اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/alsafinh/h21.htm?print_it=1

ومَن الذي قال : إن رجال الهيئة لا يُحاسبون ؟

عبد الرحمن بن سعد السماري


تابعتُ أجزاءً من برنامج تلفازي بثَّته إحدى المحطات.. كان يتحدث عن إمكانية محاسبة أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وهل يمكن أن يخضعوا للمحاسبة؟

وكأن هذا البرنامج جاء ليقول: إنهم لا يُحاسبون أصلاً.. ولا يُساءلون ولا يُعاقبون.. وإنهم فوق المحاسبة والمتابعة والمراقبة والمعاقبة.

وقبل الحديث عن هذه النقطة.. لا بدَّ أن نشير ونؤكد على حقيقة يعرفها القاصي والداني.. يعرفها الجميع دون استثناء.. أن أعضاء الهيئة مجتهدون.. وقد يحصل فوات حرص.. أو يحصل نتيجة اجتهاد خاطئ.. ولكن أن يُقال: إن رجال الهيئة يتعمدون الخطأ.. أو يخطئون بإرادتهم.. أو يعرفون أن هذا خطأ فيرتكبونه.. فهذا محال.. وليس محلّ نقاش.

ورجال الهيئة مثلهم مثل أيّ مسؤول آخر (تربويون.. رجال أمن.. أطباء.. إلخ) يُحاسبون كما يحاسب الجميع على الخطأ..

داخل الهيئات نفسها.. هناك جهات تحقيق ومتابعة ومراقبة ومحاسبة ومعاقبة أيضاً.. حتى لو كان الخطأ غير مقصود أساساً.. لكنه يظلّ خطأً وقع..

وهذا البرنامج لا مكان له من الإعراب.. ويتحدث عن مسألة منتهية معروفة سلفاً ولا جدال أو نقاش حولها.. بدليل أن هذا البرنامج عُرض في وقت كان فيه بعض رجال الهيئة مُحالين أساساً للتحقيق والمساءلة وبشكل علني.. وبالتالي فصاحب فكرة هذا البرنامج.. أو هذه الحلقة بالتحديد.. كان بعيداً عن الواقع.

ولكن.. دعوني أطرح تساؤلاً : هل يمكن أن نجرّب مجتمعاً من دون هيئة لمدة ستة أشهر فقط ؟!

هل يمكن أن نتخيل النتيجة ؟

أجزم .. أن النتيجة ستكون مؤلمة قاسية.. ولن يقبل بها أحد أياً كان .. حتى الذين ينتقدون الهيئة سيبحثون عن الهيئة على وجه السرعة؛ لأن وجودها في مصلحة الجميع .
 



هيئة الأمر بالمعروف وعلاقاتها الإعلامية
محمد صادق دياب

أبدى الشيخ إبراهيم الغيث، رئيس الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية استياءه الشديد من سياسة التشهير التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام في تعاملها مع الأخطاء التي تبدر من عناصر هذا الجهاز ، وتعمدها تكبير وتضخيم تلك الأخطاء، كما أكد ـ بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» ـ ضرورة ألا تكون للهيئة أعداء.

والكثيرون يتفقون مع الشيخ الغيث بأن للهيئة حسناتها وأدوارها التي لا يجادل فيها إلا محب للجدل، ونستاء مثل ما يستاء إن تعمدت بعض وسائل الإعلام أسلوب التشهير والتكبير والتضخيم لأخطاء هذا الجهاز، وعلى المستوى الشخصي أكن قدرا كبيرا من الاحترام لشخص الشيخ إبراهيم الغيث، وجهوده المستمرة لرفع كفاءة الأفراد، والارتقاء بهذا الجهاز الحساس، وافترض حتمية حدوث أخطاء من جهاز يضم الكثير من الأفراد، ويتعامل مع شرائح كبيرة من الناس، فهؤلاء الأفراد في النهاية بشر، وتظل احتمالات الخطأ من بعضهم واردة، ولو عن غير قصد، إلا أنني لا أعفي الهيئة من بعض المسؤولية في علاقتها مع وسائل الإعلام، فثمة قلة محدودة من منسوبيها لم تتقبل بعد مرحلة الإعلام، الذي يبحث عن الحقيقة من دون انتقائية، فإن لم يجدها من مصدرها ـ أي الهيئة ـ اضطر إلى غيرها، بكل ما يحتمل أن يحدثه ذلك الغير ـ في المعلومة ـ من تشويه وتضخيم.

إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رغم حساسية القضايا التي تتعامل معها، ومبدأ الستر الجميل الذي تؤثره، فإنها في حاجة إلى المزيد من الانفتاح والتواصل مع وسائل الإعلام، لتظل دائما المصدر الرئيسي الأكثر مصداقية في كل ما يتصل ويرتبط بعملها ونشاطها وأخبارها، وحتى أخطائها إن حدثت، فذلك من شأنه تفويت الفرصة على الذين ـ يراهم الشيخ الغيث ـ يتعمدون التشهير والتكبير والتضخيم لأخطاء بعض أفراد هذا الجهاز، خاصة أن كل المنصفين على ثقة بأن المسؤولين في الهيئة لا يقرون أخطاء البعض، ولا يدافعون عنها.

وفي حساب الحسنات تظل كفة حسنات الهيئة علامة بارزة في تحقيق أمننا الأخلاقي، ويصدق فيها قول الغيث : «رجال الهيئة لهم حسنات، ولعل سيئاتهم تنغمر في بحر حسناتهم».
 

سفينة المجتمع
  • مسائل في الحسبة
  • شـبـهـات
  • فتاوى الحسبة
  • مكتبة الحسبة
  • حراس الفضيلة
  • الصفحة الرئيسية