اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/majed/33.htm?print_it=1

فضيحة دعاة التحرير

ماجد بن محمد الجهني

 
( الخطبة الأولى)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (يا أيها الناس اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

عباد الله :
أوصيكم ونفسي بتقوى الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، اتقوه وراقبوه واذكروه وسبحوه واشكروه واعبدوه فهو البر الرحيم وهو الجواد الكريم وهو العزيز الحكيم .

عباد الله :
لقد خلق الله عز وجل الخلق ليعبدوه ويقيموا حدوده في كل صغيرة وكبيرة ومن أجل ذلك أرسل الله عز وجل الرسل ومن أجل ذلك أنزل تعالى الكتب لتستقيم الحياة البشرية على وفق مايرضاه الله تعالى ، وجعل على الرجال والنساء واجبات وتكاليف شرعية يستوون فيها وخص النساء بجملة من الأحكام نظراً لخصوصية مكانتها وأهميته وحساسيته ولعل من أبرز تلك الأحكام عدم التبرج والسفور وعدم الاختلاط بالرجال وفي ذلك نزلت الآيات العظيمة التي تنهى نساء النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطة الرجال فقال سبحانه " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب " وهذا الخطاب في حال نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو موجهٌ لجميع المكلفات من أمة محمد صلى الله عليه وسلم دون استثناء وفي كل زمان ومكان ..

كما ونهاهن عز وجل عن الخضوع بالقول للأجنبي " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً " ، كما ونهاهن عز وجل عن تبرج الجاهلية الأولى " ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وكل تلك الأحكام وغيرها كلها جاءت لصيانة المجتمع المسلم من عبث أصحاب القلوب المريضة بل إن عائشة رضي الله عنها وأرضاها كما في الصحيح قالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدثن النساء اليوم لمنعهن من الخروج إلى المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل ، فبالله عليكم وأنتم العقلاء هل يقارن ما أحدثنه النساء في عصر عائشة رضي الله عنها وأرضاها بما أحدثنه النساء اليوم ، وبالله عليكم ماذا كانت ستقول عائشة رضي الله عنها لو رأت وسمعت ما سمعنا من الجرأة على الدين وعلى الحجاب وعلى الستر والعفاف ؟ ماذا كانت ستقول رضي الله عنها لو سمعت ما سمعناه من بعض بني جلدتنا ممن ينكر الحجاب ويصفه بأنه عادة سلجوقية أو تركية ضارباً بآيات الكتاب عرض الحائط ..

ماذا ستقول أمنا رضي الله عنها وأرضاها لو سمعت عمن يستمعون إلى كافر يقول لهم لو كان محمد موجوداً لما منع عائشة من قيادة السيارة ؟ لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم إنا نبرأ إليك مما قال ذلك الفاجر ومما صنعن بعض جاهلاتنا وممن أزهن وزين لهن.

أيها المسلمون :
أما الزمان فهو في الأشهر الحرم وعلى بعد أيام من فريضة الحج الكبرى التي هي ركن من أركان الإسلام ، وأما المكان فهو على مرمى حصىً من بيت الله المحرم ومسجده المعظم ، وأما الممثلون للدور فهم مجموعةٌ ممن طالما حذرنا منهم ونبهنا إلى أنهم قومٌ لهم أجندة خاصة فالمرأة لم يبدأ الاهتمام بموضوعها لديهم منذ فترة قليلة وما يريده لها أولئك المتفيهقون القائلون على الله ورسوله بلا علم ولابصيرة أراد الله عز وجل له أن يظهر من فلتات ألسنتهم وما تكنه صدورهم أكبر ..

لقد بدأت ومنذ فترة وتحديداً بعد الأحداث الأليمة التي مرت بها هذه البلاد لغةٌ جديدة تلاك في كثير من الصحف على ألسنة ممن يسمون زوراً وبهتاناً أنفسهم بالمثقفين ، لغة تحريضية ، لغة إقصائية ،لغةٌ توزع التهم يمنةً ويسرة ً دون تروٍ ولا تعقل فمرةً حديث عن مناهج التعليم وأخرى حديث عن التيار المتدين في حقل التعليم ووضعهم في قفص الاتهام ، وأخرى حديث عمن يقفون حجر عثرة أمام تطور المرأة السعودية ممن يسميهم كثيرون من مزوري الثقافة بالظلاميين وهكذا صدح وردح ومكاء وتصدية ..

لقد أصبح دين الله عز وجل ألعوبة في ألسنة بعض سفهائنا ممن استمرءوا الجرأة على الدين وحرب الفضيلة تحت غطاء تمويهي كاذب يسمونها بغير اسمها طمساً للحقائق وخداعاً للنظارة فهو إفساد للمرأة في حقيقته ولكنه عندهم إصلاح كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) .

عباد الله :
إنه لايشك عاقل فضلاً عن عالم أن ماحدث في المنتدى الاقتصادي في جده منكر عظيم ، وإن تلك المناظر الشوها التي حدثت فيه لاتمثل والله المجتمع المسلم في هذه البلاد على الرغم من إساءتها إليه فهي لاتمثل إلا فئة قليلة لاقبول لأطروحاتها في المجتمع لأن ماتطرحه يعد نشازا بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، ولعل بيان سماحة المفتي وفقه الله في هذا الشأن قد وضع النقاط على الحروف وقد أظهر الحق الذي جاشت به صدور أهل الخير والإصلاح والغيرة مما لم يأخذ حقه في الظهور في الصحف ووسائل الإعلام بكل أسف.

البيان جاء قوياً وصريحاً لصراحة المنكر وفداحة ما جرى في مؤتمر كان يتوقع منه أن يكون محلاً للنقاش حول القضايا الاقتصادية وما يتعلق به، فإذا به يتحول إلى مهرجان للسفور، ونبذ الحجاب، واختلاط الرجال بالنساء في حركة صارخة مضادة لما عليه دين البلد وعاداته، وفي حركة ذكرتنا بما جرى من القائمين على تحرير المرأة في مصر مطلع القرن حين حولوا مظاهرة قامت للتنديد بالاستعمار إلى مظاهرة ضد الحجاب، وتحول النداء من المطالبة بطرد المستعمر إلى المطالبة بترك الحجاب ونبذه بالكلية . .

إن ما يقوم به البعض ممن ساءت نيته فساء عمله أو غرر به ولم يدرك خطأ ما هو عليه من استغلال المناسبات الرسمية وشبه الرسمية في تمرير ( أجندته ) الخاصة وتحويلها إلى منابر للدعوة إلى المنكر وإظهار المجتمع بغير صورته الحقيقة، بل بصورة مزورة يساهم الإعلام المحلي ( في بعض قطاعاته ) بكل أسف إلى إشاعاتها وبثها حتى ليبدو للغريب المراقب من الخارج أن المجتمع كله على تلك الشاكلة .أقول: إن ذلك العمل يجب أن يتوقف حتى لا ينجر المجتمع إلى فتنة بسبب مجموعات صغيرة مفتونة تتلاعب بالنار فتحرق نفسها وتحرق معها المجتمع كله _لا قدر الله_ .

عباد الله :
لقد مثل بيان سماحة المفتي الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله ورعاه نبض كل صغير وكبير في مجتمعنا الرافض لمثل هذه المظاهر النشاز وجائت كلماته حفظه الله مشخصةً للداء وواصفة للدواء مع مافيها من قطع لطريق الطامعين الذين ظنوا بمجتمعنا وعلمائنا السوء فقادهم ذلك إلى استمراء جرأتهم ، وإنه لمن المؤسف جداً أن يخرج أحدهم على قناة الجزيرة الإخبارية لكي يهون من بيان المفتي في قلوب الناس بل ويجير ذلك لصالح أوهامه المعتادة حين وصف البيان بأنه لايمثل الموقف الرسمي للدولة وأن الأمر ظاهرة صحية فهناك نساء سعوديات يشاركن في المؤتمر ويظهرن وهناك مفتي يعبر عن رأيه وهكذا يضرب بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة التي استدل بها سماحة المفتي عرض الحائط وتعد عند ذلك الأستاذ الجامعي مجرد رأي فالحكم الشرعي المستند على الدليل الشرعي مجرد رأي ومايراه هو من خزعبلات أدلتها مستنبطة من حضارة الغرب هو الشيء الصحيح .

إن تلك المظاهر التي حدثت في ذلك المؤتمر وتسببت بهز صورة هذا المجتمع النبيل في الخارج يجب أن تلقى المحاسبة فليس من المعقول أن بلادالحرمين تنادي صباح مساء وفي جميع المنابر بالتزام الشريعة الإسلامية ثم تأتي بعد ذلك مجموعة قليلة في فكرها قليلة في رصيدها الاجتماعي لتنقل صورةً أخرى عن مجتمعنا المتدين بطبيعته ولتظهرنا بصورة الراغب في الانسلاخ من دينه ، وإنه لمن الحق أن يقال أن ذلكم ظلمٌ لملايين النساءفي هذه البلاد اللاتي يرفضن التبرج والسفور.

أيها المسلمون :
إن التطور والتقدم لايكون أبداً عبر الابتذال والإسفاف ولاعبر التنكر لدين الله عزوجل الذي هو ضمانة سلامة الأمم والشعوب ، وإن اللاهثين خلف بريق المدنية الزائفة الطامعين في ترقيع دنياهم بتمزيق دينهم لن يكون لهم أبداً حضوة ولامكانةً في التاريخ بل سيكون موقعهم على العكس من ذلك وسيصنفون في قائمة سوداء تضم كل المتنكرين لحضارة أمتهم وقبل ذلك دينها وفكرها ، وإنه ليس من المستساغ عقلاً وليس من الجائز شرعاً هذا الاستخفاف بالدين الذي يمارسه مجموعة ممن استمرئوا تهوين أمر الدين في النفوس وذلك بالتقليل من شأن السفور والاختلاط الذي حرمه الله من فوق سابع سماء ليأتي من يأتي الآن ليجعل الأصل هو خروج المرأة من بيتها ومخالطتها للرجال وليفتح الباب في ذلك على جميع مصاريعه دون ضابط شرعي وكأنما هم يلهثون خلف فرصة يخشون من فواتها عليهم معتقدين أن جميع الأجواء قد تهيأت لهم متناسين أن ولاة أمر هذه البلاد لهم بالمرصاد ومتناسين أن العلماء لازالوا في الساحة ولازالت الأمة تثق بهم وتقدمهم في كل شأن من شؤون حياتها.

لقد قلنا ومنذ زمان طويل أن هناك طرفاً يغذي العنف في بلاد المسلمين لكي يستفيد هو من وراء الأحداث وظهر ذلك جلياً من البث الإعلامي الآسن الذي طفحت به كثير من الوسائل الإعلامية بعد الأحداث التي شهدتها السعودية والتي أوضحت بجلاء أن هناك من يرى في تلك الأحداث فرصةً سانحةً لتحقيق المزيد من المكتسبات من خلال اتهام أهل الإسلام جميعا بالإرهاب ومن خلال الهجوم على شعائر الدين وأحكامه ومن خلال الدعوة السافرة لتغريب المرأة مع التلويح بعصا الاتهام بالإرهاب لكل مخالف في صورةٍ من ابشع صور الإرهاب الفكري والتفجير العقلي التي استباحت حتى مصادرة عقيدة المسلم تحت دعوى عريضه وخطيره وهي دعوى الإصلاح التي لم تتحدث في غالب تجلياتها إلا عن المرأة وتحرير المرأة .

لقد حدث ماحدث وأنطق الله عزوجل بحكمته وقدرته اللسان الصامت المتخفي تحت مشجب الوطنية والحرص على المصلحة العامة حين زلت بعض الصحف زلة المستيقن بما يكنه ضميره فعدت أن ماحدث في مؤتمر جده الاقتصادي من السفور والمنكرات العظيمة نصراً وفتحاً وأنه بداية لتحرير المرأة السعودية ، بل لقد قالت احداهن " إنه يوم بداية تاريخ المرأة السعودية " ونحن نقول لها لاوالله إنه يوم تأريخك فقط وأما تأريخ المرأة في هذه البلاد وفي جميع أنحاء العالم قد بدأ يوم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لينزل عليه أحكاما صانت المرأة عن عبث وطيش الطائشين ممن يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ..

هاهو تحرير المرأةفي هذه البلاد كما صرحوا هم يتجلى في أبهى صوره عندهم حين اهتزت النفوس المريضة نشوى لما رأوه من مناظر السافرات اللاتي لايمثلن إلا أنفسهن وتوجهاتهن المنحرفة المشبوهة وإلا فالمرأة المسلمة في بلادنا أعظم وأرفع من هذا الحضيض الذي طُبل له عند بعض المستصحفين ..

أيها المسلمون :
إننا في الوقت الذي نشكر فيه سماحة المفتي ونثني على بيانه المبارك ، ندعو سماحته – و هو مرجع الدولة في القضايا الشرعية والفقهية – أن يصدر توجيهاته وتعليماته الرسمية بضبط مثل تلك المسائل حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى ، وأن يكون لدى الجهات المعنية بمثل تلك المناشط الرسمية منها وشبه الرسمية ضوابط وتعليمات حول ما يجب شرعاً ونظاماً من مراعاة الآداب والسلوكيات العامة وضبط صور مشاركات النساء في المؤتمرات والمنتديات بما يحقق الهدف المطلوب ويحفظ في الوقت ذاته كرامة المرأة وصيانتها من الاختلاط والسفور، وألا يكون دين المجتمع وهويته وسمته وكرامته غرضاً يتناوله السفهاء ممن قل دينه وعقله ..

اللهم إنا نسألك أن تحفظ علينا ديننا وأن تكفينا شر الأشرار وكيد الفجار برحمتك يا أرحم الراحمين أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..


( الخطبة الثانية )

أما بعد : فنظراً لما يمثله بيان سماحة مفتي هذه البلاد حفظه الله من أهمية ولما فيه من الدروس فإننا نسوقه إليكم كما ورد سائلين المولى عزوجل أن يجزي سماحته خيراً عن الإسلام والمسلمين حيث يقول حفظه الله ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الواجب على جميع الثقلين التزام شرع رب العالمين وتحقيق العبادة له وحده لا شريك له "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" [الذاريات:56] ويجب على الجميع التسليم لحكم الله ورسوله والاستسلام له "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليم" [النساء:65] ويقول سبحانه محذرا من مخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم: "فيحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم"[النور:63]. وقد تابعنا في الأيام الماضية ما جرى في منتدى جدة الاقتصادي من أمور توجب علينا الإنكار والبيان وتوجب على الناس السمع والطاعة لشرع الله والخضوع له ومما تابعناه في هذا المنتدى اختلاط الرجال بالنساء وخروجهن غير ملتزمات بالحجاب الشرعي الذي أمرهن به الله وهذا محرم بالإجماع مع مانشرته الصحف من صورهن على هذه الحالة السيئة المخالفة للشريعة وما نشر في بعض الصحف من أن هذه بداية لتحرير المرأة السعودية وكأنها كانت مقيدة بالشرع ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا يقولن قائل: إن هذا تعنت وتشدد وأنه ينبغي أن نعطي المرأة الثقة أو الحرية أو نحو ذلك. فهذا كلام باطل بل الواجب اتباع الشرع بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والتسليم والانقياد وأن نعلم أن الخير والصلاح في متابعة الشريعة.
وأمر الاختلاط بين الرجال والنساء محرم ظاهر التحريم يقول الله عز وجل في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم أعف نساء العالمين وأزكاهن: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)[الأحزاب:53] هذا في شان نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عن الجميع أوجب الله أن يكون الخطاب بينهن من وراء حجاب يحجز بين المرأة والرجل وهذا ظاهر في تحريم الاختلاط ووجوب حجاب المرأة وتحريم سفورها.
ومن الأدلة حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: أخرجوهم من بيوتكم). أخرجه البخاري (5886).
وهذا ظاهر في لعن المرأة التي تتشبه بالرجال في هيئتها ولبسها ورفع صوتها ونحوه فكيف بمن تغشى مجالسهم وتخالطهم وتخاطبهم سافرة حاسرة. فالواجب على الجميع إنكار هذا المنكر كل على قدر استطاعته وسلطته يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم (49).
وإني أوصي القائمين على هذا المنتدى بتقوى الله عز وجل والخوف من سخطه وعقابه لمن خالف أمره وحاد عن طريق الهدى والرشاد وكان سببا في فتح أبواب الشر على أهل الإسلام.
كما أنبه كل من زلت قدمه من أهل الصحافة في هذا المرتع الوخيم أن يرجع إلى ربه ويتوب ويظهر ذلك في الصحف ويبين خطورة هذا الأمر إبراء لذمته وخروجا من العهدة.
كما أوصي عموم المسلمين بالحذر واليقظة وعدم الانسياق وراء هذه الدعايات الهدامة للدين والأخلاق والفضائل.
وإني إذ أنكر هذا الأمر أشد الإنكار وأبين حرمته وأحذر من عواقبه الوخيمة ليزداد ألمي من صدور مثل هذا التصرف المشين في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية التي داب ولاة الأمر فيها على القيام بالشرع لا يخافون لومة لائم وعلى حمل الرعية على ذلك وهم ولله الحمد لايزالون يسيرون في هذا الطريق المستقيم وقد بين هذا جلالة الملك المعظم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المؤسس والموحد لإرجاء هذه الدولة المباركة حيث كان فيما قاله في بيان له عام1356هـ -: (أقبح ماهنالك من الأخلاق ماحصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها)أهـ كلامه رحمه الله.
والمقصود أن الاختلاط أمر محرم شرعا ظاهر المفسدة يقول ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المنصلة).
سلك الله بنا جميعا سبيل مرضاته وجنبنا سبل سخطه وعقابه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية