صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أزواج خارج الحدود..!!

تحقيق : فوزية الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
كانت مسألة التفكير بالزواج - في السابق - من خارج حدود ابن العم وابنة العم شيئاً خارجًا عن المألوف ويستحق مرتكبه ازدراء الأسرة والأهل، ناهيك عن الزواج من خارج القبيلة أساسًا.
أما اليوم فقد برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة زواج الشباب حتى من خارج إطار بلدانهم وليس على المحيط العربي والإسلامي فقط، بل تعدوه إلى الزواج من أجنبيات من دول غربية، وقد ساهم في ذلك بشكل كبير ظاهرتان مهمتان، أولاهما: سهولة السفر إلى الخارج وإجراءات الزواج، والثانية وهي الأهم: الإنترنت؛ بعد أن كانت هذه المسألة تنحصر في السابق على بعض الطلبة المبتعثين للدراسة بالخارج أو المنتدبين للعمل وبعض كبار السن على اعتبارها زوجة ثانية!!

ولكن مع الانفتاح الإعلامي عبر الفضائيات والتوسع المادي لأكثرية الشباب الذين أصبحوا يفضّلون قضاء إجازاتهم في الخارج ساعد عليه العروض الميسرة بمبالغ زهيدة من وكالات السفر والسياحة!!
فتغير على إثر ذلك نظرة الشاب إلى التفكير الجدي في الزواج من غير بنت بلده سواء من دولة عربية أخرى أو دولة غربية، وخاصة من دول شرق آسيا.
فكان حال بنت بلاده كما قال الشاعر:

وإذا تكون كريهة أُدعى لها *** وإذا يُحاس الحيس يُدعى جندبُ

هذا على اعتبار كونها مسلمة؛ أما في حال كونها كتابية! فهناك عدّة تساؤلات تطرح نفسها وبقوة, وهي: هل هذه الكتابية عفيفة, محصنة ؟؟! وهل هي من قوم لا يُعادون المسلمين ولا يحاربونهم؟ وهل أُمِن حدوث الفتنة أو الضرر المحقق؟! وهل ستقدّر الحياة الأسرية وتكون جادة في تحمل مسؤولياتها؟!!
تبدأ الكتابية حياتها الزوجية مندفعة بالعلاقة العاطفية! ومن ثم تصطدم هذه العلاقة بمطالبة الزوج لها بارتداء الحجاب واتباع التقاليد والعادات!! (كأخذ إذن الزوج عند خروجها, و...) وقد لا تظهر المشكلات على السطح إلا بعد الإنجاب مبتدئة باختيار اسم المولود, ومنتهية بطريقه التربية والتي تمثل نزاعاً هائلاً بين ثقافتين مختلفتين تماماً!

مثاله: ما أثار تفاعل الأوساط السويدية حينما قتل رجل تركي كردي ابنته بسبب رغبتها في الزواج من سويدي, وكذلك فعل رجل فلسطيني مسيحي؛ وكان كلاهما متزوج بامرأة سويدية ونصّت د. آن صوفي عن وقوع حالات كثيرة مشابهة ( في مقابلة لها مع قناة الجزيرة) !!
وقد لا يقف النزاع عند هذا الحد؛ بل يمتد حين ترفض الزوجة الأولى وخصوصاً عندما تكون هي ابنة البلد السكن مع الأخرى التي تكون من بلاداً أخرى، مما يمثل للمبتعث الطامة الكبرى، حيث انقطاع مصدر رزقه!!

ويعزو الكثير من الباحثين ذلك إلى عدة أسباب:
(1) غلاء المهور.
(2) قلة المساكن المناسبة.
(3) ارتفاع تكاليف الزواج.
(4) تشدد أهل الفتاة في المواصفات المطلوبة في الزوج:( كالشهادة الجامعية, الراتب المناسب, الجذور العائلية..)
(5) زهد تكلفة الزواج من امرأة من خارج بلاده.

السلبيات:
(1) انتشار العنوسة:
عدّ إبراهيم الضبيعي في كتابه (تعدد الزوجات) :
1- العنوسة في مصر:
ذكرت جريدة المسلمون عدد (335) عدد الشباب والشابات الذين في سن الزواج يقدر بحوالي  470 ألف لم يتزوجوا, وأن هذه النسبة تزداد في المدن وتقل في الأرياف.
2- العنوسة في السودان:
في تحقيق لجريدة "المسلمون" عدد (330) كان بعنوان ( قطار الزواج متوقف ..من المسؤول؟) ذكرت فيه معاناة الفتيات بسبب العنوسة!
3- العنوسة في المغرب:
ذكرت الجريدة السابقة, اتجاه الشباب للزواج بأجنبيات بغية كسب العيش في بلادهن!!
4- العنوسة في الأردن:
بسبب سفر الكثير من الشباب للخارج طلباً للرزق, ازدادت نسبة العنوسة, في حين اقتصرت نسبة الزواج من ثانية على 10 %.
5- العنوسة في عُمان:
تفاقم الأمر, مما استدعى أن تصدر السلطات أمراً بمنع الزواج من غير العمانيات إلا في حالات محدودة؛ بل وصل إلى سحب الجنسية العمانية ممن يخالف!!... [إلى هنا من كتاب تعدد الزوجات للضبيعي].
6- العنوسة في الكويت:
" بلغت نسبة العنوسة في الكويت 30% حسب الإحصائيات الرسمية, كما أن الشباب الكويتي بدأ يتأخر في الزواج نظراً للأعباء الاقتصادية الباهظة. [عن موقع إسلام أون لاين].
7- العنوسة في الإمارات:
يجري حالياً التحضير في الدولة على إبراز قانون جديد, نظراً للإقبال الشديد من الزواج بأجنبيات, وذلك بأن تكون الزوجة عربية مسلمة, ولا يكون المتقدم متزوجاً بأكثر من واحدة, ولا يكون طلق أكثر من مرة, ولا يزيد الفارق العمري بين الاثنين عن 25 عامــاً [جريدة السياسة 28 -3 – 204].
8- العنوسة في السعودية:
جاء في إحصائية لوزارة التخطيط أن العنوسة شملت ثلث عدد الفتيات, وجاء فيها أن عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن وتجاوزن سن الزواج الاجتماعية (30) عامـاً حتى نهايه1999مليون و529 ألف و 418 فتاة.
وأن عدد المتزوجات في السعودية بلغ : مليونين و 638 ألف و 574 أنثى.
من مجموع عدد الإناث البالغ 4 ملايين و 572 ألف و231 أنثى .
ويقول الشيخ عبد الله الكثيري القاضي في المحاكم الشرعية إن عدد زواج السعوديين من فتيات غير سعوديات بلغ العام الماضي 1200 حالة, وقد سجلت مكة المكرمة أعلى نسبه عنوسة تليها الرياض ثم المنطقة الشرقية!!
وأن عدد غير السعوديات اللاتي حصلن على الجنسية السعودية خلال الخمس سنوات الماضية 9000 زوجة.

(2) الانفلات الأخلاقي
حث الشارع الحكيم على اختيار الزوجة الصالحة وهي ذات الدين كما جاء في الحديث -قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع: لمالها , ولحسبها, ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.
ولهذا يجب أن يضع في اعتباره قبل الاختيار, بيئة بعض الزوجات والتي تتميز بالانفلات الأخلاقي , مما سيكون مسبباً للطلاق، ولكن بعد ماذا؟!!
تحكي إحداهن عن أخيها (م) الذي بدأ حياته باكراً بالزواج من من فتاة, من إحدى الدول العربية, وأسفر عن إدمانه على المخدرات, والتي كان يتناولها بصحبة أقاربها في بلدها, ومن ثم حدث الطلاق وأسفر عنه خمسة من البنات, قامت بتربيتهن والدته الكبيرة في السن, والتي سرعان ما توفيت كمداً على ابنها الذي أصبح عمره الآن 45 سنة , ويعيش مدمناً , منبوذاً, وحيداً.

(3) تذبذب نفسية الأبناء:
يعيش الأبناء في صراع بين هويتين , مختلفتين!! تحمل كل هويه في طياتها كمًّا من السلبيات والإيجابيات!! فيتذبذب الابن في أيهما يتبع, وعلى هدي من يسير؟! ومن الملاحظ غالباً طغيان هوية الأم على الأبناء سواء باللهجة, أو بالسلوك, مما يسبب عدم شعورهم بالاستقرار, أو الانغماس كليهٌ في المجتمع!!
أما في حال انفصال الزوجين , فقد أجـرت جريدة الرياض تحقيقاً العدد (12800) عن معاناة المواطنين المنقطعين في الخارج من أمهات غير سعوديات بعد أن تركهم آباؤهم يعانون في الغربة دون الوقـوف معهـم, (كعدم ضمهم لجنسياتهم, وانقطاع الاتصال , عدم الإنفاق عليهم,....)

(4) الرفض الاجتماعي:
ويتمثل في رفض الزوجة الأخرى الاندماج في المجتمع الجديد, بكل تقاليده وعاداته , وإصرارها على الاحتفاظ بهويتها!!ومن طرف آخر تصطدم بقلة الترحيب من الأسر الخليجية, نظراً لعدم التمسك الديني والأخلاقي في بعض الجنسيات!! مما يفرض عليها نوعا ًمن العزلة والوحدة, وشعوراً بالخيبة والعجز على الزوج!! من جّراء زوجة مرفوضة اجتماعياً,,وبين عاطفة احترامه لنفسه!!

