اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/bareah/8.htm?print_it=1

ذاكرة الأطفال!

أ.بارعة اليحيى
@bareah12


كثير من المواقف التي يفعلها الوالدان ترسخ في ذاكرة أطفالهم وهي أبلغ من مئات المحاضرات والدروس التي يسمعونها؛ فالتربية بالفعل أبلغ!
بل ترى كثيرا منهم يحاكي والديه في طريقة حديثه ومشيته، ويقتبس من ألفاظه ويرددها حسنها وقبيحها!

لذلك يسن للرجل التنفل في المنزل حتى يعتاد الأبناء ويقتدوا به. مع ما في صلاة النافلة في البيت من تذكير للناسي منهم، وتعويد للجاهل، وكذا عمارة البيوت بالذكر والطاعة.
حتى الأمهات من الرائع أن تكون تلاوتها من مصحفها بين أولادها وكذا بعض صلواتها ودعواتها؛ فكل ذلك مؤثر فيهم في العاجل والآجل.

لا أزال أذكر جدتي لأمي ومواقفها الكثيرة المحفورة في ذاكرتي الصغيرة!

لا أحصي المرات التي تقرأ فيها القرآن بشكل يومي؛ بل إن مصحفها اصفرت أوراقه من كثرة القراءة فيه!

منقوش في ذاكرتي قيامها بالليل في تمام الساعة الثالثة على صوت المنبه؛ صيفا كان أو شتاءً وحرصها على القيام والذكر في مصلاها حتى تطلع الشمس؛ رغم مرضها وتعبها حتى خُيّل إلي أن صلاة الليل من الفرائض لشدة المحافظة عليها!

أذكر جيدا دعاءها في رمضان قبيل الأذان بساعة؛ تدعو دعاء المبتهل والموقن بوعد الله المستشعر قربه!

واستحضر جيدا حينما منعها طبيبها من صيام النفل فضاقت عليها الأرض بما رحبت!

لا أنسى أنا وإياها نتذاكر قصة يوسف فتذكر بعض الأحداث التي كنت أجهلها!

حينما يمر طيفها في ذاكرتي؛ لا أذكر إلا وهي بمصلاها الذي تجلس عليه في غالب وقتها ولا تكاد تفارقه؛ ذكرا وتلاوة ودعاء، وترواح بين ذلك بالاستماع لإذاعة القرآن للشيخ السبيّل-رحمه الله-؛ وكان صوتها بالتلاوة يشبه صوته!

 

أ.بارعة اليحيى
  • مقالات
  • كتيبات
  • تصاميم
  • مختصرات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط