اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/ahdath/43.htm?print_it=1

تعال لنفكر لحظة مع بعض؟!!

أبوخبيب الأنصاري

 
أخي العزيز أخي الحبيب يا ابن جزيرة الخير والعطاء.
يا ابن ينبوع الخير والوفاء، إليك هذه الرسالة المتواضعة لعلها تجد منك قلبًا واعيًا وأذنًا صاغية.
أخي: إن من دواعي الحزن أن يعمل الإنسان شيئًا باسم الإسلام والجهاد ولا يفكر في عواقبه ثم يكون حمده ذمًا عليه ويندم.

أيها العزيز! هل تعلم أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في الآونة الأخيرة في بلاد الحرمين لا تخدم إلا مصالح الكفار والمشركين، والفسقة والحاسدين.
بأيّ جرأة تفجر بلدك الطاهر النقي؟ وهو البلد الذي لا بقعة في الأرض إلا وخيراته تصل إليها، لا هناك مؤسسة إسلامية أو دعوية أو إغاثية ولا جمعية خيرية إلا وهي أو معظمها من خيرات بلدك، أينما اتجهت في الأرض شرقا أوغربا، وشمالا أوجنوبا، إلا وتجد الأيادي البيضاء من بلدك المبارك قد سبقت إليه...
وما من مجال للخير إلا وأهل هذا البلد من سبّاقه وروّاده....
هل فكرت في هذا يوما؟!!
هل سألت نفسك لماذا؟
كل هذا يا عزيزي لأن بلدك هذا قائم على أساس عقيدة راسخة تحضن في أحشائه علماء ربانيين ودعاة مخلصين، واقتصادًا قوياً، فبهما تنافسون الأمم، وبهما تُحسَدون.
فثق تمامًا أيها الحبيب بتكفيرك لعلمائه وتخريبك لاقتصاده لا تجلب لنفسك إلا أن تكون فرّاشًا أو خادمًا في إحدى الدول، غريبًا عن أهلك تبحث عن لقمة العيش لا تفكر إلا في قوتك وقوت أولادك وهذا ما يريده الأعداء، ولا تجلب لأختك إلا أن تكون سائلة أمام المطاعم، وقارعة الطرق وهي مستعدة لبيع كل ما تملكها من قيم لتوفير لقمة العيش.

لعلك تقول لي: تتكلم عن الخيال. لا، أسألك ما الفرق بينك وبين إخوانك البنغاليين؟! أليسوا مسلمين مثلك وإخوانك في العقيدة والدين ما هو أعمال معظمهم في هذه البلاد، وهل سمعت عن مؤسسة إسلامية وإغاثية بنغالية، أو صومالية، أو تشادية؟ طبعا لا، لأن وضع بلادهم واقتصادها لا يسمح لهم بذلك وليس ببعيد عنك عندما كان آبائك يسافرون إلى شبه القارة الهندية للبحث عن لقمة العيش، وأفكارهم كلها محصورة على ذلك، لا تظن أنك تبقى معززًا مكرما كما أنت، تسافر إلى أي بلدة شئت وإلى أي بقعة أردت ومتى شئت، لا! هل تعلم أن من الناس في دول أخرى من لا يقدرون على السفر حتى لأقرب بلد، لوضعهم المعيشي، ولا تعطى لبعضهم تأشيرة ولا يسمح لهم بالدخول إلا بعد الانتظار الطويل والتذلل والعذاب وذلك لسوء أوضاع بلادهم.
ولا تفكر أنك تبقى عزيزا شريفا بعد تجريح بلدك لا سمح الله، بل يذهب عنك كل شيء، حتى الكرامة والاحترام، وليعلم أن الإنسان عزيز بعد دينه وإيمانه، بقوة إمكانيات بلده متى ضعفت أو سقطت دولته يبقى بلا هوية ولا شرف.
أتكلم معك عن الواقع حتى لا تفكر بعيدا، أنَسِيتَ معاناة شعب الأفغان وذلة الإنسان الأفغاني في ديار جارتهم، ماذا كان يجري على رجالهم ونسائهم وأولاهم، وصلوا إلى درجة أن يقبلوا بدولة حتى ولو كانت تحكم حكامها بغير شرع الله، إلا من عصمه الله.
هل كنت تفكر أن الإنسان الأفغاني يتسابق بالتقاط الصور مع جنود القردة والخنازير في شوارع بلادهم، وهل كنت تفكر أن المرأة الأفغانية تعمل في المؤسسات اليهودية تقبل كل شيء مقابل توفير لقمة العيش؟ بطبيعة الحال أنت لا تقبل، ولكن الآن كل هذا واقع.
لم يحصل كل هذا إلا بعد وقوع الحروب وتخلل الأمن، لا تفكر أنك تسقط الحكام ثم تتولى عرشهم، لا وألف لا، حتى ولا في الأحلام، فعليك أن ترجع إلى صوابك وإلا يكون مصيرك مصير من تراهم بأم عينيك.

يا أيها العزيز العمل للدين له ضوابط وشروط وبالأخص قضية الجهاد، إن كنت تسمي خروجك على ولاة الأمر وهدمك لدار الإسلام جهادًا
فهلا سألت نفسك يوما لماذا لم يجاهد النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي من النبوة الشريفة.
هل سألت نفسك لماذا لم يقاتل صلى الله عليه وسلم المنافقين في المدينة المنورة.
هل سألت نفسك لماذا لم يُدخِل صلى الله عليه وسلم الحِجر داخل الكعبة.
هل سمعت عن مقالة عثمان بن عفان رضي الله عنه لأبي هريرة وحسن وحسين رضي الله عنهم عندما قدموا لنجدته، وغير ذلك من المواقف الكثيرة، كل ذلك يدل على عدم إثارة الفتن، وهم قدوتنا وأسوتنا.

يا أيها العزيز بأعمالك هذا لا تجلب شيئاَ سوى الفتنة والدمار والهلاك لنفسك ولأمتك الإسلامية، وأما ما تجلبه لنفسك ذكرت بعضا منها. وأما ما تجلبه للأمة منها ما يأتي:
1. هدم عاصمة الإسلام وأمنها واستقرارها.
2. جلب المجاعة والفقر والجهل إليها.
3. تفشي البدع والخرافات والمحرمات فيها.
4. عرض حياة ملايين من ضيوف الرحمن للخطر.
5. تضعيف حركة الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
6. قطع عنق الصحوة المباركة.
7. تشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
8. عرض حياة الأقليات المسلمة في العالم للخطر.
9. تضعيف الدعم للفقراء والمجاهدين في العالم.
10. هدم حصن الدعاة والمهاجرين بدينهم من بلادهم.
11. هدم مُنطَلَق الدعوة والمصلحين.
12. نصرة الكفار والفسقة في نواياهم الخبيثة وغير ذلك من المفاسد والمضار على الإسلام والمسلمين لا يمكن حصرها.

أيها الحبيب! أما يكفي أن أعداء الإسلام بأكملهم أظهروا عداوتهم لهذه البلاد الطاهرة كفارا وحسادا، وجميع أصابع التهم إليها، يكيدون لها ليلاً ونهارًا، لو لا الله سبحانه وتعالى ثم تمسك ولاة الأمر بالدين وحنكتهم وقيادتهم الرشيدة لعبثوا بأمنها واستقرارها، عرّوها من حشمتها وقيمها وجعلوها دمية في أيديهم كما هو الحال في أكثر الدول الإسلامية، ثم أنت تقوم بتخريبها، بدلا من أن تكون درعا لها؟!!.
أين العقول هل أنت عاقل؟ إن كنت تعمل هذا جهلاً فقد قامت الحجة عليك، وأما إن كنت تعمل عنادا فاتق الله وتب إليه، حتى ولو أدّى ذلك إلى فقد كل ما تملكه، لأن الأمر عظيم والخطب جسيم.
أَفْد حياتك وشهواتك في سبيل بقاء عاصمة الإسلام محصونة ومحفوظة.
لو بحثت في جميع أرجاء العالم لم تجد مثل بلدك تحكما بالشريعة ومثل حكامها تديناً بالإسلام وخدمة للدين، فمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف خير دليل على ذلك، لا مثيل لهذا المجمع في التاريخ، مهما تنتقد وتقول، هذا هو الذي نملكه وإذا هدمت هذا فتأكد أنك هدمت دولة الإسلام وعاصمته، لا تستطيع أن تبني مثلها ولا تستطيع أن تطبق من الشريعة عشر ما يطبقه حكام هذا البلد حفظهم الله، ثم تندم فلا يفيدك الندم، وثق أيضًا أن إضعافها أو إفسادها معنويا واقتصاديا شعار جميع الكفار والحساد على وجه الأرض، وهي الوحيدة التي بقيت على وجه الأرض تحكم بشريعة الله وهي رمز للإسلام والمسلمين.
أنا أخوك المسلم لست من بلدك ولكن أفتخر به لأنه يمثل الإسلام ونعتبره عاصمة لنا.

أخي الحبيب إني أخوك المسلم تربيت على تراب بلدك وتعلمت على علمائه رأيت من الواجب الدفاع عنه ولو بهذه السطور المتواضعة، لعل الله سبحانه وتعالى يطرح فيها البركة وتكون سببًا في هداية هؤلاء المتحيرين إلى رشدهم وصوابهم فتبقى هي رمزًا لعزنا وشرفنا محصونة من كل سوء ومكروه.
وللمعلومية أن لي أسفارا بين حين وحين إلى بلدان أخرى، كم سمعت من الناس، يقولون لي: إن جميع الدول الإسلامية لا تخلوا من الفقر والمشاكل. وكنت أرد عليهم بملء فيّ أن عاصمتها (المملكة العربية السعودية) خير دليل على رخائها وأمنها واستقرارها، ومنذ أن بدأتم بأعمالكم هذا أصبحت أستحي وأتهرب من الجواب.
أناشدكم بالله أن ترجعوا إلى صوابكم ورشدكم، والخير كل الخير في ترك منهجكم الذي تؤمنون به، وفي الاستماع إلى نصائح علمائكم والاستفادة من عفو مليككم ورضاء ربكم وخالقكم وإلا يكون شأنكم كشأن زملائكم الذين شاهدتم مصيرهم السيء.

اللّهمّ ألا هل بلغت، اللّهمّ فاشهد.

كتبه أخوك أبوخبيب الأنصاري

 

حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية