا المنكر بضوابطه الشرعية ، محافظا على مكتساباته ومقدراته ، معينا لنفسه ولغيره على الاصلاح الذي هو هدف الجميع ...

يا بني يا استفهام :

استشرف مستقبلك في هذه الاحداث ...وانظر الى تجارب التاريخ .. فلم حركة كهذه نجحت ؟

أمامك خياران لا ثالث لهما :

إما إن تستمر على طريقك ، فتعيش حياة الطريد الشريد ، الذي يحضر لعملية غدر لاجل قتل كافر ، ولربما تزهق روحك في سبيل أن تفعل هذا الفعل الظني والذي يخالفك فيه الجميع ... أو تمضي مطاردا سنيات تعيش فيها حياة الظنك والجحيم وحينها ستضيق عليك الدنيا بما رحبت ، وتتمنى لو أدركت الشهر الفرصة ، وسلمت نفسك .. لاني اقولها لك وبكل صراحة يا بني : إن طريقتكم هذه لن يكتب لها النجاح ، فمن عرف سنن الكون وسنن الشرع ، وسنن الاجتماع ادرك إن مصير حركتكم إلى فناء بعد أن تتسبب أنت وربعك في خسائر مادية ومعنوية على الاسلام والمسلمين .

الخيار الثاني : أن تقوم بالحدث التاريخي في حياتك .. وتقدم إقدام الواثق من نفسه ، والذي أدرك إن طريقته التي كان ياملها كانت خاطئة ، وحينها تقرر تسليم نفسك ، فمهما كان في الامر من مخاطرة ، وأمور لا تحمد عقباها – مع اني ارى صدق المبادرة – الا إنها أفضل بكل حال من بقائك في حياتك السابقة ، والتي ضاقت عليك بها السبل ، وعشت حياة الخوف والنكد ...

قرر يا بني .. وانتصر على نفسك ، فان الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل !!

هنا .. وقفت مع نفسي وقفة صدق :

نعم .. لقد أدركت اللحظة خطأ الطريق ، فلقد كنا في يوم من الايام نقول بأننا لن نقاتل في داخل بلاد المسلمين ، بل سنصاول الاعداء في ارض المعارك الصافية ، في افغانستان والشيشان والعراق ، وبعدها فاذا المعركة تنتقل شئنا أم أبينا إلى بلاد المسلمين ، وكنا اعلنا إن معركتنا هي مع الصليبين ، ولن نقاتل رجال الامن الا من باب دفع الصائل ، وها نحن اليوم نرى إن هناك استهدافا مباشرا لرجال الامن .. بل لمنشآت المسلمين المدنية ، فكيف سيكون القادم .. وماهي نهاية الطريق ؟

هل سنرى في يوم من الايام استهداف اهل الفضل من العلماء والدعاة بحجة الردة ..؟؟

وهل سنرى القتل بالظن والشبهة كما حدث في الجزائر ومصر وغيرها ؟؟

أي طريق سنصل اليه .. واي نهاية سنقف على اعتابها ؟؟

إن الفتنة اذا اقبلت عرفها العلماء .. فاذا ادبرت عرفها الجهال ؟؟ ويالي من جاهل ..

ليتني سمعت كلام اهل العلم .. ونصح الناصحين ..

نعم .. سانتصر على نفسي ... وادوس على رأيي ، واسلم نفسي !!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية