اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/fozyah/13.htm?print_it=1

قـصـة مـوسى عليه السلام مع الخضـر

فوزية بنت محمد العقيل
‎@g_fawaed‏


بسم الله الرحمن الرحيم


قال الله تعالى :
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) .. سورة الكهف


الآثــار التـربـويـة للـقصـة :


1- فضيلة العلم والرحلة في طلبه وأنه أهم الأمور ، كما فعل موسى عليه السلام . السعدي

2- العجب بالعلم مكمن الخطر ، فعلى الإنسان ألاّ يعجب بعلمه أو يظنّ بنفسه وصول المنتهى ، ويظهر ذلك في معاتبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد أن سئل عن أعلم الناس فنسب ذلك إلى نفسه، وهو درس لمن وراءه، أن لا يرى في نفسه إعجاباً بعلمه أو فهمه أو تميزه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلاً حتى لو كثر. د. إكرام الزيد

3- من فوائد هذه القصة العظيمة : رد العلم إلى الله عز وجل ، فعندما يُسأل الإنسان عن شيء لا يعلمه أن يقول : لا أعلم ، الله أعلم .. ( ولا تقفُ ما ليس لك به علم ) ، وخطورة الجرأة على الفتوى ، فقد ورد التحذير في الكتاب والسنة من القول على الله بلا علم ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) . د. ناصر العمر

4- في القصة دليل على الهمة العالية والسعي الحثيث إلى العلم والعلماء ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ) ، وما يزال العلم بخير مادام طالبوه يطلبونه في مجالسه ويوقرون حامليه . د. عثمان قدري مكانسي

5- الحرص على التعلم محمدة مهما بلغ شأن الإنسان العلمي وشأنه المعرفي، وهذا هو نهج الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء، فالعلم ميراث النبوة، ورفعة الشأن وصلاح الأسس، حتى لو استغرق الأمر من الإنسان زمناً طويلا يسعى به لتحقيق مرامه، ونيل أهدافه ، ويظهر ذلك في قوله تعالى: ( أو أمضي حقبا ) . د. إكرام الزيد

6- يتجلى في هذه القصة العظيمة بيان قدر العلم والعلماء . د. ناصر العمر

7- أن النبي يجوز عليه الخطأ والنسيان ، وأنه لا ينكر إصابة الشيطان للأنبياء بما لا يقدح في النبوة لقوله : (نسيا حوتهما) وقوله : (وما أنسانيه إلا الشيطان) . محمد بن عبدالوهاب

8- أهمية التربية بالأحداث ، فقد أراد الله عز وجل أن يلقن موسى عليه السلام درساً عملياً، ولم يكن الاكتفاء بأنه عتب عليه أنه لم يرد العلم إليه لما قال موسى : أنا أعلم ، وإنما ليتعلم موسى عليه السلام عمليا ، والله يربي أنبياءه بالأحداث . محمد المنجد

9- جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر ( وقال لفتاه ) ، لكفاية المؤن وطلب الراحة . السعدي

10- التعبير بـ: {فتى} فيه تأديب للسان ، وعدم جرح المشاعر، قال القرطبي : ولما كان الخدم أكثر ما يكونون فتيانا قيل للخادم فتى على جهة حسن الأدب، وندبت الشريعة إلى ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يقل أحدكم : عبدي ولا أمتي ، وليقل فتاي وفتاتي » فهذا ندب إلى التواضع . عبدالله القرشي

11- أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه ، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين يريده ، فإنه أكمل من كتمه فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته وإتيان الأمر على بصيرة وإظهار الشوق لهذه العبادة الجليلة . السعدي

12- أن الله عز وجل يوفق الذي يخرج للطاعة ويعينه ، أكثر مما يوفق الذي يخرج لمصلحة نفسه، وذلك لما خرج موسى لطلب العلم فإنه لم يجد تعباً ولا نصباً حتى فقد الحوت ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) . محمد المنجد

13- ورد في القصة مؤهلات المعلم والمربي والمصلح : وهي العبودية ، الرحمة ، العلم ، فلا بد أن يكون مجتهدا في العبادة ، وأن يتحلى بمكارم الأخلاق والتي تمثلُ الرحمةُ لبابَها وأساسها ، وأن يكون على علمٍ . أحمد محمد الشرقاوي

14- أضاف الفعل إليهما في قوله : ( نسيا حوتهما ) مع أن الناسي هو الفتى وليس موسى ، ولكن القوم إذا كانوا في شأن واحد نسب فعل الواحد منهم أو القائل إلى الجميع ، ونسيان الحوت نسيان ذهول وليس نسيان ترك ، وهذا من حكمة الله عز وجل وهو علامة لموسى عليه السلام أنك متى فقدت الحوت فثّم الخضر .. والحوت قد اتخذ طريقه في البحر سربا ، والسرب هو السرداب أي أنه يشق الماء ولا يتلاءم عليه وهذا من آيات الله عز وجل ، وكذلك كونه ميتا ثم صار حيا . العلامة العثيمين

15- جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس من نصب أو جوع أو عطش ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) ، إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا . السعدي

16- الإنسان ضعيف على الرغم من جلده في كثير من أموره ، ولو كان من أولي العزم . وأول دليل على ذلك أنّ موسى عليه السلام أصر على لقاء الرجل ولو طوى الأرض في سبيل هذا الهدف ، لكنه إذ شعر بالجوع بعد السير الطويل واجتياز مكان اللقاء دون أن ينتبها إليه قال لفتاه : " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً " . د. عثمان قدري مكانسي

17- استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله وأكلهما جميعا ( آتنا غداءنا ) . السعدي

18- الإيمان بالبعث بعد الموت ، وأنه حق لا شك فيه ، ونستفيد هذا الدرس من قوله تعالى : { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } قال القرطبي رحمه الله : " وموضع العجب أن يكون الحوت قد مات فأُكل شقه الأيسر، ثم حي بعد ذلك !" .

19- طواعية الخادم لمخدومه ، وجواز الإخبار بالتعب ويلحق به الألم من مرض ونحوه ، إذا كان على غير سخط ، وفيه جواز طلب القوت والضيافة ( آتنا غداءنا ) . فتح الباري

20- قوله تعالى : ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا ) لا تعد من الشكوى . محمد بن عبدالوهاب

21- أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به ، وأن الموافق لأمر الله يعان مالا يعان غيره . السعدي

22- هذا من آيات الله عز وجل فقد سار موسى عليه السلام وفتاه قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا ، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر تعبا سريعا من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان . العلامة العثيمين

23- حسن الاعتذار لقوله : { فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } . محمد المنجد

24- إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين ( وما أنسانيه إلا الشيطان ) ، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره . السعدي

25- قوله تعالى : ( واتخذ سبيله في البحر عجبا ) محل العجب أن الماء سيال يمر به هذا الحوت ، ولم يتلاءم الماء عليه !. العلامة العثيمين

26- الاستفادة من الآخرين - ولو كانوا أقل شأناً - فموسى من أولي العزم، ولكنه استفاد من الخضر، وأن الإحاطة لا تكون إلا لله عز وجل ، قال الله تعالى : {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} (الإسراء:85)، { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } . محمد المنجد

27- بعض صفات المعلم الرباني :
أ‌- هو عبد من عباد الله تعالى ، والعبودية لله أعلى مراتب الإنسانية ، لأن صلة العبد بربه تسمو به، وتفتح له مغاليق الأمور ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل الصالح هو الخضر ، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء " هذا حديث صحيح غريب ، والفروة هنا وجه الأرض . ... قيل : إنه عبد صالح غير نبي ، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي ..
ب‌- " آتيناه رحمة من عندنا " قيل هي النبوة . وقيل النعمة أيضاً . فهو رحيم . والمعلم الرحيم بتلاميذه يعمل على تعليمهم برفق ويتقرب إليهم ، ويتحبب إليهم ليأنسوا إليه فيحبوه ويأخذوا عنه علمه .
ج- كان علم موسى عليه السلام بظواهر الأحكام ، وعلم الخضر معرفة بواطنها ، كما أن العلم اللدني من الله عز وجل مباشرة ، ليس لأحد من البشر فضل تعليمه . د. عثمان قدري مكانسي

28- استحباب الحرص على الازدياد من العلم والرحلة فيه ، ولقاء المشايخ وتجشم المشاق في ذلك ، والاستعانة في ذلك بالاتباع . فتح الباري

29- يتجلى فيها الأدب الجميل .. أدب المتعلم مع المعلم: ( على أن تعلّمني ). وفيه أيضاً فائدة لطيفة، فالمتعلم له أن يبيّن حاله التي سيكون عليها مع معلمه، لينال رضاه عليه، وإقباله لتعليمه. ورغم أنّ المتعلم هنا أرفع قدراً بحكم النبوة والرسالة ( باعتبار نبوة الخضر عليه السلام ) ، إلا أنه يقدم عرضاً للمعلم كي تطيب نفسه بصحبته بشيئين :
أ- (ستجدني إن شاء الله صابراً ) أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة .
ب- ( لا أعصي لك أمراً ) وفيه تمام الامتثال والطاعة . د. إكرام الزيد

30- الحرص على سؤال العلماء {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} . محمد المنجد

31- في تقديم الرحمة على العلم في قوله : ( آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) ما يدل على أهميتها للعالم والمتعلم ، فلا يعقل انتزاع الرحمة من قلوب أهل العلم ، ولقد رأينا ما ترتب على وصول العلم لمن عدموا الرحمة كيف أساؤوا إلى العلم وأساؤوا إلى من حولهم ؟!، بل كيف أساؤوا إلى البشرية حين وجهوا العلم لما يهدد خطرَ الإنسانية وأفسدوا بمخترعاتهم البر والبحر ولوَّثوا الأجواءَ والأجوافَ ؟!، كذلك رأينا كيف عَدم بعض المعلمين الرحمة حتى غدا التعليمُ تجارةً رابحةً لا رسالةً ساميةً ؟!. أحمد محمد الشرقاوي

32- البداءة بالأهم فالأهم ، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم ، والجمع بين الأمرين أكمل . السعدي

33- إذا انتُزعت الرحمة من قلوب بعضِ طلاب العلم ، أساؤوا إلى معلميهم ، ولربما تطاولوا عليهم !. أحمد محمد الشرقاوي

34- أن ذلك العبد وهو الخضر الذي لقياه ليس نبيا بل عبدا صالحا ؛ لأنه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته ، ولو كان نبيا لذكر ذلك ، وأما قوله (وما فعلته عن أمري ) فإنه لا يدل على أنه نبي ، وإنما يدل على الإلهام والتحديث ، كما لأم موسى والنحل . السعدي

35- العلم الذي يعلمه الله عز وجل لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده ، وعلم لدّنيّ يهبه الله لمن يمن عليه من عباده . السعدي

36- النصوص تدل على أن الخضر ليس برسول ولا نبي ، إنما هو عبد صالح أعطاه الله عز وجل كرامات ليبين أن موسى عليه السلام لا يحيط بكل شيء علما ، وأنه يفوته من العلم شيء كثير . العلامة العثيمين ... واختار الإمام ابن باز رحمه الله أنه نبي لقوله تعالى : (وما فعلته عن أمري) .

37- علم الخضر هو علم الغيب وليس علم نبوة ولكنه علم خاص ، حيث أطلعه الله على معلومات لا يطلع عليها البشر . العلامة العثيمين

38- التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب ، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكِبر الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ، فالذل للمعلم وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شيء للمتعلم . السعدي

39- تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه ، فموسى بلا شك أفضل من الخضر ، فعلى هذا لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرا في أحد العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه وإن لم يكن محدثا ولا فقيها . السعدي

40- أدب موسى مع الخضر وتواضعه مع أفضليته ! ، وفي هذا دليل أن على طالب العلم أن يتلطف مع شيخه وأستاذه ، وأن يعامله بالإكرام . العلامة العثيمين

41- كل إنسان أعطاه الله علما ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه هذا العلم ، لأن العلم الذي يؤخذ من الإنسان في حياته ينتفع به بعد وفاته ، كما ورد في حديث (أو علم ينتفع به ) صحيح مسلم . العلامة العثيمين

42- إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى ، والإقرار بها وشكره عليها ( مما علمت رشدا ) . السعدي

43- أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير ، وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارا أو ليس فيه فائدة . السعدي

44- أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم وحسن الثبات على ذلك أنه يفوته من العلم بحسب عدم صبره ( إنك لن تستطيع معي صبرا ) ، فمن لا صبر له لا يدرك العلم ، ومن استعمل الصبر ولازمه أدرك به كل أمر سعى إليه . السعدي

45- مهما علا كعبُ الإنسان في العلم، و ارتفعتْ درجتُه فيه إلا أنَّه سيظل هناك من هو أعلمُ منه ولو في بعض العلوم فإن الله تبارك وتعالى قال ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾[يوسف: 76]. فموسى عليه السلام على جلالة قدره لمَّا علم أنَّ على وجه الأرض من هو أعلم منه سَأَلَ الوصولَ إليه وخرج إليه وطلب لقاءه ليتعلم منه ( ذلك ما كنا نبغ ) . عبدالعظيم بدوي

46- على المعلم أن ينصح تلميذه غاية النصح، بتبيين حال العلم حتى لا يُدخله فيما لا يطيقه من العلم ( قَالَ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) ، مع تبيين السبب فيما يرده عنه أو يمنعه منه ، وذلك في تبيين الخضر لموسى عليهما السلام (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) . د. إكرام الزيد

47- أن السبب الكبير لحصول الصبر إحاطة الإنسان علما وخبرة بذلك الأمر الذي أُمر بالصبر عليه ، وإلا فالذي لا يدري غايته وثمرته ليس عنده سبب الصبر ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) . السعدي

48- الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء ، حتى يعرف ما يراد منه وما هو مقصود ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) . السعدي

49- تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة ( ستجدني إن شاء الله صابرا ) . السعدي

50- أن العزم على فعل الشيء ليس بمنزلة فعله ، فإن موسى قال : (ستجدني إن شاء الله صابرا) فوطّن نفسه على الصبر ولم يفعل . السعدي

51- أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها ( فلا تسألني عن شيء ) . السعدي

52- فيه توجيه من معلم لمن يتعلم منه ألا يتعجل في الرد على معلمه ، بل ينتظر حتى يحدث له بذلك ذكرا ، وهذا من آداب المتعلم ألا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر . العلامة العثيمين

53- العلم المطلوب الاستزادة منه ، منه ما يكون طلبه وتحصيله والاستزادة منه فرض عين وهو العلم الشرعي بأنواعه ، ومنه ما يكون طلبه وتحصيله والاستزادة منه فرض كفاية يجب وجوده في الأمة ، وهو كل ما تحتاج الأمة الإسلامية ويعطيها قوة ومكنة على استعمال هذا العلم فيما ينفع المسلمين والناس عموما . د. عبدالكريم زيدان

54- جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها ( حتى إذا ركبا في السفينة ) . السعدي

55- أن الشخصية المعروفة بالخير بين الناس، يعرف الناس له ذلك ولا يهملونه ، من الذي عرف للخضر ذلك ؟!، أن المساكين الذين في السفينة لما رأوا الخضر حملوه بغير أجرة، وقالوا عبد الله خضر فحملوهما بغير نولٍ، وبغير أجرة كما جاء في حديث البخاري . محمد المنجد

56- في قول موسى : {أخرقتها لتغرق أهلها} كمال شفقة موسى عليه السلام ، ونصحه للخلق ، فلم يقل : {لتغرقنا} فنسي نفسه ، في الحالة التي لا يلوي فيها أحد على أحد !. عبدالله القرشي

57- يجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه ، أليست قاعدة عظيمة من قوله تعالى : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) . د. إكرام الزيد

58- في قوله : (فانطلقا) الفاعل موسى والخضر ، وسكت عن الفتى ، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنه كان تابعا ، لكن لم يكن له تعلق بالمسألة ، فطوي ذكره . العلامة العثيمين

59- أن موسى كان شديدا قويا في ذات الله ، فهو أنكر على الخضر ، وبين أن فعله ستكون عاقبته الإغراق ، وزاده توبيخا بقوله : (لقد جئت شيئا إمرا) . العلامة العثيمين

60- الناسي غير مؤاخذ بنسيانه ( لا تؤاخذني بما نسيت ) ، لا في حق الله ولا في حق العباد . السعدي

61- أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم ، لا أن يكلفهم ما لا يطيقون لأنه مدعاة إلى النفور والسآمة . السعدي

62- للمعلم العتاب حين يخطئ تلميذه أو يجاوز (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لن تستطيعَ معيَ صبراً) ، وعلى المتعلم الاعتذار (قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) . د. إكرام الزيد

63- أن الإنسان ينسى ما سبق ، من شدة وقع ذلك في النفس . العلامة العثيمين

64- أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها ، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها ، فظاهر هذه الأمور أنها من المنكر ، وموسى عليه السلام لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر ، فاستعجل عليه السلام ، وبادر إلى الحكم ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار . السعدي

65- القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير ، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما ، فإن قتل الغلام شر ، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرا منه ، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من بقائه دون قتل وعصمته . السعدي

66- أن الغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب له السيئات فهو زكي ( نفسا زكية ) . العلامة العثيمين

67- الرضا بقضاء الله تعالى والصبر عند فقد الولد ، وتفويض الأمر لله . أحمد محمد الشرقاوي

68- عبارة ( لقد جئت شيئا نكرا ) أشد من الأولى ( لقد جئت شيئا إمرا ) ؛ لأن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل ، فلم تغرق السفينة ، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال . العلامة العثيمين

69- أن القتل من أكبر الذنوب، قال: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} وأن القتل قصاصاً ليس أمراً منكراً، بل هو عين العدل ولهذا قال تعالى: {بِغَيْرِ نَفْسٍ} . السعدي

70- شدة لوم الخضر لموسى ، لأنه قال له : (ألم أقل لك) ولم يقلها في الأولى ، يعني أن الخطاب ورد عليك ورودا لا خفاء فيه ، ومع ذلك خالفت . العلامة العثيمين

71- في قول موسى عليه السلام : ( فلا تصاحبني ) إشارة إلى أنه يرى أن الخضر أعلى منه منزلة وإلا لقال : (فلا أصاحبك) ! . العلامة العثيمين

72- القاعدة الكبيرة هي أن عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز ، ولو بلا إذن ، حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير ، كما في أفعال الخضر . السعدي

73- ما أبهمه الله فلا حاجة إلى أن نبحث عن تعيينه . فالقرية لم يعينها الله عز وجل ( أتيا أهل قرية ) . العلامة العثيمين

74- لا بأس بالسؤال في بعض الأحوال لقوله تعالى : (استطعما أهلها) . محمد بن عبدالوهاب

75- عدم الكرم نقص في الإيمان كما في الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) متفق عليه لقوله تعالى : ( فأبوا أن يضيفوهما ) . العلامة العثيمين

76- من لم يعطَ يتعزَ بهذه القضية ، وكم ممن هان على الناس وهو جليل عند الله، وقد قيل :
فإن رددتَّ فما في الرد منقصةٌ *** عليك قد رُدَّ موسى قبل والخضر . محمد بن عبدالوهاب

77- قوله تعالى : ( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه ) هل للجمادات إرادة ؟! ، القول الصحيح وهو الراجح أن للجمادات إرادة ، وكوننا لا نعلمها لا يمنع هذا ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ألم تكن الشجر والحجر تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ؟!، إذن فالقول أن قوله ( يريد ) مجاز قول ضعيف . د. ناصر العمر

78- في قول موسى عليه السلام للخضر : (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) أسلوب رقيق فيه عرض لطيف . العلامة العثيمين

79- على العلماء والدعاة وطلاب العلم أن يتعففوا عن أموال الناس وما في أيديهم وأن يكون عملهم لله عز وجل ، لذلك لما أقام الخضر الجدار لم يأخذ عليه أجرا ، فقد قال جميع الأنبياء ( لا أسألكم عليه أجرا ) . د. ناصر العمر

80- على الدعاة وطلاب العلم وغيرهم أن يدخلوا في باب الإحسان وباب البر وهو الآن باب واسع ، فأن يبذل الإنسان العلم لا شك أنه من أعظم الإحسان ولكنه لا يكفي ، بل عليه أن يبذل الإحسان بأنواعه ، لماذا الغرب مع كل أسف ينشئوا الجمعيات الكثيرة في العالم ، بينما تجد الجمعيات في بلاد المسلمين أقل بل وتحارب أحيانا ؟!. د. ناصر العمر

81- ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال حتى يعتبه ويعذر منه ( هذا فراق بيني وبينك ) . السعدي

82- وجوب رعاية اليتامى ، وحفظ حقوقهم {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ} . محمد المنجد

83- موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها ، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة . السعدي

84- أن العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ) . السعدي

85- أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة ، فأخبر الله أن هؤلاء لهم سفينة ( أما السفينة فكانت لمساكين ) . السعدي

86- استعمال حسن الأدب مع الله تعالى في الألفاظ ، فالخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه ( فأردتُ أن أعيبها ) . السعدي

87- الغالب أن الوالد يؤثّر على ولده ، ولكن قد يؤثر الولد على الوالد ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) . العلامة العثيمين

88- أن الله عز وجل أراد أن يتفضل عليهما بمن هو أزكى منه في الدين ، وأوصل في صلة الرحم ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ) ، ويؤخذ منه أنه يقتل الكافر خوفا من أن ينشر كفره في الناس . العلامة العثيمين

89- العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته ( وكان أبوهما صالحا ) . السعدي

90- أن المال قد يكون رحمة وإن كان مكنوزًا . محمد بن عبدالوهاب

91- صلاح الأب ممتد الأثر ودائم النفع ، إذ في الآية دعوة لأن يبدأ الآباء بتربية أنفسهم قبل تربية أبناءهم ، فستكون الثمار يانعة وباقية ، (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) حتى قال بعض المفسرين : أنه الأب السابع للغلامين . د. إكرام الزيد

92- خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها . السعدي

93- التدرج في العقوبة ، {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ} ، {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} ، {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} . محمد المنجد

94- استعمال الأدب مع الله في الألفاظ ، فالخضر أضاف الخير إلى الله ( فأراد ربك) . السعدي

95- ما فعله الخضر كان بإلهام من الله عليه السلام وتوفيق ، لأنه فوق ما يدركه العقل البشري . العلامة العثيمين

96- تعلم الأشياء الجديدة فيها شدة وكلفة على النفس ، وهي محسوبة على أحاسيس الإنسان ومشاعره ، كما حصل لموسى عليه السلام في دفع ثمن خطأ القول الذي قاله ، ولذلك لا يشترط أن يكون التعليم دائماً بسهولة ، فقد يتعلم الإنسان أحياناً أشياء ، ولكن على حساب أمور أخرى وصعوبات في نفسه ، ولهذا موسى عليه السلام فقد صحبة الخضر ( هذا فراق بيني وبينك ) . محمد المنجد

97- في ختام القصة منحى تربوي ، لما أرادا أن يفترقا لم يترك الخضر موسى يذهب دون أن يخبره بما فعل ، بل جلس معه وأخبره بكل ما حدث ؛ لأن النفس البشرية بطبعها تحب معرفة العلل ، فعلينا أن نعتني بأسئلة أبنائنا وطلابنا من صغرهم ، وأن نتحملها وبخاصة إذا كان فيها غموض لا أن نسكتهم وننهرهم ، لذا الخضر بين لموسى كل ما فعله ( أما السفينة ) ، ( وأما الغلام ) ، ( وأما الجدار ) ؛ حتى يذهب موسى عليه السلام وهو مقتنع ومطمئن ، فبيان العلل مهم للغاية وأسلوب تربوي ناجح . د. ناصر العمر

98- فرح الإنسان بكل علم جديد، وبكل شيخ يلقاه . محمد المنجد

99- فيه دليل على مراعاة التثليث في كثير من الأمور في الشرع ، فمثلاً: الاستئذان ثلاث مرات فإن أذن وإلا ترجع، الطلاق ثلاث مرات، تطلق وتذهب بيت أهلها، وهكذا الأسلوب الذي اتبعه موسى مع الخضر بالثلاث ، لكي يصبح الإنذار إعذارا في كل مرة، ولا بد من توضيح الخطأ بعد كل مرة، ولذلك لو أن المدرس مثلاً قال للطالب: إذا كررت خطأك سأطردك من الفصل، فقام الطالب وأخطأ وهو لا يدري، والمدرس سجل خطأ، والطالب أخطأ مرة ثانية وهو لا يدري أنه أخطأ، والمدرس سجل مرتين، والطالب أخطأ ولا يدري أنه أخطأ سجل عليه ثلاثا، فقال: اخرج من الفصل هذا غير صحيح، فالمفترض تربوياً أن يقال للطالب عند الخطأ لقد أخطأت وتحسب واحدة عن علم، ولذلك الخضر لم يترك موسى يعترض عليه، في الحالات الثلاث حتى قال له في الأخيرة: هذا فراق بيني وبينك، لا وإنما قال له: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً}، والمرة الثانية: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً}، كان يوضح له بعد كل مرة أنه أخطأ، إذن حتى يكون الإنذار إعذارا لا بد من توضيح الخطأ في كل مرة . محمد المنجد

100- هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح ليستدل العباد على ألطافه في أقضيته ، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا وهي صلاح دينه كما في قضية الغلام ، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة . السعدي

101- زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى : قبل أن يخبره بالأسباب أضاف للفعل تاء التعدية " تستطع " على وزن تفتعل ، وحين أخبره بها حذف التاء ؛ لأن المعنى انتهى " تسطع " على وزن تفعل . د. عثمان قدري مكانسي

102- ( أن الناس أعداء ما جهلوا ) فقد يرفضون الحق ، ويقفون موقف الأعداء ، لكن إذا وضح لهم الحق يستجيبون . محمد المنجد

103- أن الوعد على العمل الصالح ليس مختصًا بالآخرة، بل يدخل فيه أمور الدنيا حتى في الذرية بعد موت العامل . محمد بن عبدالوهاب

104- أن الخبر ليس كالمعاينة . محمد المنجد

105- الرد على منكري الأسباب ؛ لأنه سبحانه قادر على إنجاء السفينة وتثبيت أبوي الغلام وإخراج الكنز له بدون ما جرى . محمد بن عبدالوهاب

106- تواضع العالم ؛ لأن الخضر قال لموسى عليه السلام : [ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر]، كما جاء في القصة في صحيح البخاري . محمد المنجد

 

فوزية العقيل
  • مع القرآن
  • كتب وبحوث
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط