اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/mervat/113.htm?print_it=1

لماذا الرجل أكثر إلحادا من المرأة ؟؟!!

مرفت عبدالجبار
@Mjabbar11



" بتتبع للواقع الفكري المتمثل في الأطروحات الكتابية، لكثر من الشباب المتحولين للفكر الإلحادي يشير البحث أن نسبة إلحاد المرأة تعد قليلة جداً قياساً إلى نسبة إلحاد الرجل، وحول هذا التقصي: نتساءل عن سبب تفوق نسبة الإلحاد في صفوف الرجال أكثر من النساء في عالمنا العربي "؟؟ ما مستقبل هذه النسبة مع التغيرات العشوائية التي تعصف بالمجتمعات وبخاصة: مجتمعنا المحافظ.

يجيب الأستاذ نجيب الزامل الذي عارضنا الرأي الاستنتاجي لهذه النسبة قائلاً:
بناءاً على عدة دراسات أجريتها، وعلى نسب المتصلين التي تردني فأنا أرى أن نسبة الإلحاد في البنات أكثر, وأرجع ذلك لسبب كثرة المشكلات الاجتماعية التي تواجههن، ومنها تعامل الدعاة لدى شريحة الشباب ,ومنهن النساء اللاتي تثار لديهن بعض التساؤلات في واقعهن المعاصر، فيقابل هذا التساؤل: إما بتجاهلهن وعدم الرد على استفساراتهن، أو تجد بعض الفتيات التعامل السيئ من المعلمة ذات التوجه الديني أو الإعراض، وكل ذلك يولد لديهن شعورا بالغضب ونقمة على الدين , فينخرطن في اتجاه الإلحاد بخطوات واسعة.

لكن كلهن بحمد الله يعدن للحق بعد الحوار الجاد والاهتمام بما لديهن من إشكالات وعدم الاستخفاف بها مهما كانت تافهة، ويستثنى من هذه العودة من كان لديها تشكك وإشكال حقيقي يحتاج لجهود مضاعفة.

وبالنسبة لمستقبل الإلحاد في المجتمع رجح الزامل: أن العودة ستكون للدين والإيمان، حيث لا مفر من الإيمان والدين، والمستقبل للدين ولاشك.
وقال الأستاذ والباحث الأكاديمي المهتم بقضية الإلحاد عبدالله الشهري: لكي أكون في غاية الشفافية أي واقع يؤكد تفاوت هذه النسبة لصالح النساء:

كنت قبل سنتين أرى هذا الرأي ولكن وجدت نفسي أبني على تقديرات شخصية لا تلبث أن تتغير من سياق لآخر، لذلك أجدها فرصة مناسبة للحديث عن بعد آخر يمكن ملاحظته بشكل أكثر وضوحاً وهو طبيعة المرأة مقابل طبيعة الرجل إزاء مشكلة الإلحاد، لاحظت في الآونة الأخيرة أن المرأة المسلمة أشد مقاومة لداعي الإلحاد مقارنة بالرجل، ولا نستطيع أن نعيد هذا لعامل الوصول إلى المعلومة أو التعرض لها، فالكل اليوم يصل إلى موارد الإلحاد ويتعرض لها بسهولة فائقة، والذي يبدو لي أن تكوين المرأة وإن كان حساساً من ناحية عاطفية فإنه لا يعني بالضرورة أنه أكثر استعداداً للانجراف إلى الإلحاد، لأن ذات التكوين هذا عندما يُجابه بالسفسطات العقلية للملاحدة فإنه يتجاوزه ولا يتفاهم معه ,لأنه أقوى منه لاتصاله بالفطرة أكثر من اتصال الفكر بها.

نعم، تصلني اتصالات واستفسارات كثيرة لنساء يشكون من الإلحاد، ولكن التواصل بشأن إشكالات إلحادية شيء والوقوع فعلياً في براثن الشك والإلحاد شيء آخر غير هذا.

وبالتالي فالذي يحدث، على الأقل من وجهة نظري وتجربتي الشخصية المتواضعة، أن النساء أكثر معاناة في الخروج من دائرة الإيمان مقارنة بالرجل، بمعنى أنهن يعالجن عملية شاقة قبل الوصول إلى قرار الإلحاد.

هذه الموانع النفسية والاجتماعية في حق المرأة أكثر منها في حق الرجل، لا سيما في مجتمعنا، وبالتالي فالرجل إذا ما تعرض لنفس المؤثرات التي تتعرض لها المرأة، فهو أكثر استعداداً لمنح نفسه فرصة النظر فيما يطرح بين يديه، بمعنى أنه أكثر ميلاً لأن يُحدث نفسه بأن هذا الكلام أو ذاك قد يشتمل على صواب لا أعرفه، وهنا لا ينبغي أن ننسى تأثير السياق الحضاري والثقافي المهمين على العالم اليوم، لا سيما البُعد "الثوري" في هذا السياق، والذي هو أليق بطبيعة الرجال منه بطبيعة النساء.

أما المحور الثاني فكما ذكرت في الأول: لا أجد تناسباً مهنياً بين الحديث عن "نسبة" من جهة والحديث عن انطباعات مصدرها الواقع الشخصي للباحث، مع أني لا أنفي أن التقديرات الشخصية المتواترة لها حظ كبير في الاقتراب من الصواب.، وبالتالي فالحديث عن وضع الفتاة أو المرأة المستقبلي فيما يتعلق بهذه الظاهرة هو نفسه الحديث عن وضع الرجل.

فالكل منفتح على مصادر التلقي التي تبث هذه السموم بأشكالها وألوانها المختلفة، ولكن تظل المرأة المسلمة, لاعتبارات اجتماعية ونفسية محلية معينة، أكثر تأخراً في اتخاذ قرار الإلحاد من الرجل.
كما شاركت في الرأي: الباحثة الأكاديمية وهي ممن عنيت بقضية الإلحاد، أ.منال الفريح بقولها:

بداية: لا أستطيع الجزم بأن الرجال أكثر إلحاداً من النساء، وحسب الدراسات والإحصائيات فالنسب متفاوتة جدا، ومختلفة من بلد لآخر, كما أن بعض الإحصائيات تكون مكذوبة ومختلقة مما يصعب الأمر. لذلك لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال.

أرى أن الإلحاد في المجتمع العربي متفاوت الأسباب والأنواع، وبالطبع حين يزول السبب سيزول المُسبب!، وعليه يجب أن نتعامل مع الوضع بحكمة وروية، فبعض الملحدين يكون لديهم تساؤلات فقط ,وليسوا ملحدين في الحقيقة، وبالتالي الحل الأمثل يكون بإزالة الشبه والإجابة عن الأمور المشكلات، ولو جوبهت تلك الفئة بالتقريع والترويع مباشرة فإن النسبة ستزداد بالتأكيد.

كذلك الوضع بالنسبة للمرأة فأغلب إلحادهن قائم على الفهم الخاطئ للدين أو الظلم الواقع عليها من قبل الرجل، مما يجعل المرأة حانقة على ذلك الدين الذي يصورها-في نظرها- بأنها عبء ثقيل على المجتمع ويجب سترها ! وعندها ترغب بالتخلص من القيود المفروضة عليها دينياً فتلحد حتى تعيش بحرية كما يزعمن.

ولكن الحقيقة أن هناك خلطا بين الدين والعادات الاجتماعية من جهة، وتقصير من جانب النساء في فهم الدين من جهة أخرى.
وعليه فإن لم يُفصل بين الدين والعادات الاجتماعية، وإن لم تسع المرأة بنفسها لفهم الدين قبل أن تتهجم عليه، فإن النسبة قد تزداد مع الأيام المقبلة !

أما الباحثة نهلة التميمي فأكدت مقولة العقاد بأن الخيال يغري بالإلحاد ,وبما أن الدراسات تتجه إلى أن مساحة التخيل لدى المرأة أضيق فإن إلحادها سيكون أقل .
ولعل هذا ما يصادق على الواقع , فنسبة الشاعرات قليل قياسا بنسبة الرجال لظرف تكويني بحت , لا تتدخل فيه أي عوامل بيئية أو اجتماعية . فالخيال طاقة عشوائية وهادرة باتجاه الأعلى , حيث الغيب ,وحيث الإبداع والشك أيضا .


المصدر : موقع المثقف الجديد

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط