صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لا تميز لتاريخ 12من شهر 12 عام 2012م

كتبه:أ.د. عاصم بن عبدالله القريوتي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد::
فنعيش هذه الأيام في سبل الإعلام والتواصل الحالية من الهراء الشيء العجيب ومن ذلك:

زعموا أن تاريخ 12-12-2012 تاريخ نادر وجميل لن يراه الجيل الحالى ثانية.

12/12/12 حسب (نيوز شانيل الأميركية)، ربما يعنى الحظ والطاقة الجيدة.

وقد أكد أحد الفلكيين للمحطة أن هذا التاريخ لديه صدى لارتباطه بخصائص الجمال، الضحك والحب والمرح، فرقم 12 جالب للطاقة فى الإبداع والجمال الفنى، الوئام والاحتفال".

يل وصل بعضهم إلة زعمه أن انتهاء العالم فى يوم 12 ديسمبر 2012م.

وفى هونج كونج تم التقدم بـ696 طلباً للزواج فى 12-12-2012 وهو رمز "الحب".

وفى دولة عربية طلبت امرأة على وشك الولادة من الأطباء المشرفين عليهن إجراء عمليات قيصرية ليضعن حملهن ليبصر أطفالهن النور فى 12-12-2012

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية "أن سيدات حوامل يتوجهن بشكل مكثف خلال هذه الساعات إلى أقسام الولادة فى المستشفيات ويطلبن أن يضعن أولادهن فى عمليات ولادة قيصرية بتاريخ 12/12/12 والذى يمثل يوما تاريخيا مميزا بالنسبة لهن ولمواليدهن".

إلى غير ذلك من الخرافات والسخافات التي هي قول على الله بغير علم ولا هدى، ولا اعتبار لهذه التواريخ شرعا لا من قريب ولا من بعيد.

وإن ما يوجد اليوم في كثير من الجرائد والمَجلات والإذاعات ما يُسمى بـ: "الأبراج" وما يَجري فيها من حُظوظ حيث يقولون: إن تزوج بنجم كذا وكذا حصل له كذا وكذا، ومن سافر أو ولد بنجم كذا وكذا حصل له كذا وكذا، كما يجعلون أمام بروج السنة: الأسد، والعقرب، والثور... إلى آخره ما سيحصل في كل برج، فإذا كان الرجل أو المرأة مولوداً في ذلك البرج فهذا بزعمهم أنه سيحصل له في هذا الشهر كذا وكذا... إلى غير ذلك من الرّجم بالغيب، وهذا نوع من الكهانة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهو من ادعاء علم الغيب، وادعاء علم الغيب منازعة لله -سبحانه وتعالى قال تعالى: (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) حديث صحيح رواه الحاكم و غيره.
وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) رواه مسلم في صحيحه.
والعراف: اسم للكاهن، والمنجم، والرَّمَّال، والفتَّاح عن طريق الفنجان أو غيره، وأضرابُهم مِمن يدَّعون علم ما وقع وما لم يقع.
ومن الكهانة المُحرمة أيضاً: ما يعرف بقراءة الكف، وقراءة الفنجان. فاحذر ذلك أيها المسلم، وكن على بصيرة بدينك وبِما يضاده، حفظك الله من كل سوء.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة رقم ( 17727 ):

س : تطالعنا بعض الصحف والمجلات العربية بصفحات أسمتها ( الأبراج) تتحدث فيها عن الأبراج : الحمل والثور والجوزاء . . . إلخ ، وتقول إن المواليد القادمين في ظهور هذه الأبراج يخشى عليهم من النفور الدائم ، حيث يتغير مزاجهم ؛ وذلك بسبب - كما تقول المجلة - أن دائرة الأفلاك تكاد تصطدم من شدة التناقض . . . إلى آخر ما جاء في هذه الصفحة ، والتي يتابعها بعض شباب المسلمين ، والمرفقة لكم مع هذه الرسالة . فنرجو تبيين الحكم الشرع في هذا العمل ( الأبراج ) ، وما نصيحتكم للمسلمين وللقائمين على مثل هذه المجلات ؟
ج : هذا من التنجيم الذي يعلق عليه المنجمون السعود والنحوس ، والتفاؤل والتشاؤم ، وهو فكر ومعتقد جاهلي محرم ، لا يجوز عمله ولا تعاطيه ولا نشره ، وفي نشره في الصحف وغيرها زيادة في التضليل وإفساد معتقد المسلمين ، وادعاء لعلم الغيب مما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }
وقال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }، وقد نفى الله على لسان رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - دعوى علم الغيب ، فقال تعالى : { قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ } ، وقال تعالى : { وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ }، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من اقتبس شعبة من النجوم ، فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » ، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة . وهذا الحكم مما أجمع عليه المسلمون ، وعلم تحريمه من الدين بالضرورة ، فعلى كل مسلم ناصح لنفسه وأمته أن يبتعد عن هذاالنوع من التلاعب بالعقول ، والعبث بالمعتقد ، وأن يتقي الله في نفسه وأمته ، وأن لا ينشر هذا التضليل بينهم ، وعلى ولاة الأمر وفقهم الله أن يمنعوا ويعاقبوا عليه ناشره بما يستحقه شرعا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

ويحسن التنيه على أن ما أطلقه نشطاء في الفيس بوك من حملة للاستغفار في هذا اليوم بعنوان:

الاستغفار وفوائده هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟، هل تريد الذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟، هل تتمنى راحة البال، وطمأنينة القلب ؟، هل تريد صحة البدن والسلامة من العاهات والأمراض ؟، إذن.. عليك بالاستغفار، قال الله تعالى فى كتابه الكريم : "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً".

هذا مع كونه حق في ذاته من حيث الاستدلال بهذه الآية وغيرها ، ولكن تخصيص هذا اليوم به من الأمور المحدثة، وفيه إقرار لما يعتقد في هذا اليوم المزعزم!
وحسبنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ " وقوله صلى الله عليه وسلم : " من عمِلَ عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .

وقوله صلى الله عليه وسلم:"عليكُمْ بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاء المَهْدِيِّين الراشِدينَ ؛ تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ وإياكم ومُحْدَثاتِ الأمورِ فإن كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ".

وذلك لأن الابتداع في دين الله عز وجل هو استدراك على الشارع الحكيم سبحانه ، وهذا كما يقول الإمام الجليل إمامُ دار الهجرة الإمامُ مالك رحمه الله :
( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة – أي : بزعمه وظنه وتصوره – فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، اقرءوا قول ربكم : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ولا يصلُحُ آخرُ هذه الأمةِ إلا بما صلُح به أوَّلُها ، فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً ).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية