اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/alsafinh/h25.htm?print_it=1

الهيئة القاتلة

عبد الرحمن بن سعد السماري


الذي تابع بعض الصحف خلال الأيام الماضية.. لا بد أنه وجد نبرة حادة ومختلفة.. بل اتهامات غريبة وُجِّهت لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

الهيئة.. اُتُّهِمَتْ بالقتل.. ونشرت الصحف أكثر من خبر تقول فيه.. إن الهيئة.. أو رجال الهيئة.. أو إن فلاناً قُتل أو مات في الهيئة.. أو على يد رجال الهيئة.. وهو اتهام واضح لا لبس فيه ولا غموض.. بل إن بعض الصحف.. كررت النشر أكثر من مرة.. تقول (وآخر يموت أو يُقتل داخل أو في الهيئة) أو نحو ذلك.. المهم.. إن ذلك اتهام مباشر للهيئة بأمر خطير.. وكأن الهيئات أو رجال الهيئة.. هاجسهم هو إيذاء الآخرين لدرجة الموت.. أو أن رجال الهيئة.. يشتهرون بالشر.. لدرجة أن الأمور تصل إلى حد الموت.

كما تشم من هذه الأخبار.. أن هناك تجييشاً وحشداً ضد الهيئة وضد رجالها.. وأن المسألة مجرد مسألة تشويه.. وكأن هذا التشويه.. هو الكفيل بإلغاء الهيئة.. أو على الأقل.. تحجيم دورها.. أو على الأقل.. إظهارها بالمظهر البشع المكروه.

الناس كل الناس.. تعرف من هم رجال الهيئة وتعرف أخلاقهم.. وتعرف أنهم نخبة من العلماء وطلبة العلم.. الذين لا يمكن أن تصدر منهم أعمال كتلك.

الخطأ وارد.. والخطأ يقع من كل إنسان.. وهم ليسوا بمعصومين.. وقد يقع منهم الخطأ ولكن.. هو ذلك الخطأ غير المقصود.. ذلك الخطأ الذي يقع من غير إرادة مسبقة.. كما أن رجال الهيئة.. يواجهون أحياناً بالعنف والقوة والقسوة والمواجهة.. ويضطرون اضطراراً للمدافعة وليس غيرها..

الذين كتبوا أو نقلوا هذه الأخبار المتحاملة.. فاتهم شيء أو أشياء مهمة وهي أن رجال الهيئة يحتفظون داخل المجتمع بمصداقية وثقة لا حدود لها.. لأن الناس.. جرَّبتهم وتعرفهم.. وتعاملت معهم وتعرف من هم.. وتوقرهم وتقدرهم وتحترمهم.. وتدرك أن أعمالاً كتلك.. لا يمكن أن تصدر منهم على الإطلاق.

الشيء الثاني.. أن مثل هذه الأحداث والوقائع التي نُشِرَ عنها على وجه العجلة.. ثبت عدم صحتها من خلال بيانات الجهات المعنية المسؤولة عن التحقيق والمتابعة.. وهي الشرطة.. وهيئة التحقيق والادعاء العام.

ليت الأمور تُتْرك لتلك الجهات.. لأنها.. هي الجهات المعنية.. وهي التي تملك المعلومة.. وهي التي في وسعها أن تقول الحقيقة.. وبالتالي.. كيف نسبق تلك الجهات ونحكم على الهيئة أو على رجالها بالقتل.. أو الشروع فيه.. أو الاعتداء.. قبل أن يُحقق في الأمر.. وقبل أن تمر القضية على الجهات المسؤولة الثلاث (الشرطة.. هيئة التحقيق والادعاء العام.. المحكمة).

فالذين نشروا هذه الأخبار.. حكموا على رجال الهيئة في الساعة الأولى وهكذا كرروا الاتهامات في أكثر من خبر رغم تكذيب ونفي الجهات المسؤولة أكثر من مرة.

كيف تصدر الأحكام هكذا.. مع أننا نملك كل أدوات التحقيق وتبيان الحقيقة.. ابتداءً من إجراءات التحقيق وانتهاءً بالمعاملة الجنائية والمشارح والطب الشرعي وكل شيء.. ولكن هؤلاء سبقوا كل ذلك.

أمر آخر ومهم للغاية.. وهو.. يكفي رجال الهيئة.. ثقة ولاة الأمر فيهم.. فقد عبر ولاة الأمر أكثر من مرة عن ثقتهم في رجال هذا الجهاز.. وامتدحوهم.. وامتدحوا أداءهم أكثر من مرة.

لقد بيَّن سيدي سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - أكثر من مرة ثقته في رجال الهيئة.. وبيَّن أن الهيئة قائمة مستمرة.. وأنها.. جزء من كيان هذه الدولة.. لأنها ركن أساسي في تكوين هذه الدولة.

سمو سيدي.. يلتقي بهم كل عام.. ويحاورهم ويحاورونه.. ويناقش معهم كل القضايا.. ويسمع منهم ويسمعهم.. ويجدد الثقة فيهم كل عام.

وهكذا سمو أمير منطقة الرياض سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. حفظه الله.. الذي وجه بإصدار أكثر من بيان من إمارة منطقة الرياض.. بيان واضح شافٍ لا لبس فيه ولا غموض.. يفند ويوضح كل شيء.. ويظهر الحقيقة خلال ساعات من نشر أي خبر غير دقيق.. فله منا كإعلاميين وصحفيين وكتَّاب ومثقفين ومواطنين كل الشكر والتقدير على جلاء الحقيقة وإظهارها أمام الناس خلال سويعات فهل يُخيل لهؤلاء المتجنين على الهيئة أنها ستُغلق يوماً؟

الهيئة والهيئات.. لن تُغلق يوماً.. وليس هذا من عندي.. بل هو توجه وإرادة القيادة الصادقة المسلمة.. قيادة هذا البلد المسلم.. الذي ينفرد بين سائر دول العالم.. أنه يطبق الإسلام 100%.

ومع هذا كله نعود ونقول.. إن رجال الهيئة بشر.. وإذا حصل منهم خطأ.. فليُحقق معهم وليعاقبوا.. وليسوا فوق المساءلة والعقاب والمحاسبة.. لا أحد يقول غير ذلك أبداً.

فمتى تقف مثل تلك الأخبار التي تلاحق الهيئة.. والتي تحاول الفتَّ في عضدهم وإرباكهم وتحطيم معنوياتهم.. وحتى لا يقدموا على أيِّ عملٍ خيِّرٍ.. خشية المشاكل والمضاعفات.

هذا.. هو الهدف من هذه الأخبار.

هي محاولة يائسة فاشلة لتحطيم معنويات رجال الهيئة وصرفهم عن عملهم.. وجعلهم يتراجعون عن كل خطوة.. خوفاً من المشاكل ولكن لن يتم شيء من ذلك.. فرجال الهيئة واثقون من أنفسهم.. ومن خطواتهم.. ويعرفون ماذا يعملون جيداً.

يعرفون دورهم.. ورسالتهم.. وماذا يعملون.. ولديهم ثقة في الله أولاً.. ثم في أنفسهم.. ولن يلتفتوا لمثل هذه الأخبار المدسوسة.
 

سفينة المجتمع
  • مسائل في الحسبة
  • شـبـهـات
  • فتاوى الحسبة
  • مكتبة الحسبة
  • حراس الفضيلة
  • الصفحة الرئيسية