اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/222.htm?print_it=1

" أوبسشن " إساءة جديدة إلى الإسلام

ماجد بن جعفر الغامدي
إعلامي سعودي


فيلم " أوبسشن " قوة التأثير ..
عناوين جانبية :
- " أوبسشن " فيلم مسيء للإسلام تم توزيع 28 مليون نسخة بأمريكا خلال أسبوع واحد ..
- زادت تكلفته عن 120مليون دولار (450 مليون ريال )
- عرض الفيلم أحد الخطباء من فلسطين وهو يشهر السيف أثناء الخطبة ثم يأتي التعليق ( هذا دين الارهاب )
- فيلم ( الضباب ينقشع ) يتحدث عن الإسلام بإيجابية تُرجم إلى أكثر من 25 لغة .
- تم عرضه في استاد رياضي حضره أكثر من 2000 شخص وأسلم عندما رآه 77 شخص على الفور ..
 

   
 



مازالت الأحداث والوقائع تتابع لتؤكد لأصحاب القرار وحملة الفكر والرسالة أن الإعلام أضحى السلطة الأولى وسبق السلطات ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) ، واستعرض لكم ما حدث في الأسبوع الماضي وذلك بداية من تاريخ 26/10/2008م وهو الأسبوع الذي سبق ترشيح أوباما ، حيث تم إنتاج فيلم " أوبسشن " بمعنى " السيطرة " وهو يهدف إلى إثارة العديد من الشبهات حول الإسلام والمسلمين وإلصاق شبهة الإرهاب بالإسلام وأنه دين العنف ، والرسالة الرئيسية التي يبعثها للمشاهد وتكررت بشكل واضح وصريح وهي مكتوبة على غلاف الفيلم قبل كلمة السيطرة تقول بالنص : ( radical islam war against the west ) وهي تعني : ( الإسلام المتشدد وهجومه على الغرب ) فتجد من المشاهد واللقطات التي عرضها الفيلم :
- خطيب مسلم من فلسطين يخفي سيفاً بمعطفه ثم يُشهر السيف أثناء الخطبة كوسيلة خطابية ، ثم يأتي التساؤل ( أليس الإسلام هو دين الإرهاب ؟ )
- لقطات متفرقة لفتيات فلسطينيات يتدربن على فنون القتال والتعامل مع البندقية وقد ارتدينَ الحجاب الشرعي ووضعنَ على رؤوسهن وشاحاً أخضراً كُتب عليه (لا إله إلا الله , محمد رسول الله ).
- ثم تتابع العديد من المشاهد المسيئة للمسلمين والعرب ، ثم التذكير بمأساة 11/9 وانهيار البرجين بسبب هؤلاء المسلمين الأشرار ..
" أوبسشن " بما يحمل من مغالطات في المضمون والمحتوى إلا أنه يتميز بجودة فنية عالية في الإنتاج والإخراج ، ولذا فقد تم عرضه على العديد من القنوات العالمية من أبرزها : ( CNN ) وقناة ( FOX ) ومدته ( 77 دقيقة ) ، ثم نزل الفيلم إلى الأسواق ويُباع بـ ( 12 $ ) ولكن بما أنه أنتج لهدف معيّن فإن المال معه يتلاشى ويكون خادماً للهدف فقد تم نسخ وتوزيع أكثر من 28 مليون نسخه (DVD) فقط بأمريكا وذلك من خلال توزيعها على البريد للمواطنين والمؤسسات والجهات الحكومية إضافة إلى توزيعه كنسخ مجانية مع العديد من الصحف .. ولن أتحدث عن الأعداد الكبيرة الذين شاهدوه عبر الانترنت من خلال عرض شيّق ومتميز ومجاني لمدة ( 12 دقيقة ) ..
والعجيب أن تعلم أن الذي قام بهذا الدور هي مؤسسة إنتاج فني فقط وليس قناة أو منظمة عالمية أو جهاز حكومي مليء بالأموال ، نعم مؤسسة إنتاج وكلّف هذا العمل أكثر من 120 مليون دولار (450 مليون ريال ) ..

وبداخلي حُرقة تجعلني أستطرد وأتساءل : كم عدد شركات الإنتاج الفني في بلادنا العربية والإسلامية ؟ ما عدد ما أنتجت لخدمة دينها وأهدافها وقيمها ومبادئها ؟ وفي المقابل ماذا أنتجت وقد أبدعت – والحق يقال – في الفيديو كليبات للراقصين والراقصات والتي قد امتلأت بل فاضت سذاجة وسطحية ..
ومع هذا فإني أحب دائماً النظر للجزء الممتلئ من الكوب ولله الحمد فقد أنتجت مؤسسة " جسور " فيلما مميزا بعنوان : ( الضباب ينقشع ) تناول الشبهات التي تُثار على الإسلام بشكل إيجابي وطرح الإلام بأنه دين السماحة وكيف أن المسلمين يؤمنون بعيسى عليه السلام نبياً ورسولاً ويحترمونه ويُقدّرونه ، وتم ترجمة الفيلم إلى أكثر من ( 25 لغة ) في العالم ثم تم توزيع 52 ألف نسخة ..
ولكن مازال هناك احتياج كبير للعديد من الأفلام الوثائقية التي توضع صورة الإسلام الصحيحة.. فقد ألزمنا عصر السرعة والابتكار إلى عرض المعلومة بطريقة جذّابة ومركّزة ، وتعيش هذه الوسيلة روح العصر بعيداً عن الوسائل التقليدية ..
مثال : يكفي أن نعلم أن فيلم " الضباب ينقشع " تم عرضه في أستاذ رياضي وحضر عرضه أكثر من ألفين شخص ، وبعد مشاهدة الفيلم ذو المعلومة الصحيحة والمدروسة والإنتاج الفني المحترف أسلم على الفور 77 شخص ودخلوا في الإسلام ، أرأيتَ التأثير الإعلامي الهادف الموزون ماذا يفعل ؟
وبعد .. لن أفعل مثل بعض بأن نندب حظنا ونلعن حاضرنا ونجلد أنفسنا بالعصي والأخشاب ، ونبالغ في الحزن والأسى اللذان يقودان للعجز والتواني بل نتأمل فنرى من عَمِلَ فيزداد حماسنا للعمل ، وإن لم يكن عمل فلا أقل على أن نشجّع من لديه أفكاراً – وما أكثرهم – ليترجموها إلى عمل ونعاونهم في ذلك .. لنصرة أمة وتبليغ رسالة ..
 

ماجد بن جعفر الغامدي
إعلامي سعودي
 11/11/1429هـ
 mmjaafr@hotmail.com

 

مقالات الفوائد