صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يأبى الناس في هذا الزمان إلا أن يجعلوا من الزواج هالة عظيمة

خيرية الحارثي

 
الزواج سنة من سنن الله في خلقه ،أسلوب أختاره الله لعباده لتستمر الحياة ، فقد وضع سبحانه نظام ملائم لعباده ليحفظ شرفهم ،ويصون كرامتهم ،وما أجل نعم الله علينا إذ ارتضى لنا كل خير ،وشرع لنا كل مباح ،وجعل من تلك الصلة سكناً للنفس ،واستقراراً للحياة والمعاش قال تعالى :( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتِِ لقومِِ يتفكرون )…ويأبى الناس في هذا الزمان إلا أن يجعلوا من الزواج هالة عظيمة ،وعبئاً ثقيلاً ، فيقيمون فيه الحفلات الفخمه ،ويحملون الزوج أعباء المهر وما يتبعه من فرش وأثاث وغير ذلك من تفاهات الدنيا ،حتى إذا أخذ زوجته ليعيشان سوياً عيشة منغصة من هذه المأساة التي أثقلت كاهله بركام الديون وخلفت هماً وقلة .

وتزيد سمات الموقف بروزاً عندما تتأملين حالك ،فإن كنت أماً للعروس :فأنت تجوبين الأسواق لشراء الفساتين والحلي ومايتبعها من أدوات لاحاجة بنا إلى نقلها فهي مستفيضة معروفة ثم إذا ماعدتِ إلى منزلك فأنت جثة هامدة فالأمر كما يبدو جدُ حافل واهتمامُ شاغل لهوُ .وزينة .وتفاخر ،فلابد أن يتحدث الجميع عن فستان العروس ،فرضاء الناس أمر بالغ الأهمية وبهذا استعلى غرور المتاع الزائل على القلب والفكر فأشغله عن ذكر الله.

وإن كنت أماً للعريس فحدث ولاحرج ،فيجب أن يحصل الأثاث على وسام الشرف ،فيصفق لك الجماهير ،ويشار إليك بالبنان…وتشترك أم الزوجة وأم الزوج في اللهاث وراء أعراض هذه الحياة الدنيا وحطامها ،بالتفاني في إقامة حفل الزفاف وما يلحق به من ترف ومبالغة في الإسراف،فيقام في أحد الفنادق الفخمة ،وتُنصب فيه الموائد الفاخرة ،وقد يتعدى الى المنكر من معازف وطرب ،وكأن التجرد من تلك العادات أمرُ شاق ،وتُختم هذه الجولة بمحق البركة ،فوالله إ نني أعرف في محيط أسرتي ممن أسرفوا لم يُكتب لهم التوفيق في حياتهم الزوجية

ومما لايدع مجالاً للشك فإن كثيراً من شبابنا يعزف عن الزواج خوفاً من الإضطلاع بتكاليفه . الزواج يا أختي أسمى من ذلك ،فاختيار الزوجة الصالحة ،واختيار الرجل التقي ،وتيسير الأمور في المهور وفي إقامة الحفلات ،يجعل الحياة هادئة ميسرة ،فتستكمل الحياة الزوجية قداستها ،وتثمر ثمراً حلواً في ظل التقوى والإيمان …نسأل الله أن يعيدنا إلى منهجه الذي ارتضاه لنا ،وأن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا ،وأن يهيئنا لما أمامنا ويرزقنا الإستعداد له ..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خيرية الحارثي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط