اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/143.htm?print_it=1

بعد تقرير رانـد..... نصائح من القلب

ماجد مسفر العتيبي


بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبة اجماعين ومن اتبعهم إلى يوم الدين .... وبعد

لا اشك يا إخوان إنكم صدمتم تماماً كما صدمت أنا بعد أن اطلعت على ما يمسى بتقرير مؤسسة راند الأخير والذي كان بعنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة) وقد كتب التقرير كتوصيات للحكومة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب (الإسلام). وقد قام بعض الدعاة والمفكرين الإسلاميين المخلصين بالتنبيه لهذا التقرير الخطير وتعريف المسلمين به وبخطره وكان على رأس أولئك الدكتور باسم خفاجي حفظه الله في مقالةً نشرت له في مجلة البيان في عدد شهر جمادى الآخر, وكذلك خصص الشيخ الدكتور عبد العزيز الرشود حلقة كاملة في برنامج الكاشف على قناة المجد للتكلم عن هذا التقرير.

والتقرير يضع خطط شيطانية لاستغلال ثغرات موجودة في جدار الأمة الإسلامية حتى يتم زعزعتها وإيقاف مسيرتها نحو عزتها وكرامتها. وإن كان هناك أمر ايجابي نخرج به من قراءة تقرير راند وهو معرفة عيبونا وأماكن ضعفنا. وهذه هدية قيمة من أعدائنا إن لم نستغلها فعندها لا نستحق العز والسؤدد الذي نتمناه ونطلبه.

وهذه نصائح متواضعة ابعثها من القلب لتصدي لما يسمى بتقرير راند:

أولا: تحصين الأمة بالعلم الشرعي
تأملت فإذا سبب كل مرض يصيب الأمة وكل طامة تنزل بها وكل كارثة تحل عليها هو بسبب في الجـهـل في الدين, وما أن ينال العلم مكانته التي يستحقها في قلوب المسلمين حتى يعود المسلمين إلى عزهم ومجدهم وإلى الخير الدنيا والآخرة وقد قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ يُرِد اللَّه بِهِ خيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ » متفقٌ عليه.
ولعل اخطر ما ورد في تقرير راند كانت الدعوة إلى زعزعة الثوابت والمسلمات الدينية لدى المسلمين بل والخوض في تفسير القرآن الكريم بتفاسير توافق هواهم! ورفع القداسة عن نصوص القرآن والسنة والعبث بهما.
وليس هناك وسيلة أفضل لصد هذه الهجمة سوى زيادة الثقافة والوعي الديني لدى المسلمين وعن طريق الأدلة الثابتة من الوحيين: القـرآن والسنة, قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله: أعلم أن الطرق كلها إلى الله مسدودة, إلا طريق واحد: الصراط المستقيم, طريق القرآن والسنة, قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أ.هـ . ولذلك يجب تصحيح مفاهيم المسلمين على ضوء القـرآن والسنة والقضاء على ثقافة الوهم أو الظن التي قال الله عنها: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً) فاللاسف أن الكثير من المسلمين ليسوا على فقهً كافي بأمور دينهم وإنما هم يحيون على ثقافة (الظن) وما تفعل هذه الثقافة أمام بحار الفتن والشبهات.

ثانياً: تعريف المسلمين بتقرير راند
يجب أن يعلم الناس ماذا يحاك لهم في الخفاء من قبل أعدائهم وحتى يكونوا على بينة من أمرهم وعلى وعياً كافي بخطورة التقرير وما قد ينتج عنه, وخصوصاً أن التقرير تقريباً كشف وأعلن للجميع عن النوايا والخطط التي سوف تنفذ. وهذا أمر إن لم نستفد منه فعندها فلا عذر لنا إذا أصبحنا أضحوكةً بين الأمم.... فيجب علينا أن ننشر خبر هذا التقرير بكل السبل المتاحة لنا.

ثالثاً: وحدة الكلمة والصف:
لقد أدرك الأعداء حال الأمة المؤلم بسبب تفرقها إلى أحزاب وجماعات وتيارات مختلفة أصبحت تعقد الولاء والبراء على حسب تلك التفرقة. وهم يسعون إلى استغلال تلك التفرقة وزيادتها, وليس هناك حل لهذه المأساة سوى العودة إلى الكتاب والسنة والاعتصام بهما قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) وقال كذلك: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقد قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا تَحاسدُوا ولا تناجشُوا ولا تَباغَضُوا ولا تَدابرُوا ولا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْواناً. المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم لا يَظلِمُه ولا يَحْقِرُهُ ولا يَخْذُلُهُ . التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امْرِيءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المسلم . كُلَّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ دمُهُ ومالُهُ وعِرْضُهُ » رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: "كل ما خرج من دعوى الإسلام والقرآن, فهو من عزاء الجاهلية, بل لما اختصم مهاجري وأنصاري, فقال المهاجري: يا للمهاجرين, وقال الأنصاري: يا للأنصار, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم" وغضب لذلك غضباً شديداً" أهـ.

رابعاً: التصدي للحرب الفكرية:
يوصي تقرير راند بتشويه صورة الإسلام الاصولي –المنطلق من الأصلين القرآن والسنة- ودحض إيمان المسلمين بتفوق دينهم وقدرته, وإظهار تخلف المسلمين وهشاشة قدرتهم في الحكم. وإظهار المسلمين كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين...الخ.
فهنا يجب محاربة الفكر بالفكر ومقارعة الحجة بالحجة فعنْ أنس، رضي اللَّه عنْهُ، أنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم ». رواهُ أبو داود بإسناد صحيح. وما أروع أن نستغل التقنية الحديثة في أسلوبنا للدفاع عن ديننا كالأفلام الوثائقية وعروض الباوربوينت أو الفلاش أو التصاميم الجميلة وغيرها وبالتأكيد المقالات والبحوث والكتب.

خامساً: الأثافي الثلاث... الشيعة والصوفية والعلمانية:
لقد لعبت هذه الطوائف الثلاث أدواراً خطيرة وخبيثة خلال التاريخ الإسلامي عبر التعاون مع أعداء المسلمين أو بالقيام بالعداوة والمحاربة لحسابها الشخصي كالشيعة. ويبدوا أن خبراء منظمة راند لا يخفى عليهم ذلك – وهل يخفى على احد؟!- ولذلك دعوا إلى التعاون. معهم والمتابع يلاحظ في الآونة الأخيرة اجتماعات كثيرة معلنة وغير معلنة بين هذه الطوائف الثلاث وأعداء الإسلام.
والحل مع هؤلاء هو تحذير الناس منهم ومن شبهاتهم وضلالهم والرد عليهم وكشف عقيدتهم المنحرفة للعيان, وأيضاً فيجب متابعة تحركاتهم وخططهم وخاصة فيما يتعلق بتعاونهم مع الأعداء.

سادساً: ظاهرة ما يسمى بدعاة الفضائيات أو الدعاة الشباب:
وهم فئة من الدعاة كثيراً ما نشاهده على شاشات القنوات الفضائية, ولهم قبول كبير بين الناس وخاصة الشباب, وأسلوبهم يوصف بأنه عصري, يتناولون دائماً مواضيع التوبة والأخلاق والسيرة النبوية وقصص الأنبياء عليهم السلام وسير الصحابة رضي الله عنهم وكذلك القضايا الاجتماعية والعصرية. ولقد تأثر بهم العدد الكثير من الشباب والشابات الغافلين وأعلنوا توبتهم وعودتهم إلى الله.
ولكن يؤخذ على هذه الفئة أمور لا يمكن التهاون فيها وعلى رأسها: قلة العلم الشرعي وهو واضح من طرحهم ومن الأخطاء التي يقعون فيها من فترة إلى أخرى وبعض تلك الأخطاء لا يمكن التساهل فيها. وأيضاً يؤخذ عليهم تهاونهم وإهمالهم للقضايا المهمة في الدين كالعقيدة والتوحيد والتحذير من الشرك والولاء والبراء والجهاد في سبيل الله وغيره. ولذلك دعا تقرير راند إلى استغلال تلك الفئة لتحقيق المأرب والغايات لأنهم يشكلون في نظرهم اخف الضررين.
والحل والله اعلم لهذه المسالة هو مناصحة أولئك الإخوان وتحذيرهم من ما يدبر لهم وللإسلام وحثهم على التفقه في الدين على ضوء القرآن والسنة وكذلك تصحيح ما قد يقع منهم من أخطاءً كبيرة لا يمكن السكوت عنها بأسلوب لا يوغل في الصدور ولا يجرح احد وأيضاً يجب تجنب التهجم أو الاعتداء عليهم لأنه لا يجوز شرعاً وثانياً هذا الأمر سوف يكسبهم تعاطف الناس وتمسكهم بهم وبالتالي الاستماع لهم وتقليدهم في الحق والباطل.

سابعاً: الذب عن عقيدة الجهاد والمجاهدين لقد لحق صورة الجهاد في الاونه الأخيرة شيء من التشويش والتشويه على أيدي بعض الشباب المتطرفين والذين أساءوا بأفعالهم إلى الإسلام أساءه لم يكن يحلم بها أعتى المنافقين. ولقد استغلت هذه التصرفات الفردية في الطعن في الجهاد في سبيل الله خاصة وفي الإسلام عامة.
ولذلك ينبغي تبيين حقيقة الجهاد وفضله والافتخار به وبسير المجاهدين في الماضي والحاضر وتشويق الأرواح إليه وأنه هو الحل الذي اخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم للخروج من الذل الذي أصابنا يوم قال: "أذا تبايعتم بالعينة,وأخذتم إذناب البقر, ورضيتم بالزرع,وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه احمد وأبو داوود.

ختاماً أن من الأمور المضحكة المبكية آن يقوم أعدائنا بأعداد خطة لتدميرنا ثم يقومون بنشر تلك الخطة على الملا بل بإمكانك شراء نسخة من تلك الخطة عن طريق الانترنت!!! فانا لله وإنا إليه لراجعون, هل أصبحنا بهذه الذلة؟!! وهل أصبح أعدائنا يستحقروننا لهذه الدرجة؟!!.
أن هذه الأمور يجب أن لا تكون محبطاً لنا بل على العكس يجب أن تكون محفزاً ويجب علينا جميعاً أن نشّمر عن ساعد الجد والاجتهاد لنصرة هذا الدين الذي شرفنا الله به وقد توعده الله عز وجل بالنصر والتمكين قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

 


للمزيد من المواضيع عن التقرير

من ابنِ الراوندي إلى أبناءِ راند: الزنْدَقةُ تُجدِّدُ نفسَها

تقرير " RAND 2007 " خطير جدا .. تفاصيل خطيرة عنه يجب معرفتها !
 

مقالات الفوائد