اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/775.htm?print_it=1

داعش خطر .. إذا ماذا نسمي نظام الاسد؟!

عبدالهادي الخلاقي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


على مدى ثلاث سنين عجاف ونظام بشار يستبيح دماء السوريين بكل وحشية مستخدماً كل أنواع جرائم الحرب من أسلحة ثقيلة وطيران واسلحة كماوية واعدامات بالجملة ولم نسمع من الإدارة الامريكية سوى الاستنكار والكلمات الجوفاء التي لم تزد هذا النظام سوى مزيد من الوحشية في قتل المستضعفين من الشعب السوري.

باراك أوباما كان كريماُ مع الشعب السوري ولم يبخل عليهم بالكلمات الجميلة التي لا يتجاوز تأثيرها باب مكتبه ومنها قوله: "نجدّد القول إن على نظام بشار الأسد أن ينتهي لتنتهي معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد" وأخرى: إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته كاملة لحكم سوريا ولم يعد له مكان في مستقبل سوريا"، هذه التصاريح ماهي إلا مجرد كلمات تحتوي على مسكن للشعوب العربية ولكنها لا تزيل الألم ولن تزيله.

190 ألف قتيل في سوريا ودمار يقدر بمئات المليارات، ارتكبها النظام السوري بحق شعبه من أجل بقاء شخص واحد في السلطة وتستمر التضحية بالشعب السوري وحتى وان فُني بأكمله.

على النقيض من ذلك تسعى الإدارة الأمريكية لإنشاء تحالف دولي وإقليمي بالتعاون مع إيران وتركيا في حالة وافقت الأخيرة لمحاربة تنظيم الدول الإسلامية "داعش"، نعم نحن نرى بأن تنظيم "داعش" خطر يهدد أمن المنطقة ويؤسس لنظام اجرامي لا يمت للإسلام بصلة، ولكن قبل أن يقدم هذا التحالف الدولي على دخول العراق مرة أخرى واستباحة دماء العراقيين بحجة محاربة "داعش" كان من الأولى أن يتم معالجة أسباب ومسببات وجود هذا التنظيم والداعمين له الذين وجدوا في انشاءه مخرجاً لما يحيط بأنظمتهم من ثورات شعبية وسخط عالمي جراء جرائم الإنسانية التي ارتكبتها هذه الأنظمة القمعية.

تركيا ترفض المشاركة في الحرب ضد داعش في العراق، ليس لأنها تؤيد هذا التنظيم ولكن من منطلق أن الإدارة الامريكية لا ترى إلا جرائم "داعش" بينما تغض الطرف عما يرتكبه النظام السوري من جرائكم إبادة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها، وكذلك جرائكم المليشيات الإرهابية الشيعية الطائفية في العراق التي تقتل على الهوية الدينية ، وحزب الله وعصائب الباطل وفيلق القدس وعناصر الحرس الثوري الإيراني وغيرها من العصابات الشيعية التي تقاتل في العراق أو في سوريا، واخرها تنظيم الحوثيين في اليمن الذي يتمدد باتجاه العاصمة اليمنية ويهدد سيادة اليمن ويعرض شعبها للخطر ويتعد من بقوة السلاح الذي يحمله ولم نجد أي استنكار دولي فعلي لردع هذا التنظيم العقدي الذي لا يقل خطراً عن تنظيم "داعش"، فمن وجهة نظر الإدارة الامريكية كل هذه التنظيمات والأحزاب والمليشيات يعتبرون أناس لطفاء لا يحملون في أيديهم سوى ورود بيضاء رمزاً للسلام!

المعارضة السورية حفت اقدامها وهي تطرق أبواب الدول السبع لمساعدتها وامداد الجيش السوري الحر بالسلاح لمعادلة موازين القوى وتحقيق النصر ولم يطلبوا من أكثر من ذلك وهم كفيلون بتحقيق النصر بوقت وجيز، في الوقت نفسه يقوم الطيران الأمريكي بضرب التنظيمات السنة في العراق واليمن والصومال بل وتلزم إدارة أوباما الدول العربية بالخضوع لرغباتها وتأييد مواقفهم العدائية لأهل السنة، فلم يعد يخفى على كل فطين هذه اللعبة الخبيثة التي تمارسها الإدارة الأمريكية وخاصة في اضعاف منطقة الشرق الأوسط لتبقى الهيمنة والسيادة لحلفائها الإسرائيليين والإيرانيين.

الاستراتيجية الأمريكية تخل بالتوازن السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط وتغلب طرف على آخر وهذا ما حدا بتركيا برفض طلب المشاركة في الحرب ضد "داعش" وترى بأن هذه السياسة تسعى لتسيد الأنظمة الطائفية الموالية لإيران دول المنطقة كما فعلت في العراق بعد الحرب على النظام العراقي السابق 2003 وتسليم دولة بحجم العراق لنظام طائفي موالي لإيران جعل من أرض الرافدين جحيم مسعور تفشت منه تنظيمات خارجة عن القانون تستبيح دماء المسلمين بلا إنسانية ودون وجه حق.

 

مقالات الفوائد