صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الرد على مَن قدَحَ في فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القائل {
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وَقَرَنَ شهادته بتوحيده بشهادة أهل العِلم { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

ورتّب على مَن يفتري على المؤمنين وعيدًا عظيمًا { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }

ثمّ أخبر وتوعّد { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }

والصلاة والسلام على حبيبنا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بيّن لأهلِ العِلم فضلهم وحثَّ على توقيرهم فقال [ ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ] ، ثمّ أخبرَ بفضلهم وحمْدِ الله لهم ولصنيعهم فقال فيهم [ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ]

 

ورحِم الله السَّلف الصَّالِح حين أبانوا لنا فضْل أهل العِلم وعظّموا حقوقهم تعظيمًا لله تعالى

قال سفيان الثوري - رحمه الله - : " لا أعلم شيئا من الأعمال أفضل من طلب العلم لمن حسنت نيته".

 

وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه أعلام الموقعين عن رب العالمين : " العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم من الطعام والشراب " .

 

وأخذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بركاب أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه فقيل له أنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بركاب رجل من الأنصار فقال: " إنه ينبغي للحَبْر- أي العالِم - أن يُعظَّـم ويُشرَّف" .

 

وقال شارح الطحاوية - رحمه الله - : " فيجب على كل مسلم بعد موالاة اللّه ورسوله موالاة المؤمنين ، كما نطق به القرآن خصوصاً الذين هم ورثة الأنبياء ، الذين جعلهم اللّه بمنزلة النجوم يهتدي بهم في ظلمات البر والبحر"

إلى أن قال : " فلهم الفضل علينا ، والمنة بالسبق وتبليغ ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم إلينا ، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا ، فرضي اللّه عنهم وأرضاهم "

 

وإنَّ مِمَّا اُبتليت به الأمَّة أن نجِد مَن استطال لسانه في أعراضِ أهلِ الفضْلِ والعِلم والإحسان ، وسلِم منهم أعداء الإسلام والكافرون بربِّهم .

ومَن يتأمَّل في حالهم يجدهم أغمارًا لم يعرفوا سبيلَ العِلم كما عرفه العلماء وبذلوا لأجلهم أعمارهم وكل ما يملكون .

 

وحيث إنَّ الله تعالى لمَّا أرسلَ أنبياءه عليهم السلام تعرَّض لهم السُفهاء ونالوا منهم ، فكان لِزامًا أن ينالَ ورثةُ الأنبياء ما ناله أنبياءُ الله مِن الشِّدَّةِ والبلاء وتعرَّض السُّفهاء لهم ولأذيِّتهم.

ولقد نقل اللهُ لنا في كتابه ما تعرَّض له أنبياؤه عليهم السلام ، ونقلت لنا كُتب العِلم والتَّاريخ ما تعرَّض له الأفذاذ مِن سلَفِ هذه الأمَّة ، ولا زلنا نقرأ مرّة ونطَّلِع مرّة على مَن يؤذي علماءنا ومشايخنا الكِرام .

 

ومِن هؤلاء الكِرام فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم ، الذي عُرِف بالعِلم والفضل عند كل مَن يعرفه ويرى عِلمه ويعرِف أنّه على نَهج السَّلفِ الصَّالِح الذين اتّخذوا القرآن والسُّنة منهجًا ولم يكُن في أحكامه شاذًا أو متَّبِعًا لهوى

 

وإنَّ مِمَّا يضيق به الصَّدر ويُحرِق القلْب أن نجِد مَن يتعرَّض لفضيلته بكلام لا يليق ، بكلام نابِع مِن هوى نفس صاحبه ، وغير مُستندٍ فيه على دليل .

ولكن ..

وليس قولك (مَن هذا) بضائره = العرب تعرف من أنكرتَ والعجمُ

 

وإننا نعجب مِن هؤلاء أين هُم مِن قول الله تعالى { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }

وقد عظَّم الله تعالى مقام العلماء كما ذُكِر في أوَّل المقال .

ولقد زعَم ( عايد الشمّري ) أنَّ فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقه الله – قطبي سروري

فنُشِرت في بعض المواقِع مكالمة جاء فيها :

في مساء اليوم في اتصال قدر الله أنه لم يسجل ..مع الشيخ العلامة الفاضل عايد الشمري..

السائل :السلام عليكم ..

الشيخ : وعليكم السلام ورحمه الله

السائل :كيف حالك يا شيخنا الفاضل..

الشيخ :بخير ولله الحمد..

السائل :معك.....من ليبيا

الشيخ :يا هلا والله مرحبا بك ..

السائل:شيخنا من باب أن هذا الأمر دين هناك شبكة تدعى مشكاة

الشيخ : هناك سحاب وهي شبكة سلفية

السائل : نعم يا شيخ لكن ذاك الموقع

لديهم شيخ يفتي هنالك يدعي عبد الرحمن السحيم نحب أن نعلم عن حاله؟

الشيخ: عبد الرحمن السحيمي؟؟

السائل: لا بل السحيم هكذا..

الشيخ : من أين هذا..

السائل:كتب في ترجمته أنه تتلمذ على الشيخ ابن عثيمين ثم ابن جبرين وناصر العمر..

الشيخ (مقاطعا):خليه يروح.._باللهجة السعودية تعني اتركه عنك_

السائل : نعم يا شيخ وهو قد أفتى في إحدى فتاواه وقد سئل عن من يقول أنه لا جهاد بالعراق أن هؤلاء مثبطين للعزيمة وهؤلاء سبب انتكاسة الأمة..

الشيخ مقاطعا:خليه يروح..دعوكم منه فهذا قطبي سروري...دعوكم منه

السائل :بارك الله فيك يا شيخ

الشيخ : وفيك بارك الله يا ......

 

سبحان الله

زعَم أنَّ فضيلة الشيخ عبد الرحمن قطبي سروري وهو قبل ذلك يقول (من أين هذا..) ؟

فالقارئ يفهَم أنّ ( عايد الشمّري ) لا يعرِف فضيلة الشيخ عبد الرحمن لذلك سأل عنه ، ثمّ أجابه السَّائل (كتب في ترجمته أنه تتلمذ على الشيخ ابن عثيمين ثم ابن جبرين وناصر العمر..)

فكأنَّ ( عايد الشمّري ) الذي ينعتونه بالعلامة !! كأنّه حكَم على فضيلة الشيخ عبد الرحمن بسبب فضله في التتلمذ على يد العلماء الجهابِذ .

 

ثمَّ يتكلّم بكل راحة ويحذِّر النَّاس ويأمرهم بترك فضيلة الشيخ عبد الرحمن وفتاويه !

فبالله أي هوىً مُتبَّع ؟ وأي بُهتانٍ افتراه ؟

 

يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى - : "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوءٍ فهو على غير السبيل "

 

وللإمام الحافظ أبي القاسم بن عساكر كلمةٌ ساميةٌ يقول فيها : " اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه، ويتقيه حق تقاته - أنَّ لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هَتْك مُتَنَقِّصهم معلومةٌ، وأنَّ من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب بلاه الله قبل موته بموت القلب "

 

وقال ابن الحاج بعد ذكره حديث : [ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ] : "لا شك أنَّ هذا الذي ذكره من بذاءة اللسان وهي ممنوعةٌ في حق آحاد عامة الناس ، فكيف بها في حق العلماء العاملين ورثة الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم ؟ "

 

ولقد سئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين- رحمه الله- عن هؤلاء الذين يقعون في أهل العلم ويتطاولون عليهم

فقال: " الذي أرى أنَّ هذا عملٌ محرَّمٌ ، فإذا كان لا يجوز لإنسانٍ أنْ يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أنْ يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين؟! والواجب على الإنسان المؤمن أنْ يكفَّ لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } ، وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في ردِّ ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال ردِّ الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم، لأنَّ جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرحٌ لإرث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإنَّ العلماء ورثة الأنبياء، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم، وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ لا يثقون بشيءٍ من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح "

 

فهذا تبيين واضِح في خطورة الوقوع في أعراض العُلماء أو النيل منهم أو ظُلمهم والتجنِّي عليهم .

وإنَّ مَن يعرِف فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم سيدرِك الجُهد الذي يبذله فضيلته لتعليم النَّاس وتنبيههم ، ويُدرِك جُهد فضيلته في الذبِّ عن صحابة رسولِ الله ومحاربته – وفقه الله – للمنكرات والبِدَع .

ونهج فضيلته واضِح لكلِّ ذي بصيرة أنّه مِن أهل السُّنة والجماعة الذين لا يحيدون عن كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع السلف .

فكيف يُتجرأ بهذا الاتِّهام الخطير ؟

وكيف يُحذَّر مِن فضيلته ، وهو الذي ثنّى رُكبه للعلماء الجهابِذ ، وأفنى عمره طالِبًا للعِلم حريصًا على بذله .

ومَن يتكلّم في أهلِ العِلم ، ليُسأل : مَن هُم علماؤه ؟ وكم طلبَ العِلم ؟ وما جهوده في خدمة دِين الله وتبليغه ؟

أم هو مِن الذين يتكئون على الأرائك ويقولون في أهلِ العِلم بأهوائهم !!

وفي الحديث المُتفَّقِ عليه  في غزوة تبوك لمّا سأل صلى الله عليه وسلم عن كعب بن مالِك قال رجل " حبسه النظر في برديه ، النظر في عطفيه

فقال معاذ : بئس ما قلت ، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

فما ذُكِر في المقال واجِبٌ أقرّه عليه الصلاة والسلام ، حين يُنالُ مِن أهلِ الفضْـل أن يدافِع عنهم مَن يعرفهم ولا يحكمون بالأهواء .

والعجبُ كل العَجب أنَّ أمثال هؤلاء ( أصحابُ الهوى ) يوصفون بألفاظ العلاّمة !!

فأيُّ عِلمٍ جاء به ؟ وأيُّ مَنهجٍ اختطّه حتى يُقال علاّمة ؟!

فأهلُ العِلم عُرِفوا بالفضل والعِلم والإحسان ..

ولم يؤثَر عن العلماء أنّهم حكموا على النَّاس بهواهم !

 

فنسأل الله لنا ولكم العافية وأن يرينا الحقَّ حقًا ويرزقنا اتباعه والباطِل باطِلاً ويرزقنا اجتنابه .

والحمد لله ربِّ العالمين .

 

ملاحظة :

للاستزادة يُرجَع لكتاب حقوق العلماء في ضوء الكتاب والسنة

للشيخ د.عاصم بن عبدالله القريوتي

 


 

الجزء الثاني مِن الردّ على مَن قَدَح في فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله القائل { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }

قال الإمام سماحة العلامة عبد الرحمن السَّعدي – رحمه الله - في هذه الآية : " هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر - بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر. "

وقال الإمام المُفسِّر ابن كثير – رحمه الله - : " يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) [ الزمر : 36 ] وقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) [ الطلاق : 3 ] . "

وقال الإمام البليغ صاحب تفسير أضواء البيان فضيلة العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي :

قوله تعالى : إن الله يدافع عن الذين آمنوا ، بيَّن - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أنه يدفع السوء عن عباده الذين آمنوا به إيمانا حقا ، ويكفيهم شر أهل السوء ، وقد أشار إلى هذا المعنى في غير هذا الموضع كقوله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الآية [ 65 \ 3 ] ، وقوله : ( أليس الله بكاف عبده ) [ 39 \ 36 ]

 

وله الحمدُ في الأولى والآخِرة والقائل في مُحكم التنزيل { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } ، { وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى }

 

والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله وخير خلقه صلى الله عليه وسلم .

 

فإنَّ منطِق المرء دلالةٌ على شخصه وفِكره ودينه

كما قال زُهير :

ومهما تكُن عند امرئٍ مِن خليقةٍ = وإنْ خالَها تخفى على النَّاسِ تُعلمِ

وكائن ترى مِن صامتٍ لكَ مُعجِبٌ = زيادته أو نقصُه في التكلَّمِ

لسانُ الفتى نِصفٌ ونِصفٌ فؤادُه = فلم يبقَ إلا صورةُ اللحم والدَّمِ

 

وإنَّ مُدّعي الحزبية على فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ، والذي اتّهم فضيلته بأنه قطبي سروري ، قد جاء بهذا الحُكم وهذا الوصف مِن هواه ، وأملت عليه نفسُه كذِبًا وزورًا أخرجه للناس ، فجاء كلامه بِلا دليل

ولقد عُرِف فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – كما أسلفت – بالعِلم والفضل عند كل مَن يعرفه ويرى عِلمه ويعرِف أنّه على نَهج السَّلفِ الصَّالِح الذين اتّخذوا القرآن والسُّنة منهجًا ولم يكُن في أحكامه شاذًا أو متَّبِعًا لهوى

 

ويُقال لذلك المُدَّعِي ومَن انتهجَ منهجه

وليسَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ = إذا احتاجَ النَّهارُ إلى دليل

 

فهو يتكلَّم على فضيلة الشيخ عبد الرحمن ويتَّهِم مَن بان منهجُه وعُرِفت طريقته واتَّضح سبيلُه ، ويتَّهِم فضيلته بِما ليس بحق، ومَن يتتبَّع فتاوى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقه الله - ، سيجد له منهجًا وسطيًا معتدِلاً ..

هذا عدا ما يقرأه في فتاوى فضيلته أو كلماته أو مقالاته مِن استشهاداتٍ بأقوال الأئمة السَّلف والخلَف ولم يكن متحيِّزًا إلى فئة أو داعٍ إلى أحدهم ونبذ الآخَر .

بل هو صاحِب نقولات كثيرةٍ مِن أقوال الأئمة ابن تيمية ، وابن عبد البر ، وابن قدامة ، وابن القيِّم ، والأئمة ابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله جميعًا ورضي عنهم وجمعنا بهم الرحمن في جنات الخُلد –

وفي إحدى فتاواه – حفظه الله – يقول :

كُلّ يُحسن التحليل ، وكلّ يُحسِن التشديد والتحريم ، والوسط هو الذي أمَر الله به .

ورَحِم الله سَلَف هذه الأمة إذ كانوا يُخالِفون ما تميل إليه نفوسهم .

قال محمد الكندي: سمعت أشياخنا يقولون : إذا عَرَض لك أمْران لا تدري في أيهما الرشاد ، فانظر إلى أقربهما إلى هواك فَخَالِفة ، فإن الحق في مخالفة الهوى .

ثم إننا نُنازِع أهل العِلْم الذين أمضوا أعمارهم في طَلَب العِلْم ، بل ونتّهمهم بالتشدد !

 

فهذا دليل واضِحٌ بيِّن على أنَّ فضيلته يُجلَّ أهل العِلم ، ودليل على أن فضيلته – حفظه الله – يعِظ النَّاس كي يكونوا متّبعين لِما يرضاه الله ورسوله ونابذين الهوى .

ولقد يسّر الله تعالى أن أطّلِع على فتاوى فضيلته ففتحت المكتبة الشَّامِلة وأحصيت نقولاته – وفقه الله – عن الإمام الوالِد سماحة العلامة عبد العزيز بن باز فكانت 204 نقلاً ، واستدلّ بفتاوى العلامة بن عثيمين – رحمه الله – 194 مرة ، ونقل مِن فتاوى اللجنة الدَّائمة 314 مرة ، أما الاستشهاد بأقوال الإمام ابن تيمية – رحمه الله – فقد بلَغ 756 استشهادًا ، ونقل عن الإمام السلفي ابن قدامة 312 مرة ، أمّا نقله – حفظه الله – عن الإمام ابن القيِّم فقد كان 739 نقلاً .

 

وهذا كله مُثبَت في فتاوى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ، والمُنصِف ينظُر ويعلَم .

هذا عدَا عن الفتاوى التي لم تُنقَل للمكتبة الشَّامِلة والتي يستشهِد فيها فضيلته بأقوالِ هؤلاء الأفذاذ وغيرهم مِن أئمة السلف – رحمهم الله جميعًا - .

 

ثاني الأمور :

أنَّ فضيلته ما فتئ يردّ على المُخالفين ، ويبيِّن بطلان عقائدهم وعلى رأسهم الرَّوافِض ، وكذلك بيَّن بُطلان بعض ما يعتقده الصُّوفية ، والأشاعِرة ، وبعض الأخطاء في جماعة الإخوان

فكان – حفظه الله – منصِفًا معتدِلاً يردّ بالدليل مع استشهاداتٍ كثيرة بأقوال الأئمة الأعلام الذين شُهِد لهم بالتوحيد الخالِص .

فكان يُثبِت عقيدة هؤلاء الأئمة ، ويوضِّح بطلان عقائد تلك الجماعات التي انتسبت للإسلام فابتدعت وحرّفت .

 

ثالث أمر :

أنَّ فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حريصٌ على الاستشهادات بالسُّنَّة النبويِّة وخاصةً الصحيح منها ، وكثيرٌ مِما يستشهِد به كان مِن تخريج الشيخ العلامة الألباني – رحمه الله – وبلغَ استشهاده به نحو 1354 مرة ، هذا فضلاً عن الفتاوى التي لم تُحصَ .

فهل مُتَّبِع هذا المنهَج يُقال عنه قطبي أو سروري ؟!

{ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }

 

رابِع الأدلَّة :

أنَّنا كثيرًا ما نرى في فتاوى فضيلة الشيخ عبد الرحمن – حفظه الله ووفقه – محاربته للبِدَع ، وتبيان بطلانها وخطورتها وأثرها

ومَن أراد معرفة ذلك فلينظُر إلى قِسم العقيدة الموجود في قِسم الفتاوى الشرعية ، ويرى قِسمي (الشبهات ، وَ البِدَع) فيرى كم مِن بِدَعٍ اُستحْدِثت وكم مِن قادِح في إيمان المرء ، كان له فضيلته بالمرصاد ، وكان ذابًا عن حياض التوحيد – ذبَّ الله عن وجهه النَّار ونفعه بِما قال في الدُّنيا والآخِرة - .

 

خامِسًا :

مَن يرى قِسم الفتاوى يرى تقسيم فتاوى فضيلته وتفريعها .

فلم يتّخِذ له سبيلاً واحِدًا ، أو أهمَل العقديات كما يفعله أهل الأحزاب والتحزّبات ، وإنما له منهجه السلفي الواضِح الذي لا يخرُج عن كتاب الله وسُنَّةِ رسوله وإجماع الأئمة .

 

السَّادِس الأخير :

أنَّني أتحدَّى أن يقرأ أحدٌ لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – حفظه الله – فتوى تدعو إلى حزبٍ معيِّن أو فِرقة ، وإنما كان كلامه كله على طريقة أهل السَّلف ، وكان يدعو النَّاسِ إلى الرُّجوع إلى القرآن والسُّنة وإجماع الأئمة وقياسهم دون أن يكون له دعاوى للأحزاب كما يفعله الحزبيُّون.

 

فهذي أدلَّة مطروحة تبيِّن بُطلان ادّعاء المُدَّعي ، فمِن أين أتى بالحُكم القطبي والسَّروري ؟!!

وأين أدلته ومَن هُم شهوده { فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }

وأقول له { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } ، وَ { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }

{ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }

وإني لأرجو الله تعالى أن يجعلَ هذا البُهتان الذي افتراه ذلك المُدَّعِي خيرًا لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقه الله كما قال الله تعالى { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

 

وإنَّ الله تعالى لمَّا خلق خلقه وبعث فيهم الأنبياء والمصلحين قد سنَّ سُنَّته سبحانه { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا }

 

أمَّا فضيلة الشيخ عبد الرحمن – وفقه الله – فلا يضرّه نبْحُ نابِح أو حرفُ هاوٍ ، ولا أجِد إلا قول الله تبارك وتعالى { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } .

 

والحمد لله ربِّ العالمين .

 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط