بسم الله الرحمن الرحيم

البشائر الجلية بالصحوة الإيمانية "صفعة على وجه العلمانية" أرسل الموضوع إلى صديق


الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .

وبـــعــــــــد ، فعجيب أمر هذا الدين " الإسلام " !! .

دين اجتمع على تدميره الشرق والغرب ، والعجم والعرب .

دين اتفق على النيل منه القاصي والداني من كل حدب وصوب ومع هذا نجده شامخا رافعا رأسه في عنان السماء !! .

دين عجيب لا يقبل الانحناء للعاصفة فضلا عن قبوله المذلة والخضوع ! .

دين يُشعر المنتسبين إليه بصدق بعزة عجيبة ، وكبرياء وشموخ .

بالأمس القريب أباد الصليبيون الصرب مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفا ، فكان عاقبة ذلك بزوغ شمس الإسلام من جديد ، وصحوة إيمانية لم تشهد له منطقة البلقان مثيلا .

وأيضا بالأمس القريب أباد العلمانيون في تركيا أهل الإيمان والإسلام ، وصار الإسلام غريبا بين دياره وأرض الخلافة . فنهض الإسلام من جديد وتربع على قمة الدولة بأغلبية برلمانية ساحقة أفقدت العلمانيين والعسكريين صوابهم ! .

وأيضا بالأمس القريب أجهض الاشتراكيون العلمانيون في الجزائر الدولة الإسلامية الشابة في بداية استقلالها ، ولاحقوا أهل الإيمان والإسلام في كل مكان ، حتى طمست معالم الإسلام ، وتفرنس الناس بألسنتهم وقلوبهم وهيئاتهم ، وعند أول فرصة سمحت لهذا الدين بالتعبير عن نفسه نفض الغبار عن أتباعه ، واكتسح جل الأيدلوجيات وحقق تفوقا خلع قلوب العلمانيين وأفقدهم صوابهم.

عجيب والله هذا الدين !! .

والأعجب مما مر ذكره أن الصحوة الإيمانية تتجلى بين ظهور ألد أعداء هذه الأمة فيما يسمى بدولة إسرائيل (فلسطين المحتلة) ، وأمريكا (بيت الحملة الصليبية الحديثة) ، فتتحدث التقارير بظهور صحوة إيمانية عارمة في أراضي 48 ، وصار مجتمعهم مجتمع إيمان والتزام بشكل عام .

وفي أمريكا عاد الناس إلى دينهم ، وأقبلوا على الدين والالتزام بشكل ارتعدت منه فرائص عُبّاد الصليب ، فضلا عن دخول النصارى في أمريكا في دين الله أفواجا بمعدل 30 ألف مسلم جديد شهريا .

فالإسلام دين عظيم لا يعرف الهزيمة والانبطاح { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (يوسف:21) .

وكلما برزت أكثر هذه البشائر الإيمانية فقد العلمانيون صوابهم فأرغدوا وأزبدوا وأظهروا لنا خبثهم ووجههم الكالح عبر وسائل الإعلام المختلفة .

وتتلاحق البشائر الجلية بالصحوة الإيمانية وتصفع العلمانية على وجهها في أرض الكنانة ، ففي تقرير نشرته ميدل ايست أعده إيهاب سلطان في القاهرة عن ظاهرة التدين التي اجتاحت كل الأحياء المصرية فتنعكس على السلوك العام للمصريين وتجعلهم اكثر ميلا للتمسك بالتقاليد الاسلامية.

فقد تراجعت الحياة العلمانية في مصر بعد احتلال العراق إذ اتجه المجتمع بقوة نحو العبادة والصلاة وأداء الفروض الدينية "بعد أن خذلتهم الحياة الغربية الزائفة" كما يقول البعض.

وبات من الطبيعي أن تكتظ المساجد بالمصلين خاصة من الشباب لأداء الصلاة والاستماع إلى الخطب الدينية والتأثر بالوعاظ وقراءة القرآن وغيرها من الشعائر الإسلامية بينما خرجت النساء بكثرة على غير عادة لمتابعة الدروس الدينية في المساجد والتفقه في الدين وعرض مشاكلهن النسوية والعائلية على الأئمة لمعرفة رأي الدين فيها.

وقد أدت "الصحوة الإيمانية" بالمجتمع المصري إلى ظهور جيل جديد من الدعاة الغير تقليديين أمثال الدكتور عمرو خالد ومحمد هداية ومحمد جبريل والذين تزايدت شعبيتهم بشكل كبير في المجتمع المصري على عكس الدعاة التقليدين التابعين للأزهر الشريف بعد أن نجحوا في الوصول إلى ملايين الناس أينما كانوا في المساجد أو النوادي أو على شاشات التليفزيون أو الإنترنت أو الصحف والمجلات.

كما أصبحت تجارة الملابس الدينية الخاصة بالنساء والحجاب والنقاب أكثر رواجا من مثيلاتها المتحررة والتي تناسب إلى حد كبير الأسر المصرية بكافة شرائحها وثقافتها.

بينما اتجهت شركات الكاسيت والاسطوانات إلى طبع الشرائط الدينية واسطوانات "السي دي" التي تحتوي على تفسير القرآن وتلاوة القرآن كاملة مما جعله من المتبادلات المتزايدة بين الشباب ، كما اصبح من المتعارف عليه توزيع شرائط الكاسيت الدينية مجانا داخل المساجد وأيضا الكتب الدينية بأسعار في متناول الجميع لحث الشباب على قراءة القرآن وتدارسه ، بل طرحت بعض محلات بيع الكاسيت خدمة تأجير الشرائط بأسعار زهيدة للغاية حتى يصل التفسير لكافة الفئات خاصة كبار السن وأغلبهم أميين.

ويقول أحد الشبان ممن استطلعت "ميدل ايست اونلاين" آرائهم ورفض الكشف عن اسمه : "اتجه الشباب إلى اختيار الفتاة المتدينة كزوجة المستقبل بسبب عقيدتها الإيمانية وأسلوب حياتها المتزن وزيادة فرصتها في تربية الأولاد على الحياة الإسلامية الصحيحة على عكس مثيلاتها التي تهتم بالمظاهر الخادعة وأسلوب الحياة الزائف."

ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة نجاح المدارس الإسلامية الخاصة في جذب عدد كبير من التلاميذ بسبب تعليم اللغات الأجنبية بجانب أسلوب التربية الإسلامية والقرآن كمادة أساسية في حين تراجع أعداد التلاميذ بمدارس اللغات التي لا تدرس مادة الدين كمادة أساسية وهو الأمر الذي دفع الأزهر إلى تعليم اللغة الإنجليزية منذ السنوات الأولى للتعليم بجانب التعليم الإسلامي المتعارف عليه في معاهده.

ويرى عبد العظيم المطعني أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر "أن الإسلام جاء بمنظومة كاملة بالقيم الرفيعة والأخلاق النبيلة وربط بين السلوك والأخلاق وجعل أحسن الناس أحسنهم خلقا ، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "أحسنكم دينا أحسنكم أخلاقا" ، ونحن نعلم جميعا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ علمه رب العزة ومدحه وقال تعالى " إنك لعلى خلق عظيم " وفي ظل الظروف الحالية أصبح من الطبيعي أن تتجه الأسرة إلى تعاليم الإسلام ، ومن ثم يجب تربية الشباب وهم صغار على الخلق الإسلامية الحسنة والسلوكيات الفاضلة ، وإذا تم ذلك منذ الصغر أصبحت هذه الأخلاق الحميدة عاده لهم."

بينما يرى الأستاذ شعيب غباشي أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر "أن الفتى والفتاة طلبة الجامعة كل من جاء من أسرة متباينة فيما بينها ولهذا فكل واحدا منهم يمثل بيئة مغايرة عن الأخر فلو أن هذه الأسرة قامت بدورها نتج عنها شاب أو فتاة صالح السلوك وإن تخلت عن مسئوليتها فتقع الفتاة فريسة للفراغ الديني والخواء الروحي ، ومما لا شك فيه أن هناك فئات وطوائف وجهات تعمل ليل نهار لإفساد المجتمع وإفساد ثروة الأمة وهي الشباب بتدمير عقيدتهم ومعتقداتهم وأخلاقياتهم وهو ما يترتب عليه ضياع المجتمع ودماره."

ويقول : "حولت الأحداث السياسية بالمنطقة العربية المجتمع المصري بقوة نحو الإسلام الذي يعتقد المصريون على نطاق واسع أنه مستهدف وأصبح الحل الوحيد هو الرجوع إلى الله والدين وأن نصرخ في آذن شبابنا بكافة وسائل الإعلام والمدرسة والجامعة والأسرة والمسجد وهذه جميعها مؤسسات تربوية عليها أن تعمل على تضافر الجهود لجمع شمل الشباب على كلمة الحق والسلوك القويم كما علينا أن ننظم صفوفنا ونربيهم على الأخلاق الحميدة والإخلاص والثقافة الواعية المحببة التي تثبت العقيدة وتهذب الأخلاق وعلى كل من له موقع القرار كعميد للكلية أو رئيس للجامعة أن يصدر القرارات التي تفيد شبابنا وتشجعهم على الخلاق الحميدة."

وانظروا رحمكم الله إلى العودة الكبيرة إلى الله من قبل بعض الفنانين من المغنيين والممثلين والراقصين ، وكيف يشع نور الهداية من وجوههم .

وكيف يعبرون عن سعادتهم الكبيرة في ظل التمسك بشرع الله ؟ .

إنها ليست دروشة ولا يعد من الكلام النظري ، ولكنه كلام عملي يستشعر به كل متمسك بدين الله على قدر تمسكه به .

فيا أتباع هذا الدين العظيم ارجعوا إلى الله وكونوا من الأوابين { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } (الذريات:50) .

ففي ظل التمسك بأوامر الله تعالى وشرعه تسعد نفوسكم ، وتسمو أرواحكم .

نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا .

أخوكم محتسب أبو مصعب
منتديات شبكة الحسبة

الصفحة الرئيسة     |     مقـالات