اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/arabic/majed/53.htm?print_it=1

الفلوجة بين القتلة والمتآمرين

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
هذا هو واقع الفلوجة تلك المدينة العراقية الأسطورة في كل شيء ، فهي الأسطورة في صمودها وتحديها واستعلائها على الضيم والظلم ، وهي الأسطورة في فضح الإمبريالية الصهيو أمريكية والتي تجاوزت في قسوتها وغطرستها وبطشها وظلمها كل المعايير الإنسانية والمقاييس الآدمية ، وهي أيضاً الأسطورة بقدرتها البارعة على كشف وفضح ما تبقى من لفائف الكذبة والمزورين المطبلين لكل شيء أمريكي وهذه القضية الأخيرة هي بيت القصيد في هذا المقال.

الفلوجة تدك وتدمر وتهدم بيوت أهلها على ساكنيها، والفلوجة تتعرض لمذبحة في مسلخ بشري لا نظير له ، والفلوجة تقصف بالقنابل العنقودية وقنابل النابالم المحرمة دولياً وتُضرب بالغازات الكيماوية وغازات الهلوسة ويتم تلويثها بجميع أنواع السموم ، وتبرر أمريكا كاذبةً أن السبب في ذلك هو البحث عن الإرهابيين وفلول المقاتلين العرب وعلى رأسهم الزرقاوي الذي جعلت منه أمريكا فيلماً خياليا يشابه أفلام سينما هوليود ، ومع ذلك تدخل أمريكا إلى أطراف الفلوجة ثم تعلن عن قتل ما يزيد على ألف وستمائة مقاتل وأسر ما يقارب الثلاثة آلاف وتعلن عن فرار أبي مصعب الزرقاوي كعادة كثير من مسرحياتها التي تنتهي بالنجاح أو الفشل حسب ما يقتضيه سيناريو القصة.

القضية الخطيرة أن أمريكا تكذب الكذبة فتبلغ على أيدي أوليائها في المنطقة العربية وفي الإعلام المتآمر عنان السماء، وهي لا تحتاج إلى تبرير في سلخ جلد مزيد من أبناء العراق أو أبناء هذه الأمة فهناك من يقوم بهذا الدور القذر في إعلامنا العربي عنها وللأسف الشديد ، وهي لا تحتاج إلى أن تغطي على جرائمها النكراء في الفلوجة فهناك من قد أفتاها بحل تلك الدماء : أوليس أهل الفلوجة هم مجموعة من الغوغاء والتفجيرين والتكفيرين الذين يستحقون القتل؟أو ليست الفلوجة هي مأوى الإرهابيين الخارجين على النظام العلاوي في العراق؟ أو ليست الفلوجة هي المدينة المتمردة على حكم جورج دبليو بوش المعروف بالعدل والإنصاف والرحمة؟؟؟!!!.

مزورون للحقائق ومتراقصون على جراح الأبرياء والضعفاء هؤلاء الذين يبررون جرائم الاستعمار الشيطاني في العراق ، وهم يساهمون وبطريقة مباشرة في قتل روح المقاومة ويبررون جريمة الإرهاب الدولية المنظمة التي تحصل في العراق عموماً وفي الفلوجة خصوصاً ، والتاريخ لن ينسى تلك الشخبطات التي يكتبها بعض المنتسبين للإعلام هنا وهناك ويقبضون ثمنها من دماء أريقت ولحوم سحلت وجثثٍ مسلمة بقيت طعاماً للقطط والكلاب الضالة في أشنع صورة نازية يتناوب فيها الدور على إخواننا ثالوث الشر المتمثل في المسيحية المتصهينة والصهيونية الحاقدة ولفائف الأذناب التي تقبض مرتبها بالدولار.

لقد أبانت هذه المجازر عن حجم البلاء الذي أصيبت به هذه الأمة فيمن ينتسبون إليها زوراً وبهتاناً وهم يمثلون الخط الأول في الدفاع عن أوليائهم الذين أسرفوا في قتل المدنيين العزل والشيوخ الركع والأطفال الرضع ، وإذا كانت الشعلة الأولى للكذب توقد في البيت الأبيض فإن مادة وقودها واتساع شعلتها يتولاه مجموعة ممن أجادوا وعبر زمن قديم تزييف الحقائق والالتفاف على المسلمات قفزاً إلى الهدف المنشود وهو تثبيت مشروع الهيمنة الانجلوسكسونية على عالمنا المغلوب على أمره.

لقد سمعنا ما سمعنا وقرأنا ما قرأنا من التبريرات العجيبة لما يحدث في الفلوجة ولكن كل ذلك لن يستطيع أن يحجب شمس الحقيقة بغربال ولن يخفي حجم الدمار الهائل الذي حصل ويكفي أن صورةً واحدة لذلك الجريح المقتول في ذلك المسجد تقف شاهدةً على الجرم الفاضح فضلاً عن عشرات المساجد المهدمة على مرأى العالم وسمعه وفضلاً عن آلاف المساكن المدمرة وفضلاً عما هو أغلى من كل ذلك وأهم ألا وهو دماء المسلمين المسفوحة في شوارع وأزقة الفلوجة وكلهم سيروي للأجيال جريمة القتلة الأمريكان وأبواقهم الناعقين بالخراب على كل شرف.
 

جريدة المحايد عدد الخميس الموافق 19شوال1425هـ
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية