صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ولكنني أُحِبُّ وطني يا سعادة البريفيسور طارِق الحبيب ؟!

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لمَّا جاء الإسلام جاء بشرعٍ قويم وأحكامٍ مُحكمة ..

لأنَّها مِن لدُن الحكيم الخبير اللطيف الرَّحيم العليم البصير .

 

جاء الإسلام فأقرَّ مكارِم الأخلاق والعادات ، وألغى كل عادةٍ جاهلية مسيئةٍ للنَّاس .

ولذلك قال عليه الصَّلاة والسلام [ إنما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارِمَ الأخلاق ]

وقد قال ربُّنا جلَّ وعلا في محكمِ تنزيله { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

 

ومِمَّا هذَّبه الإسلام هي الفِطَر التي فطَر اللهُ النَّاس عليها .

فلمَّا فطرَ الرِّجال على الميل للنِّساء وبالعكس ، حرَّم الزِنا وشرّع الزواج بواحدة واثنتين وثلاث وأربع ، وشرَّع التسرِّي بالجواري .

ولمَّا كان الإنسانُ مفطورًا على حُبِّ الولَد شرَّع الله تعالى حِفظ الأنساب وحرَّم التبنّي ونسْب الابن إلى غير أبيه { ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ }

ولمَّا كان الإنسانُ أيضًا مفطورًا على حُبِّ عشيرته وبلده ، حرَّم الإسلام العصبيات القبليَّة وجعلنا جميعًا إخوة يجمعنا الدِّين { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } .

 

فحُبُّ البلَد أمر مجبولةٌ عليه النَّفس وتأنس به

ومَن لا بلَدَ له يستقِرُّ فيه فإنَّ نفسه ما تزال تتلجلج باحثةً لها عن مأوىً تأوي إليه فتسكُن .

 

ومِن العجيب في هذا الزَّمان أنَّ الإنسان صار يبيح لنفسه كل حُكم ويُخرِج كلَّ حرْف

ويظنَّ أنَّه ما دام ذو بيان ولسان فإنّه لا يردّه رادّ ؟!

 

قبل أيام خرَج الأستاذ الدكتور طارِق الحبيب ، وهو مَن هوَ في مجالِه وعِلمه ومعروفٌ ومشهور ولا يكاد يوجَد بلدٌ عربيٌّ إلا أضافه لديه وحتى بِلاد العجَم كان له فيها نصيب .

ثمّ يأتي ليخرجَ في قناةٍ فضائيَّة محسوبة على الإسلام ! فيقول : أنَّ ولاء أهل الجنوب والشَّمال للدُّول المجاوِرة ؟!!

ويعني بالدَّولة المجاوِرة للجنوب هي اليمن ، وفي الشَّمال أظنُّه يقصِد العِراق .

 

حاولت أن أستوعِب ما يُقال ولكن الكلام لا يحتمِل معانٍ أخرى .

 

إننا لا نقول أننا أعلى مِن إخواننا وأحبابنا في اليمن أو العِراق

ولكنّها صعبةٌ على النَّفس أن تُتهَم بالخيانة !

خاصةً في ظِلّ الأوضاع الرَّاهِنة وقيام الثورات مِن حولنا .

إن الحُرّ يأبى أن يتصِّف أو يصفه آخرٌ بالكذِب والخيانة ، فكيف إذا كانت تلك الخِيانة خِيانة دوليَّة ؟!

 

نَعم ..

أ.د. طارِق لم يقل عننا نحن أهل الجنوب ولم يقُل عن إخواننا في الشَّمال أننا خونة ، ولكنَّه قال أنَّ ولاءنا ليس لبلدنا .

والولاء ضِدّه الخيانة .

 

أتعجَّب - والله - حين تأتيني رسائل مِن صديقات لي مِن خارِج المملكة ويغبطنني فيها أني مِن أرض الحرمين ويُخرجن مشاعرهنَّ الصَّادِقة لهذا البلدِ وأهله

ويعلنَّ الحُبَّ العظيم لبلدي الغالي

ثمّ يأتي مِن أهلها وأستاذ دكتور وطبيب ليتّهمنا وينكِر ولاءنا للوطن .

 

لقد قلت عظيمًا يا دكتور طارِق وقلت ما لا نرضاه

واتّهمتنا بِما ليس فينا .

 

ولا أدري كيف يسلم مِنك الأنجاس الرَّوافِض ثم تتهمنا ؟!!

أم لأننا أهلُ السُّنَّة أناسٌ مسالِمون لا نبتغي الحروب ولا ننشط للدِّماء ؟!

 

هل غاب عن أ.د. طارِق الحبيب ما فعله الأنجاس الرَّوافِض حين خرجوا على حكومة بلدنا ؟

وحين أعلنوها صارِخة على منابرهم أنَّهم يريدون إسقاط الحكومة ويريدون أن تكون المنطقة الشرقيَّة دولة مُستقِلَّة عن السعوديِّة !!!

لينهبوا خيرات البِلاد ويكون لهم شأن الاقتصاد الأعظم ؟!!

أم غاب عنه مجيء أحد أهل البحرين الصفوييِّن ليسانِد أهل القطيف على حكومة بِلادهم ؟!

 

فكيف يسلمُ منه هؤلاء

ولا يسلمُ منه مَن قدّموا أرواحهم ودماءهم وماتوا شهداء بإذن الله لمّا اعتدى علينا الحوثيُّون ؟

أم أنَّه لم يعلم أنَّ الحوثييِّن جاؤونا مِن جهة الجنوب ، فوثب الجنودُ الأحرار مِن الجنوب والشَّمال وكل أنحاء المملكة ليتصدُّوا لهذا العدَّوِ النَّجِس ؟

 

وهل سمِع أ.د. طارِق أننا تعاضدنا مع الحوثييِّن ضِدَّ بِلادنا ، لأنَّ ولاءنا ليس للسعوديِّة ؟!!

 

الحقيقة ما كنت أريد أن أكتبَ عن اتّهام قاله فينا الدكتور طارِق ، ولكنَّ الحُرقة ما زالت في نفسي منذ أعلن اتِّهامه على قناة فضائيِّة يشاهدها ملايين .

 

يا سعادة الأستاذ الدكتور إني أحبُّ بلدي وأحبُّ بلاد المسلمين ، ولكن لأن الحدود السياسيَّة فرّقتنا ولأنَّ حكومات الدُّول التي اتهمتنا بأننا نواليها حكومات ولاؤها للنَّهب وسرِقة أموال الشَّعب ..

فإني أقول : إنّي ومَن اتهمتنا نحِبُّ هذا البلد .

نحبُّه حتى لو نسونا مِن الإصلاحات العمارنيِّة .

نحبُّه حتى لو مرافقنا الحكوميِّة مِن أسوأ المرافِق .

نحبُّه حتى لو كانت قُرانا وشوارِعنا فيها تنقُص الأساسيّات ، وكم فارقنا مِن أقارِب وأحبِّة على طريق الجنوب لسوئه وضِيقه .

نحبِّك يا أرض الحرمين فلا ترعِ سمعك لأهل الاتهامات فإنَّ أرواحنا دونك .

 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط