صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تربوياتٌ على الطريق (1)

حامد بن عواض العلياني

 
الحمد لله أستعينه وأستهديه وأتوكل عليه والصلاة والسلام على خير المستعينين وخير المستهدين وخير المتوكلين سيدنا محمد بن عبدالله الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين 0
إخوتي الكرام الأعزاء كما هو معلوم أن العمل التربوي هو جهد يحتاج لمزيد من المعارف والعلوم، ومزيد من القدرات والإمكانات والمواهب، ورصيد من التجارب والخبرات وأنا لست من هذا في شيء ، لذا رغبت في جمع وتدوين بعضاً من تجارب وخبرات أهل الأيادي البيضاء في عالم التربية والذين كان لهم السبق في هذا المجال ، وليس صواباً أن أُخفي عليكم كيف تم جمع وتدوين هذه التربويات ، فلقد استفدت من الاشتراك في خدمة الجوال لبعض المربين الفضلاء عن طريق الرسائل التي تُرسل عن طريقهم أو تحت إشرافهم لمن أراد الإشتراك ، ولما كثرت الرسائل المقترنة بالفوائد النّيرة القيمة في هذا الجهاز( الجوال ) خشيت والله أن تذهب سدى دون أن نتمكن من إيصالها بنفعها المتعدي للآخرين عن طريق الإنترنت ، مع تربويات أخرى من بعض الكتب المعروفة التي لا تخفى على الجميع ، ولما كانت المصادر مختلفة ، والآراء متعددة من هؤلاء الأفاضل لم أراعي مسألة الدقة في خصوصية الموضوع وإنما كونها تتعلق بالنواحي التربوية بشكلٍ عام وبمجالاتها المتعددة ، وقمت بتقسيمها في شكل سلسلة من التربويات تحت موضوعٍ واحد اسمه <تربويات على الطريق> ، وإنما كانت هذه السلسلة نظراً لاستمرار ورود هذه الرساثل ، ثم إني تخطفت من كل مصدرٍ عدداً من التربويات وليست واحدة ولذلك أشرت إلى المصادر في آخر كل صفحة دون توابعها من هذه النقاط ، وقد تجدون بعض التصرف الذي حرصت فيه على الإيضاح فقط دون الخروج عن المعنى ،،،

وأترككم مع السلسلة الأولى/

*** وقت ما قبل الفجرهو الوقت الذهبي لإنعاش الروح ، وقد دلت تجارب كثيرة من الأخيار على أن الإستيقاظ قبل أذان الفجر بأربعين دقيقة يومياً يوفر زاداً روحياً لليوم كله .

*** إن الهزائم تُنال من معنويات الفاشلين ، وتدفعهم إلى عدم المحاولة مرةً أخرى ، على عكس الناجحين الذين يحولون كل هزيمة وفشل إلى شيء إيجابي 00 لاتدخل معترك الحياة خائفاً من الفشل ادخل معترك الحياة لكي تفوز .

*** التربية الناجحة مبنيةٌ على بداياتها ، فإذا صحت تلك البدايات وروعيت أولوياتها أعقبها نتائج مشرقة ، وكما قيل : من كانت بدايته متعبة ، كانت نهايته مشرقة .

*** لن تسلم من نقد الناس ، ولكن خذ من نقدهم ما هو حق ، ولا تظن أن كل نقدٍ هو باطل ، وصحح خطأك واصبر فهكذا الحياة .

*** إن من حق المتحدث علينا أن نصغي إليه باهتمام ، وألا نصدر حكماً على ما يقول حتى يفرغ من كلامه ، وإن من المؤسف أن مجالسنا كثيراً ما تكون مشحونة بالمقاطعات والأحكام المستعجلة .

*** قبل اتخاذ القرار ناقش نفسك : ما هي الفوائد التي ستترتب على اتخاذ هذا القرار وما هي الأضرار من اتخاذه ، وما هي الفوائد من عدم اتخاذ القرار وما هي الأضرار أيظاً من عدم اتخاذه ، وحينها ستكون ناجحاً في اتخاذ جميع قراراتك العلمية – الدعوية – المالية – الأسرية – الوظيفية وغيرها ..

*** اكتساب السمو للنفس يكون عن طريق التدرج ، وذلك بالإبتعاد عن فعل ما لا يحل ، وما لا يليق ، وتكون ذروة ذلك حين يستوي سر المؤمن مع علانيته ، وهذا يحتاج إلى تنمية صفة الصدق العظيمة على نحوٍ مستمر .

*** إن الإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف يعد هدفاً رئيساً في تحقيق أي إنسان لأهدافه وتوقعاته ، فمن يعمل عملاً وهو لا يتوقع إنجازاً من ورائه لا يستطيع غالباً تحقيقه . فأنت تستطيع ولكن هل تؤمن بقدراتك ؟

*** العلم أودية ، كما قال ابن شهاب فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه ولكن خذه مع الأيام والليالي ، ولا تأخذ العلم جملة ، فإن من رام أخذُه جملة ذهب جملة ، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي .

*** إن كلمة (اقرأ) هي أول ما قرع الأسماع من كتاب الله وهي أول عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، وهي التي وصلت الأرض بخبر السماء ، وهي مفتاح العلوم ، وغذاء الفهوم ، وباب الفقه في الدين ، ووسيلة من وسائل التدبر والتفكر ، فأين نحن منها ، وما نصيب أوقاتنا معها ، ومتى نكون من عشاقها .

*** من لم ينبع تفكيره من مبادئ الشريعة ضل ، ومن لم يستمد سلوكه من أخلاقها انحرف ، ومن لم يقيد عمله بأحكامها ظلم .

*** من عُرف عنه العجلة في الرأي والحكم ، أو عدم التثبت أو التبين ، ينظر إليه الناس على أنه أرعنٌ أحمق ، ومثل هذا يسحب الناس ثقتهم منه ، بل وينفرون منه ، ويكرهونه بشدة ، وإذا ذهبت الثقة ، وكان النفور والكراهية ، لم يعد في يد المسلم ما يكسب به الأنصار والمؤيدين .

*** كل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق ، فأهل المكر والحيَل المحرمة يُخرجون الباطل في القوالب الشرعية ، ويأتون بالصور دون الحقائق والمقاصد .

*** من أهم الأسباب في التفريط لعمل اليوم والليلة : هو ضعف أو تلاشي التصور الصحيح لحقيقة أجر المواظبة على هذا العمل فإن الاستمساك بالشيء والعظُّ عليه بالنواجذ مرتبط بالتصور الصحيح له ، وللمنافع أو الفوائد المرتبطه به .

*** يقول الشافعي : من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن تكلم في الفقه نما قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن نظر في اللغة رق طبعه ، ومن نظر في الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .

*** <من استوى يوماه فهو مغبون> في هذا دعوة للإرتقاء بالنفس في العلم والعبادة والخُلُق والأدب والعمل للإسلام .

*** التدبر مفتاح حياة القلب ، ومن وُفق لتدبر القرآن ، فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب لأنه لاشيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بتدبر وتفكر.

*** من جميل الأخلاق وصالح المعاشرة مراعاة مشاعر الناس والبحث عما يرضيهم والبعد عما يسخطهم ، ولكن لا يكون ذلك على حساب الدين ، وسخط رب العالمين ، والحرص فقط ألا يخسر الناس وألا يكون في موضع نقمتهم (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس) صحيح0

*** أطوار الحياة ثلاثة : طورٌ مضى فلا تحزن عليه ، وطورٌ أنت فيه فجديرٌ باهتمامك واجتهادك وجدك ، وطورٌ يأتي فمن التكلف الاغتمام والخوف من غيبٍ تكفل الله به .

*** كل إنسان يعمل على حسب جوهر نفسه ، فإن كانت نفسه شريفةٌ طاهرة صدرت عنه أفعالٌ جميلة وأخلاقٌ زكيةٌ طاهرة ، وإن كانت كدرةٌ خبيثة صدرت عنه أفعالٌ خبيثة .

*** علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ، ويدعون إلى النار بأفعالهم ، فكلما قالت أقوالهم للناس : هلموا ، قالت أفعالهم : لا تسمعوا منهم ، فلو كان ما دعوا إليه حقاً كانوا أول المستجيبين له ، فهم في الصورة أدلّاء ، وفي الحقيقة قطاع طرُق .

*** أنفع الناس لك : رجلٌ مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيراً أو تصنع إليه معروفاً ، فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك ، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر ، وأضر الناس عليك من مكن نفسه منك حتى تعصي الله فيه ، فإنه عونٌ لك على مضرتك ونقصك .

*** ما يكاد يحب الاجتماع بالناس إلا فارغ ، لأن المشغول القلب بالحق يفر من الخلق ، ومتى تمكن فراغ القلب من معرفة الحق امتلأ بالخلق ، فصار يعمل لهم ومن أجلهم ، ويهلك بالرياء ، ولا يعلم .

*** شيءٌ جميل أن يتوضأ الإنسان قبل أن ينام ، ويتلو شيئاً من كتاب الله تعالى ليختم يومه بشيءٍ ينير قلبه ويعطر فمه ويزيد في رصيد حسناته .

*** خمسةٌ لا يفلحون أبداً : الطاغية الكذاب ، والعاق لوالديه ، والمغرور المبتلى بحب الشهرة ، والحقود الحاسد ، والمتزهد اتخذ الزهد شباكاً .

*** ترفيه النفس وممارسة بعض الأنشطة الرياضية مما يساعد على تجديد الروح وطرد السأم ، وقد ذكروا أن ابن مجاهد شيخ قراء بغداد خرج مع بعض إخوانه إلى أحد بساتين بغداد ، وصاروا يتريضون ويمزحون ، فرمقه أحدهم معترضاً فقال له ابن مجاهد : التعاقل في البستان مثل اللعب في المسجد .

*** الدعوة إلى الله ليست عملاً محدداً أو محتكرا ،ً بل هي نشاط توعوي عام ، وجهدٌ شامل لكل المجالات والاتجاهات والتخصصات ، فهي تمتد لتشمل كل المسلمين ، حتى من يصنفون أنفسهم من العصاة ، لأن الناس كلهم عصاة تجري عليهم أخطاء البشر .

*** لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاةٍ وصوم وصدقةٍ وعزلة ، إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين : حفظ الحدود ، وإخلاص العمل .

*** قيام الليل وترتيل القرآن بالأسحار من أعظم الوقود الذي يشحن الطاقات ويغذي القلوب للإستمرار والصبر والثبات على الدين من غير انحرافٍ أو تردد .

*** نقل الخبر أمانةٌ تتطلب فطنة وتيقناٍ ، حفظاً وتثبتاً ، دقةً وصدقاً ، وإشاعة الأخبار بدون ذلك بين الناس يؤدي إلى إثارة الفتن وإيذاء المظلومين وفضح المستورين ، وكم من مصيبة حدثت بسبب كذبة أو فهمٍ مغلوط أو تسرعٍ في النقل ، قال تعالى ( إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة ) .


تربويات على الطريق (2)

------------------------
1- جوال الإسلام اليوم بمختلف باقاته .
2- جوال بينات .
3- جوال ديننا .
4- جوال زاد .
5- كتاب صيد الخاطر.
6- كتاب هكذا علمتني الحياة .
7- كتاب آفات على الطريق .
8- كتاب الفوائد .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية