اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/lubna/42.htm?print_it=1

قضية تحتاج إلى حل ...

 لبنى شرف / الأردن

 
لا أحد ينكر أن هناك ظلم يقع على بعض النساء ، و أن هناك من لا تحيا حياة كريمة ، و لا تعامل معاملة تليق بالكرامة الإنسانية ، و تتعرض أحياناً للذل و الإهانة ، كتلك المرأة التي ذكر أحد الدعاة الأفاضل أنها كانت تعيش عند أخيها ، و هي غير متزوجة ، فركلها مرة بقدمه أمام زوجته ثم ضحك ، و كأنه قام بعمل بطولي ! ، يستعرض عضلاته على هذه المسكينة ، و ربما لو لقي العدو لكان أجبن الجبناء ! ..

سريع إلى ابن العم يلطم خدّه --- و ليس إلى داعي الندى بسريع !!

و لكن الله ابتلى هذا الأخ بعلة في رجله ، فقرر الأطباء بترها من الأعلى ، نفس الرجل التي ركل بها أخته .. فسبحان الجبار المنتقم !! .

هذا جعلني أفكر في حل لهؤلاء المستضعفات من النساء ، حتى يستطعن أن يعشن حياة كريمة ، تعينهن على الرقي و العطاء ، فخرجت بفكرة إنشاء وقف ، و هو عبارة عن سكن داخلي ، مزود بمرافق و أنشطة تثري الجوانب الفكرية و الاجتماعية و الجسدية و .. عند هؤلاء النساء ، و طبعاً ستكون الأمور منضبطة وفق القيود و الضوابط الشرعية .

بعد فترة خمدت الفكرة عندي ، ثم عادت و انتعشت مؤخراً عندما سمعت على الإذاعة امرأة تسأل إن كان يجوز لها أن تسكن في بيت لوحدها ، فهي غير متزوجة ، و والداها متوفَّيان ، و زوجات إخوانها لا يرغبن بوجودها في بيوتهن ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ! .

فهل يا ترى الفكرة التي فكرت فيها مناسبة ، أم أن هناك حل أفضل لتفريج كروب مثل هؤلاء النساء ؟ فهذه قضايا واقعية ، و إن كان وأد البنات الذي كان منتشراً في الجاهلية الأولى قد انتهى ، فقد عاد في الجاهلية الحديثة و لكن على شكل وأد معنوي ، وأد للإحساسات ، و قتل للطاقات ، و اغتصاب للحقوق ، الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة عندما جاء و استنقذها من عسف الجاهلية و تقاليدها الظالمة المهينة ، و حمى لها هذه الحقوق يتيمة كانت أم امرأة مستضعفة ، ثم جاءت الجاهلية الحديثة لتغتصبها منها مرة أخرى ، و حسبنا الله و نعم الوكيل !! .

هذا واقع لا يجدي فيه الإنكار ، فكيف نعالجه ؟ بهز الكتفين ؟ أم نتركه يعالج نفسه بنفسه ، حسب الظروف و المصادفات ، كما نفعل في كثير من القضايا ، و كما يفعل كثير ممن تأمل المرأة المستضعفة أن تجد عندهم الحل و النصرة ، و لكنها تعود خائبة الآمال ، و قد يمتلئ قلبها كرهاً و حقداً على هذا المجتمع الذي تعيش فيه ؟! .. فأين أنتم يا أصحاب النجدة و المروءات .. ؟! .

اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ، و لا إلى الناس فنضيع ، و نعوذ بك أن نذل في عزك ، أو نُضام في سلطانك ، أو نُضطهدُ و الأمر إليك .. اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .

لبنى شرف – الأردن .
 

لبنى شرف
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط