صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ندااااااءٌ حارٌ إلى من تبقى من المطلوبين أمنياً !

أبو لـُجين إبراهيم

 
أيها المطلوبون :

أن الرجوع للحق فضيلة، وليس عيبا أن يخطئ الإنسان أو يخالف فلا كمال إلا لله سبحانه وتعالى فالخطأ مع الاستغفار يغتفر وإن كان فادحا ولكن الذي لا يغتفر هو مكابرة الحق بالباطل والإصرار عليه والاستكبار عن الرجوع للحق والإعراض عن منهج القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة وليس غريب أن نجد منكم من تعلم شيء من الشريعة فإذا كان كذلك فلماذا التمادي وعدم الرجوع للحق ، فإن من يريد الخير لأمته عليه أن يبحث عن الحقيقة وتذكروا قول الله تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) وقوله سبحانه وتعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )

لماذا لا تراجعون أنفسكم ثم تسألون ؟ لماذا جمهور علماء هذه الأمة وكذلك الدعاة المصلحون وكافة أهل الخير وأهل هذه البلاد يخالفونكم في هذا المسلك الذي أنتم عليه سائرون ، فلماذا لا تذعنون للحق فإن طريق الضلال يقود إلى الخسران المبين والعياذ بالله .

ألم يقل الله سبحانه وتعالى في أخلاق المؤمنين : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )

إن من العدل أن تقبلوا الحق إذا عرض عليكم وهو من العدل الذي أمر الله تعالى به في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ )

إن قبول الحق هو من علامات التواضع والمؤمن دائما رجاع إلى الحق ولا تأخذه في قوله لومة لائم فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل والحكمة هي ضالة المؤمن فمن وجدها فهو أحق الناس بها .

أننا رأينا من إخوانكم من رجع إلى الحق فحمدنا الله تعالى لذلك وهم ممن كانوا معكم قد ابتلوا فيما مضى بالابتعاد عن جادة الحق من خلال تبني هذه الآراء الخاطئة ووالله أننا فرحنا بعودتهم إلى طريق الحق والرجوع إلى جماعة المسلمين والذي فيه الخير للبلاد والعباد وإغلاق الطريق على أعداء الإسلام

إن رجوعكم وعودتكم هي سمة العقلاء وما زلنا نتوسم فيكم الخير وليس عيبا أن ترجعوا كما رجع غيركم وليس عيبا إعلان التوبة وكلنا ذو خطأ .

أني أعلم أن الشيطان قد يصور لأحدكم أن الرجوع إلى الحق ضعف وأن التراجع عن الأخطاء هو اهتزاز في الشخصية وينفخ الشيطان في أحدكم ويقول إذا تراجعت فأنت ضعيف !!! وأن توهمت ذلك فإن في الحقيقة غير ذلك فأنت تكبر أمام الآخرين .

لا تكونوا كمن يظهر له الحق فتأبى نفسه أن تقر به ويلوح له الصواب فيستكبر أن يتابعه فإن هذه تورد المهالك ، والاستكبار عن الحق والتعالي عليه بعد وضوحه ليس هيناً ولعلكم تذكرون حديث مسلم عن ذلك الرجل الذي كان يأكل بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كل بيمينك ، فقال له : لا أستطيع - لعله تكبر أن يغير أمام الناس أن يستجيب للنبي صلى الله عليه وسلم أمام الناس - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا استطعت ، فما استطاع أن يرفع يده إلى فمه .

لقد كان لكم في سلفكم الصالح واعترافهم بالحق شيء عظيم فإن الحق عندهم أكبر من كل الناس والحق أكبر من كل كبير بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كان يستشير أصحابه وربما ابتدأوا بالمشورة فمضى بقولهم وأخذ بمشورتهم ولم يستكنف ولم يستكبر عن ذلك صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه صلى الله عليه وسلم وليس بأمر اختياري بل أنه الخطأ الكبير الذي وقعتم فيه بإجماع علماء ودعاة البلاد وقد خرجتم عن مشورتهم .

لقد أوصى عمر رضي الله عنه في وصيته الشهيرة والتي كان من وصيته التي قال فيها : ( لا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق ؛ فإن الحق قديم لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، والرجوع للحق فضيلة كما يقولون ) .

أيها المطلوبون :

أن القضية خطيرة وأن سفك الدماء ليس بالأمر الهين فلا تتساهلوا بها ولا تتهاونوا بها واغتنموا مبادرة الدولة وهي والله فرصة عظيمة .

ووالله لو يمسك أحدكم أو يسلم نفسه ويلقى الله سبحانه وتعالى وهو لم يسفك دما حراما فهو والله في في خيرٍ عظيم وأعظم أجرا في يومٍ لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

إن الرجوع إلى الحق فضيلة وتأملوا كتاب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري ، وتأملوا فعل الصحابة وكيف أنهم يتراجعون .

واقرأوا الفتن التي حصلت بين الصحابة وكيف أنهم ندموا بعد هذه الفتن وكل واحد منهم تمنى أنه لم يخرج إلى هذه الفتن

اقرأوا سيرة ابن عمر رضي الله عنه وما موقفه من الفتن وتأملوا تلك السيرة العطرة لعبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة وكيف أنهم جلسوا في بيوتهم وكيف أنهم لم يبحثوا عن الفتنة ومواطنها ولم يوقعوا أنفسهم بأمر محرم ولم يلوثوا أنفسهم بدما حراما

أننا نخاطب فيكم دينكم وعقيدتكم وحبكم لربكم وسجودكم بين ربكم وركوعكم وصلاتكم وقراءتكم للقرآن بأن ترجعوا إلى الحق

أرجعوا إلى الحق

أرجعوا إلى الحق

أرجعوا إلى الحق

وألزموا جماعة المسلمين قبل فوات الأوان

اسأل الله بمنه وكرمه أن يبصرنا بعيوبنا وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية