اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/767.htm?print_it=1

الكيف.. وطينة الخبال..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


شعُر بالضيق، وخالطته الكآبة، فانطلق على أدراجه، كالمغمى عليه، يلتمس ثغرات الأمل، ويكفكف بيارق السعادة، فذهب يقلب الشاشات بحثا عن المتعة، فرأى كيف الممثلون، يحتسون أكواس الخمرة ، متمظهرين بحسن سعادتهم، وانشراحهم الغير محدود،،! وأنهم بلغوا المعالي، او نالوا رؤوس المنائر،،،،!
واعجبا،،،،! اتصل العالم، واشتد الفساد، وتعولمت الدنيا، و(تأمركت) السياحة، فصرت لا تنزل بلدا او فندقا، الا تراءت لك تلك القوارير السوداء، او المزركشة (بالألوان)، لعلها تستهويك، فتظنها عصيرا مباحا،،،،!
جل فنادق الدنيا تبيع الخمور الا هذه البلاد حماها الله،،،،!
وتسمع عن تساهل شبابي في عوالم السياحة والمرح، وأنها جزء من المتعة الضرورية، او الكيف الجميل، او الجرعات الروحية، ليطول الاستمتاع، وتطيب الرحلة والسمرة،،،،!
كما قال ابو نواس :
دع ذا عدمتك واشربها معتقةً// صفراء تفصل بين الروح والجسدِ !
وهو وإن قصد اللذاذة لكنها باب الحسرة والندامة والإدمان ،،! كما قال الأعشى، وهو من حذاقها في الجاهلية:

وَكَأسٍ شَرِبتُ عَلى لَذَّةٍ *** وَأُخرى تَداوَيتُ مِنها بِها
لِكَي يَعلَمَ الناسُ أَنّي امرُؤٌ *** أَتَيتُ المَعيشَةَ مِن بابِها !!

فمتعتها تصيّر عشيقها مدمنا، لا يسلى بسواها ،،،!
لذا فهي خروج الروح الى عالم كارثي وبائي أليم، ليس من السعادة والمتعة في شئ،،،!!
اعلاميون يُحاكون قرناءهم من الغرب، وشعراء، يظنون انه مفتاح الابداع، ومثقفون يعتقدون انها حرية شخصية ،،،!
ولاعبون جمعتهم جلسة أنس بآخرين فجاملوهم،،! وسياح يعتقدون، انها طبائع سياحية،،! لا نعمم ولكن شي مما ينقل،،،!
مالذي حل بنا،،؟!
وهل تناسينا قطعيات شريعاتنا؟!
وان الخمر محرمة بنص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين،،!!!
امر يثير الذهول،،،!
وقضية توحي بالهزيمة ومحاكاة الفساق،،،! ومن تشبه بقوم فهو منهم ،،،!
النص صريح (( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) سورة المائدة .
ونفى تعالى الفلاح والفوز لمتعاطيها، ولعنه مع تسعة اخرين، شاركوا في جريرة تصنيعها وترويجها ،،،،!
وجعل جزاءه حرمانه في الآخرة منها، وسقيه من (طينة الخبال)، كما في صحيح مسلم، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن على الله عهداً لمن شرب المسكر، ان يسقيه من طينة الخبال، قيل وما طينة الخَبال؟ قال: عرَق أهل النار أو قال عُصارة أهل النار )).!!
اي المستقذر الخارج منهم، والخبال أصلا يطلق على العناء والسم والشقاء والنقصان، وهي أمور موروثة من كل المسكرات،،،،! فمن خبال في الدنيا ونكد، الى خبال الحطمة ورهقها ومقتها،،،!
وتأملوا نتائج متعاطيها، كيف انتهى حالهم، والى اي حد كان مآلهم،،،؟!
خراب صحي على اسري على سلوكي، وينضاف اليها (أكوام) من الشقاء والعنت وتبديد السعادة، التي كانوا يلهثون بحثا عنها،،،! ولكن في طريق ضال غير سوي،،،،!
ونتيجةُ الكيف السقيم خبالةٌ// في الدنيا والأخرى بلا نقصانِ !!
يتناول طينةَ الخبال، والسعير (ملتف) به من كل مكان، وحِمم النيران تغشاه بلا هوادة،!!!
فأي حالة تلك، وأي شقاء وبؤس انتهى اليه شارب الخمرة، و(معاقر) المخدرات،،،؟!
الذين زين لهم سوء أعمالهم، فاعتقدوا حسنها ولطافتها، تقليدا للغرب، وتماشيا مع الفساق، واصغاء لوسائل الاعلام، وتراخيا للهوى، ونسيانا للشرع،،،!
أقول ذلك وقد تورط فيها بعض شبابنا، بسبب (السياحة) او السفر بلا حاجة، او ابتعاث منفلت، او مال زاخر،،،! فيجر الى مراتع تلك الأماكن، فيساكنها حتى تنتهي به الى ما لا يحمد عقباه،،،، والله المستعان،،!
وددت اذا لم يتعظوا شرعا وعقلا، ان يتاملوها على المستوى الاجتماعي والصحي والنفسي، وما تورثه من (سقوط) الشخصية، ونبذ الناس للمسكر الخمار، وكونها طريقا لاسقام فتاكة كالتليف الكبدي، وإضعاف الأعصاب والارتعاش، وبعض انواع السرطانات، وهدم الجهاز المناعي للجسم، كما يقول الأطباء،،! فضلا عن فقدان السعادة والراحة النفسية، والتعلق بها، الى ان يصاب صاحبها بالادمان، فيقع في (البئر) الكبيرة المهجورة، ولا حول ولا قوة الا بالله،،،!
وسمتها العرب الإثم، يقول احدهم:

شربت الإثم حتى ضل عقلي// كذاك الإثم تفعل بالعقولِ !

وقد سميت (بأم الخبائث) كما في بعض الأخبار، وما ذاك الا لكونها مفتاح كل بلية، ونافذة لكل رزية،،،!
فحذار فحذار من الاغترار بالطرح الفضائي العبثي، وتسلط رجالات المال والفسق، والمروجين للسياحة والتبسط على حساب الدين والخلق،،،،،! فهم كما جلتهم الآية القرانية (( ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما )) سورة النساء .
ثم ان الجو السياحي والفضائي، مشحون بمفاتن النساء، وتبرج الغيد، وتدلي الجواري، بحيث لا تكتمل الا بحضور الشراب، وأصوات المعازف والقيان، فتحلو الاسمار، وتغري الشباب،،،! لا سيما وهي تبث من سنوات طويلة بهذا الشكل، من حين ظهور الأطباق الفضائية، وقبلها كانت من خلال ترويج أشرطة الفيديو، التي كانت تتبادل سرا، الى ان تفشت، فجاء الدش، واكتشف النت، فعم الفساد والفجر برا وبحرا ، فيا لله كم من طاقات اهدرت، وعناصر أفنيت، وعقول قضت، وأموال ضيعت ،، ! طلبا لتلكم الاكواس المعتمة، التي يظن حسنها، وهي سوء، منتهاه الى سوء ووبال ،،،،والله المستعان.

 

مقالات الفوائد