(5) انعدام الثقة بين الزوجين:
نظراً لما تتميز به الزوجات الأخريات وخصوصاً الشرق آسوية أو الغربية من جمال ظاهري؛ كان هو الدافع الأساسي لاختيارها من قبل الزوج ؟!!!
سرعان ما تساوره الظنون والشكوك , في ماضي زوجته , خاصة ما تتميز به بعض البيئات من اختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية, والعملية, وسرعان ما تشتد ذروة هذه الشكوك مع إصرار الزوجة في قضائها للإجازات بقرب أهلها !!
وبدلاً من أن يعمل جاهداً لحل المشكلة, إذ به يلجأ إلى أساليب معوّجة تنقذه مما يكابده من توتر وتأزم نفسي, من إدمان للخمر أو المخدرات أو الإصابة بمرض نفسي!!
وفي ( مجلة اليمامة ,1769) هذه القصة, عن المهندس محمد عيد 39 عاماً, والذي تزوج بفتاة ألمانية وخلال خمس سنوات أنجب منها 3 أطفال, ثم فوجئ بعلاقة خاصة لزوجته مع شابين ألمانيين !! وعندما حاول محاسبتها على ذلك ردّت بأنهم أصدقاؤها منذ عهد بعيد!! حتى قبل أن تعرفه, وان هذا ليس جرماً في عرفها وتقاليدها !! وان كل صديقاتها هكذا ؟!!!ثم تساءل عن حكم الشرع في هؤلاء الأطفال, الذين يشك في انتسابهم له ولا يعرف إن كانوا أبناءه أم لا ؟!!

(6) ارتفاع نسبة المطلقات والأرامل المواطنات:
فعلى سبيل المثال ذكرت أن نسبة الطلاق في الكويت بلغت 35%
وفي تحقيق نشرته (مجلة حياة العدد 22) عن الطلاق إذ أن أعلى نسبة طلاق كانت في الشرقية تصل إلى 6 حالات من عشرحالات زواج, وحالة طلاق من كل حالتيزواج في الرياض, وتحدثت عن أسباب الطلاق غير الوجيهة!! والتي تدل على عدم الخلفية الثقافية بين الزوجين, وخاصة أن غالبيته يتم في السنة الأولى من الزواج!! مما يترك شريحة كبيرة من المطلقات الصغيرات في السن!!

أما بالنسبة عن عدد الأرامل في المملكة , فقد حذّر إبراهيم الضبيعي في كتابه ( تعدد الزوجات ) من خطورة ارتفاع أعدادهن فقال : نتيجة لكثرة حوادث الطرق في المملكة , تشير الإحصائيات أن حوادث الطرق في المملكة عام 1417 بلغ24ألف توفي منها 3آلاف رجل, وعلى هذه النسبة يكون عندنا بعد عشر سنوات ما يقارب 35 ألف أرملة!! هذا بالإضافة إلى من يترملن بسبب الأمراض والحروب والكوارث الطبيعية؟!!

الحلول:
(1) عدم المغالاة في المهور.
(2) تشجيع الزيجات الجماعية.
(3) إطلاق حملة توعوية في جميع وسائل الإعلام , لتسليط الضوء على الزواج من أجنبيات, وقد أجرت وزارة الداخلية السعودية دراسة اتضح فيها حدوث مشاكل , بعد الإقبال الذي لاحظته من المواطنين ( جريدة الرياض 12800)
(4) قيام جمعيات لتيسير الزواج , ففي مصر ( جمعيه تدعيم الأسرة ) وفي جدة ( جمعيه تيسير الزواج) بعناية الشيخ الغامدي, وفي القصيم توجد مجهودات فرديه للتوفيق بين الأزواج .
(5) العمل على نشر إيجابيات التعدد للزوجات.
(6) إلقاء الدروس والمحاضرات في الجامعات النسائية, في التشجيع على الزواج المبكر.
(7) حثّ رجال الأعمال على التبرع دعماً لتخفيف العبء على المقبلين على الزواج.

ولا يعني هذا عدم وجود بعض الإيجابيات للزواج من الأجنبية, لبعض الفئات من المجتمع, وتحت ظروف خاصة , قد لا تقبل المواطنة بهم ( كزواج الذي يعاني من بعض الأمـراض النفسية كالعته , والرهاب ,..) مع قبول الأجنبيات بوضعه رغبه منها في تحسين وضعها المادي, وزواج كبار السن الذين يحتاجون للرعاية, ورب العائلة صاحب الأطفال الفاقد لزوجته بالوفاة مثلاً.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط