اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/aldawah/r/18.htm?print_it=1

هل تكون ولادة الثوره ..... نهاية الإخوان ؟

خالد بن ثامر السبيعي


كنت قد أعددت هذا المقال بعد فوز حزب النهضه في تونس بالإنتخابات مباشره،ولكن شغلتني شواغل عن إنزاله في ذلك الوقت.. وها أنا ذا أخرجه اليوم.
لطالما بحثت عبر السنين الماضيه عن تفسير منطقي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها وحتى الساعه .
هذه الجماعه المحيّره .. والغريبه في مواقفها وتناقضاتها ..
ومما زاد إهتمامي في البحث عن إجابات التساؤلات الحائره،هو إنضمامي لهم مدة 17 عاماً قبل أن أنفصل عنهم منذ 13 عاماً تقريباً.
ولا أخفيكم سرّاً أني إكتويت بنارهم سواء كان ذلك في داخل الجماعه أو خارجها .. فأنا واحد من مئات حول العالم تركوا الجماعه لأنهم أحرار لا يرتضون التبعيه الفجه ولا يسلمون عقولهم لبشر أو سياسه حزبيه برغماتيه.
ومع هذا كله فإن هذا الأمر لايدفعني للتشفي أو الإنتقام بل لا بد من العدل في القول والحكم.

فأنا أحب الإخوان كأفراد .. ولا يروقون لي كمنهج وجماعه .. أحبهم في الله ولا يقربني منهم الحزب.
بل إن لي منهم أصدقاء وأحباب ، وتربطني علاقه وطيده برموز منهم ؛ خاصةً من بذلوا أنفسهم و اوقاتهم في سبيل الله عز وجل.

-أحب حسن البنا رحمه الله مع قناعتي بأنه:
رام نفعاً فضرّ من غير قصد
ومن البرّ ما يكون عقوقا
إنه داعيه موفق ومجاهد كبير .. أراد أن يجمع شتات الأمه بعد سقوط الخلافه فلم يصب الهدف.
-بل إن الإنشقاقات في الأمه عامه وفي الإخوان خاصه بدأت في عصره .. واستمرّت بالتمزق إلى وقتنا الحاضر.

-وكذلك أُشهد الله على محبة سيد قطب رحمه الله ورأيي فيه هو كما ذكر بعض العلماء رحمهم الله، : أنه داعيه أديب مجاهد بطل من أبطال الإسلام . مات شهيداً إن شاء الله وهو ثابت على دين الإسلام والحق المبين. أليس هو القائل:" إن كنت سُجنت في حق فأنا أرتضي حكم الحق و إن كنت سُجنت في باطل فأنا أعلى من أن أسترحم الباطل".

قلت : بل ثبت للعالم الآن أن في طرحه ومعالمه إشارةُ إلى ثورة المسلمين على الطغاة.
فيا أيها الثوار الأبطال .. إنه ملهم الثورة الأول.
-وكتبت مقالاً قديماً في المجاهد الكبير أحمد الياسين
أرثى حاله للأمه .. بعنوان حدث بكى له التاريخ
-وأتشرف بأن الدكتور الفاضل والعالم الكبير زغلول النجار أستاذاً في الجامعه فقد أستفدت منه كثيراً في علمه وأخلاقه وتضحياته .
-وأرى أن الدكتور السميط ظاهره في البذل والتضحيه في هذا الزمان .
-وفي الجمله ساهمت الجماعه في حفظ الهويه الإسلاميه ضد المد الغربي والليبرالي وكانت سداً منيعاً أمام هجمات الأعداء الشرسه.
-وقد كان قدر الجماعه طيلة 80 عاماً أن لا يمكن الله لها وفي ذلك حكمه إلهيه وخير للأمه وللجماعه.
-فقد يكون سبحانه وتعالى منعه عطاءً، وعطاؤه منعاً .
فلا يحزن الإخوان على منع الله لهم في ما مضى من السنين .. فإنها قد تكون حسرة وندامه ولأنها جدُّ أمانه.

أما وقد وصل الإخوان إلى مبتغاهم تحت نظرية (القادمون من الخلف) وبعد أن منّ الله على الأمه بهذه الثورات التي أسقطت الطغاة ونصرت المظلومين و أعطت المجال للإخوان وغيرهم
من الحركات الإسلاميه تتنفس عبير الحريه الذي افتقدته عقودا من الزمن،نقول شكرا يارب على هذه النعمه ثم شكرا لشباب الثوره الذين بذلوا أنفسهم وأجسادهم في ميادين المقاومة والتحرير.

وفي إشارة سريعه إلى العنوان لهذا المقال أقول:
كنت في ما مضى أتعجب من حال هذه الجماعه وهي ترفع شعار (الإسلام هو الحل) فإذا رأيت
واقع هذه الجماعه وجدت أن هذا الشعار ليس مُطبّقا في أدبيات الجماعه فهنالك مخالفات صريحه لمنهج السلف الصالح والأخذ بشواذ الأقوال،ناهيك عن التنازل عن المبادئ في مقابل السياسه التي تؤدي إلى السلطه.

وباختصار .. هنالك فرق بين النظريه والتطبيق

وهنالك أيضا مخالفه لمشروع التمكين الذي ذكره الله في كتابه الكريم "الذين إن مكنّاهم في الأرض
أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
وما نراه اليوم في ممارسات الجماعه يؤكد ما كتبته قبل أن تنجح في الإنتخابات، ومن هذه الممارسات:
1) إنشقاقات بالجمله في جماعة الإخوان في مصر ، وممارساتها في مجلس الشعب لا تمثل (شعار الإسلام هو الحل) .
2) المراوغه من جماعة الإخوان وفقدان المصداقيه بعد ترشيح خيرت الشاطر.
3) ممارسات حزب النهضه في تونس،وتخلّيه عن إرادة الشعب الذي انتخبه وذلك من خلال تخليهم عن الإسلام كونه مصدرا أساسيا للتشريع،وظلمهم د.الحامدي وحزب العريضه.
4) تظافرجهود جماعة الإخوان في العالم للإعداد السياسي في سوريا بجمع التبرعات ودعم الجماعه وترك الشعب السوري يموت بآلة النصيريه،وإنتظارهم هلاك الشعب وسقوط النظام لتولي السلطه.
5) طغيان الجانب السياسي الصرف على الأخلاق الإسلاميه والعبادات والأمر بالمعروقف والنهي عن المنكر، فأين يأتي التمكين ؟
6) أعداء الأمس أصدقاء اليوم : عند الإخوان.أمريكا،الليبراليون،الأقباط،..
الثوابت لا تتغير بسبب المصالح السياسيه،وفرق بين التعايش الذي تأمر به الشريعه مع بقاء الثوابت.
وبين التنازل عن المبادئ.. والتخلي عن مسلّمات في العقيده.

أخيرا فهمت الإخوان ..

1) هم حركه سياسيه تستغل الدين للوصول إلى السلطه.
2) في جماعة الإخوان صنفان:صنف يسعى إلى البرلمان وصنف يدعو في الميدان وفيهم ينطبق قول الله سبحانه وتعالى"منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخره".
3) التنظيم العالمي للإخوان نجح 80 عاماً في تكوين دوله بلا أرض وحكومه بلا برلمان..ولكنهم لن ينجحوا في قيادة دوله بلا شعب ولن يستطيعوا حماية شعب بلا دوله، إنهم لا ينجحون
إلا في الظلام ولأنهم استمرأو الإختباء خلف شعار
الدين ليحققوا أهدافاً دنيويه كالتجاره والسياده والشهره. ولأنهم تعودوا على الكسب بإسم الدين.
4) منذ سنوات عديده تم تجنيد أتباعا لهم في كل مكان بالعالم وخاصةً في الخليج لجلب الأموال الخليجيه في خزينة الجماعه والضحك على الشعب الخليجي المنتمي لهم بأسطورة الخلافه الإسلاميه.

ها قد وصلتم أيها الإخوان .. فأين أخلاق الخلافه التي خدعتم العالم بها ؟
ختاماً .. يوجد لدي الكثير من القرائن والقراءات والأدله حول هذه الجماعه وبداية نهايتها .
ولعلّ من الحكم الإلهيه لثورات الربيع العربي سقوط *تنظيم الإخوان.
فهل تكون ولادة الثوره نهاية الإخوان ؟


 

خالد السبيعي
  • مقالات دعوية
  • رسالة للدعاة
  • في كل بيت راق
  • الصفحة الرئيسية