اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/badriya/168.htm?print_it=1

لنعيش مع الصحابيات (2)

نمـــاذج يحتذى بها في العبـــــادة

بدرية صالح التويجري - بريدة


إشــــــــــــــــــراقـــــــــــات
الأولى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة، فأسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ "فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" (الطور27) وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلي السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي رضي الله عنها.
الثانية _ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ : دَخَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ فَقَالَ :« مَا هَذَا الْحَبْلُ ؟ » . قَالُوا : هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ . فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم :« لاَ ، حُلُّوهُ ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ » . رواه البخاري
الثالثة _ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِى مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ « مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِى فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا » . قَالَتْ نَعَمْ . قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ » . رواه مسلم

ومنها نستضيء
في هذه الإشراقات القصيرة كنا مع الصحابيات رضي الله عنهن ..ورأينا كيف هي العبادة في تلك البيوت العظيمة كيف يكون الإقبال على الله والوقوف بين يديه بخشوع وانكسار ..دعاء وبكاء وتسبيح هكذا كانت حياتهن فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تطيل الوقوف تصلي وتبكي وزينب رضي الله عنها تمسك بحبل ممدود بين ساريتين إذا فترت تعلقت وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لكننا نقف عند حبها للعبادة وكيف انها كانت تطيل الوقوف والذي احتاجت معه ان تمسك بذلك الحبل ..وكذا جويرية رضي الله عنها كانت تجلس وقتا طويلا في مصلاها تذكر الله تعالى هكذا كانت حياتهن مع العبادة فهناك خلوة بالنفس هناك سكينة هناك صبر وتلذذ بالعبادة ينتفي معها كل التعب قامات عظيمة وهمم عالية في تلك السير العطرة والتي تزيدنا حماسا وتحثنا على النهوض واللحاق بركب الصالحات ياليتنا نراجع حالنا مع العبادة وخاصة الصلاة وكيف وقوفنا بين يدي الله هل من خشوع وتضرع هل من إقبال عليه . هل نجد مثل تلك المشاهد في بيوتنا .من يقوم بين يدي الله باكيا خاشعا متضرعا من يطيل الجلوس في مصلاه يذكر الله ؟ بعض البيوت حلها مؤسف مع العبادة فنجد الصلاة تؤدى بتكاسل بل وتضييع لأوقاتها فكيف بالسنن الرواتب والأذكار اليومية والتي يتمتم بها بعضنا على عجل او تفقد فلا تسمع ! وهل فكرنا بحال الأبناء مع العبادات ؟
بعد ان عشنا معهن لنعقد العزم على التغيير ونفض غبار الكسل والفتور ولننهض بحماس إلى ميادين الطاعات بكل نشاط .


..........................................................................................
تنويـــــه
هذه المقالة ليست شرحا للأحاديث لأن في تلك الأحاديث أحكام وفوائد غير ما ذكرت وإنما هي لفته لما كن عليه الصحابيات رضي الله عنهن.

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط