اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/aldawah/r/9.htm?print_it=1

سيهزم الجمع ويولون الدبر

خالد بن ثامر السبيعي

 
" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد "
" ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد . وثمود الذين جابو الصخر بالواد . وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد .

عادُ وثمود .. وفرعون والنمرود .. وقارون ومن شقوا الأخدود .. أقوام ورجال تجاوزا الحد في الجبروت والطغيان والعلامة الفارقة لهم جميعاً هي ( الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ) والنهاية الطبيعية لهم هي ( فصب عليهم ربك سوط عذاب , إن ربك لبالمرصاد ) .
هذا بالأمس البعيد ..... أما اليوم فإن أمريكا تسجل أسمها رسمياً في موسوعة الطغاة بعد أن ثبت للعالم أجمع ظلمها ووأدها لأبسط حقوق الإنسان عامة والمسلمين خاصة في الوقت الذي تلقى الكلاب والقطط أعلى درجات التبجيل والإحترام في دهاليز نيويورك ومزابل واشنطن .
لقد أشتكى الظلم من أمريكا .. منذ بدايتها الخبيثة النكدة على جثث الهنود الحمر مروراً بهيروشيما ونجازاكي وعبر فيتنام ثم الصومال ومن بعد صمتها الرهيب عن المجازر الوحشية .
في البوسنة والهرسك , وكذلك جرائم الإغتصاب وتدنيس كرامة المسلم في غوانتناموا وسجن أبو غريب في احصائيات تفوق التصور البشري وأخيراً دعمها العسكري والدولي اللامحدود لإسرائيل ثم تطالب العرب والمسلمين بعد كل مذبحة أن يلعقوا دماءهم وأن ينسوا موتاهم قبل دفنهم !
لقد أحتضنت أمريكا كل صور الطغيان التي مرت على تاريخ البشرية , فلتبشر بسخط من الله وغضب ... وليستعد التاريخ ليطوي في صفحاته مشوار دولة ظالمة وطاغية تدعى أمريكا .
لقد لبست أمريكا أقنعة الطغاة ( النمرود , فرعون , عاد , أبو جهل )
تأمل في ممارساتها .. وتصريحات رؤسائها وقارن ذلك مع أحوال الطغاة السابقين ... فلسوف يطول بك العجب !!
إذاً " سيهزم الجمع ويولون الدبر "
إنها أمنية كل غيور على الإسلام وأهله وليست هذه الأمنية عارية عن السند والداعم فقد بدأنا بإشارات قرآنية وسنثني بقوانين رابنية حتمية :
1- النقص بعد التمام
إذا تم شيء بداء نقصه = ترقب زوالاً لإذا قيل تم

نعم هذه هي الحقيقة التي لن تتغير ولن تتبدل ما دامت السموات والأرض , وستبقى الدول والحضارات في صراع مرير من أجل التفوق والبقاء على قمة الهرم العالمي حتى تسود دولة أو حضارة , ثم في النهاية نكرر المقولة الشهيرة على ألسنة البشر ( حضارة سادت ثم بادت )
وسيبقى ذلك حتى تعود الخلافة الراشدة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم , وحتى يأتي المهدي ثم ينزل عيسى عليه السلام فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية .
ومن شك في هذا الكلام فليسأل التاريخ ... وليحمل الدفاتر والأقلام ليون بلا تردد الدول والحضارات التي سادت وطغت وتجبرت ثم بادت لترمى في مزبلة التاريخ ... فهل أمريكا وبريطانيا لا تشملها هذه القوانين الربانية ؟!! ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) يوسف
2- حق على الله ما رفع شيء إلا وضعه :
عن أنس رضى الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال ( حق على الله أن لا يرفع شيء من الدنيا إلا وضعه ) رواه البخاري
3- إن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يكد يفلته .
عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يكد يفلته ) . قال ثم قرأ ( وكذلك أخذ ربك القرى إذا أخذها وهي ظالمة إن أخذه ألين شديد ) .

ومضات وإشارات :

1- لا يعني سقوط أمريكا إنهيارها بالكلية وإن كان هذا أُمنية وإحتمال وارد , ولكن قد تكون الصورة أخرى , كأن تتحول من دولة عظمى إلى دولة كبرى لا تملك قراراً كما هو الحال الآن . أو قد تنشغل بنفسها وشعبها وأقتصادها ثم يبداء المنحنى بالنزول وذلك يحتاج إلى وقت .
2- ملاحم آخر الزمان ستكون مع الروم ... ومعقل الرومان في أوربا .. ولذلك أوربا تتوحد .. وتجتمع .. وأمريكا تتخبط .
3- إرجع إلى مذكرة الشيخ سفر الحوالي ( يوم الغضب ) فقد أشار إلى قضية مهمة حول هذه الدولة الظالمة الطاغية .
4- إنه لا يساورنا أدنى شك حول زوال الظلم والظالمين ولكن الذي يؤرقني أمر آخر .. ألا وهو ( متى يعودجيل النصر والتمكين ) .. إنه واجب كل غيور أن يضع اللبنة الأولى لهذا الجيل .. جيل لا يعرف الحزبية ,, جيل يهتم بكليات الدين .. ثم هو محب لجميع المسلمين . جيل صلاح الدين الذي أعاد الأقصى لبلاد المسلمين , جيل المساجد وحلق العلم ورياض الجنة .
5- وأخيراً مهما إدلهمت الخطوب وتكالبت الأعداء وتخاذل المتخاذلون واظلمت الدنيا في عيون المشككين فإننا نجزم واثقين بأن النصر لهذا الدين .

إن ما قان به فتيان الفلوجة بجنود الإحتلال لهي بداية السقوط لدولة الظلم والطغيان .
قتلوا منهم عدداً كبيراً وفرّ بقية الجيش يروون لمن خلفهم أن الظلم مرتعه وخيم , وأن البطر يجر في أعقابه الخزي والعار ..

يا أمة الإسلام :

( سيهزم الجمع ويولون الدبر )
( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) .
 

خالد السبيعي
  • مقالات دعوية
  • رسالة للدعاة
  • في كل بيت راق
  • الصفحة الرئيسية