اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/majed/116.htm?print_it=1

الجريمة المروعة والاستغلال الخسيس

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


لقد تفاجأت وذهلت للخبر المروع المتمثل في المحاولة الآثمة والغادرة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ، ويعلم الله أن المرء ليحار أمام هذا الاستهتار الكبير الذي وصل إليه دعاة هذا الفكر التكفيري البائس الذي روع الآمنين واعتدى على الحرمات وأزهق الأرواح والأنفس وأهلك الحرث والنسل.


أنها النفسية المريضة والعقلية السقيمة والتخطيط الإجرامي الآثم الذي لم يراع حرمة هذا الشهر الفضيل ولم يراع حرمة نفس موحدة تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

نفوسٌ مردت على الإجرام وزين لها الشيطان عملها فضربت بنصوص الشرع المطهر عرض الحائط واستهترت بأهل العلم والفضل وأعرضت عن نصح الناصحين وزجر الزاجرين الذين بينوا خطورة هذا المسلك الوخيم ونتائجه التدميرية على البلاد والعباد بل وقبل ذلك على منتهجي هذا النهج أنفسهم.

استهداف الأمير محمد بن نايف كرمز من رموز هذه البلاد يبين بشكل واضح أن أهل التكفير لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ويبين أيضا أن الاستهداف لجميع من يرفض هذا المسلك ويدينه ويحاربه ، ويبين أن النهج التكفيري يتطور ولا يقف عند حدود حتى يصبح كل من يخالفه حلال الدم والمال والعرض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هذا الاستهداف يضاف إلى قائمة الطوام الكبرى والبلاقع العظيمة التي تضاف إلى سجل الفكري التكفيري اليائس فهم سبب رئيس من أسباب تسلط أعداء هذه الأمة عليها ، وهم المبرر المستمر لحملات أعداء شرعة محمد صلى الله عليه وسلم عليها فلا يفرح بمثلهم ومثل مسلكهم إلا الحاقدون على الملة من اليهود والنصارى والمنافقين والرافضة وغيرهم ، وهم السبب في محاربة العمل الخيري ، وهم السبب في جرأة أصحاب المنكرات واستطالة أهل العلمنة والزندقة على ثوابتنا الشرعية ومسلماتنا العقدية ، وهم السبب الرئيس في تشويه صورة الجهاد والمجاهدين الذين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا ، وهم الذين شرعوا الطريق أمام أصحاب القلوب المريضة من أعداء ديننا وبلادنا ليبحثوا عن مطايا لهم تؤمن بمثل هذه الاتجاهات ثم تفخخ أجسادهم بعدما فخخت عقولهم ليكونوا بركانا ثائرا في وجه أهلهم ومجتمعهم بدلا من توجيه سهامهم إلى العدو الحقيقي لأمتهم.

إنها الخدمة المركبة والهدايا المفخخة التي يقدمها هؤلاء على حساب دينهم وأمتهم ولهذا فإنني لا أستغرب أبدا من استخدامهم من قبل مخابرات وجهات وتوجهات مشبوهة تريد النكاية بنا وتفريق وحدتنا وتمزيق صفنا وجعلنا شذر مذر لا حقق الله آمالهم وقطع الله دابر شرهم بقوته وعزته.

الجميع سيكون مستهدفا من هذا الفكر المشلول وكل من يرفض مسلكهم ويحارب توجهاتهم مستهدف ، وهم اليوم وأمس وغدا في حرب مع المجتمع برمته ولهذا يجب علينا أن نكون يدا واحدة في محاربته والوقوف في وجهه ومجاهدته كل حسب مكانه وطاقته وقدرته ويجب أن تستمر المعالجة الفكرية عبر لجان المناصحة لمن ظهر منه تأثر بفكر هؤلاء والمعالجة الأمنية لمن أصر واستكبر واستهزأ واستهتر لأن هؤلاء استباحوا الضرورات الكبرى للأمة وزينوا باطلهم بزخرف من القول لا ينطلي إلا على جاهل أو مغرر به أو حاقد تعمد محاربتنا وتدمير منجزاتنا.

هذه الحادثة لا بد أن تزيد رصيد التمسك بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لدينا فالعاصم من الفتن هو في التمسك بالوحيين ونحن نرى الفتن تتخطف العالم من حولنا ونرى مثل هذه الأحداث في بلانا حرسها الله.

علينا أن نعلم بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه وأنه لا مخرج لنا ولا عاصم إلا في الرجوع إليه جل وعلا ، فهو سبحانه الحافظ من مضلات الفتن والأهواء وهو القادر على نصر هذه الأمة على أعدائها مهما تعددت سبلهم وتلونت أشكالهم.

هذه الحادثة وإن فرح بها بعض الحاقدين على الإسلام والمسلمين ممن يدعون الغيرة على الصالح العام وهم ينفثون سمومهم تجاه العلماء والدعوة والدعاة ويدعون بالباطل أن هذه الحادثة تبشر بهولوكست للإسلاميين في هذه البلاد المباركة كما ذكره المدعو فؤاد الفرحان في المجموعة البريدية للدكتور عبدالعزيز قاسم وكما تباشر بذلك دهاقنة الليبرالية وأبواق القارة الشقراء ودعاة الحضارة الغبراء إلا أن فرحهم سيرتد إلى صدورهم غصة وحسرة كما ارتد فرحهم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وأقول لمن يدعي بأننا سنعيش هولوكست أربع على نفسك فالبلد ولله الحمد وأهله برمته مسلمون ويستنكرون مسلك دعاة الغلو والتفجير ودعاة التغريب والتخريب ، وأهل هذه البلاد لديهم الوعي الكافي بحقيقة أعدائهم وعلى رأس هؤلاء ولاة الأمر الذي يدركون حجم المؤامرة على هذه البلاد ومن هم أبرز اللاعبين فيها ومن هم الذين ينسجون خيوطها في الظلام ومن هم الحريصون على استمرار سعيرها لكي يمرروا عبرها خارطة طريقهم المنحرفة.

إن المتاجرين بدماء أهل هذه البلاد لن يفلحوا في مساعيهم الضالة المضلة ، وإن أي استغلال لهذه الحادثة في خلق مزيد من الخروقات داخل سياج الوطن هو بحد ذاته خيانة كبيرة لهذه البلاد وأهلها وعليه فإن الواجب هو الوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول زعزعة استقرار البلد وجرها إلى الفوضى العارمة وهذه بالضبط هي مسالك أهل الغلو والتكفير وهي مايقتات ويعيش عليه أهل النفاق والعلمنة والتغريب الذين لا يريدون العلاج للمشاكل بقدر ما يهدفون إليه من استغلال مثل هذه الحوادث الإجرامية لصالح منهجهم وتوجهاتهم وأجندتهم وهو ما يعني أن البلد بالفعل محاربٌ من فئتين ضالتين تحاربان الدين والقيم والأخلاق وتسعيان بشكل حثيث إلى صب الزيت على النار.

لقد أثبتت الأيام السالفة والأحداث العاصفة التي مرت بمنطقتنا عموما وببلادنا خصوصا أن التمسك بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو المخرج الوحيد لأن كتاب الله عزوجل يؤلف بين القلوب ويقوي روابط الصلة الاجتماعية ويعزز مفهوم الوحدة ويرسخ معاني الأمن ويحفظ بإذن الله من عاديات الزمن ومدلهمات الخطوب ، وهذه الحادثة توجب علينا الالتفاف حول علمائنا وولاة أمورنا مفشين بيننا وبينهم مبدأ التناصح والتعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان وبذل المعروف وطلب مرضاة الله جل وعلا والتعاون في التخفيف من المنكرات والقضاء عليها.

ختاما نحمد الله جلت قدرته على سلامة الأمير محمد ونسأله تعالى أن يرد كيد كل كائد لديننا وبلادنا وولاتنا وعلمائنا إلى نحره إنه على كل شيء قدير.


ماجد بن محمد الجهني- الظهران

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية