صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقفات وتوجيهات رمضانية مع د. حياة با أخضر

مرفت عبدالجبار

 
"شراب السعال جعلني أحدث موقفاً طريفاً في إحدى ليالي رمضان... موقف لا أنساه"
" بعض النساء يصلين التراويح في المساجد بل في الحرم ويتركن أطفالهن وأمهاتهن كبيرات السن في البيوت مع الخادمات "

مرفت عبدالجبار _ جدة

في دردشة رمضانية أفردت بها المدينة، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة/ حياة بنت سعيد باأخضر أستاذة العقيدة بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى، عن رمضان بشكل عام ونشاطها فيه وذكرياتها بشكل الخاص.

_ في أي سن بدأت الدكتورة الفاضلة الصيام؟

لا أتذكر بالضبط السن التي بدأت فيها الصيام، غير أني مازلت أحتفظ بذكريات أيام صيامي الأولى في المرحلة الابتدائية، وأن أمي الغالية - حفظها الله تعالى- كانت تقول لي ولتوأمي"شقيقتي" أميرة: صوما نصف يوم، وغداً نصف يوم، ثم أخيطهما على الماكينة فيصبحا يوماً واحداً، فكان هذا القول يعطينا تدريباً وتفاؤلاً بأننا نستطيع صيام يوم كامل، ولكني أعلم يقينا أن أمي أنجبتني وتوأمي الغالية أميرة في اليوم الرابع من رمضان قبل أذان المغرب بساعة تقريباً، وأنا كذلك رزقني الله بفاطمة أكبر أولادي في 8 شعبان، وكذا ابني عمر رزقني الله به في ليلة 25 شعبان لأفطر كل رمضان، وأتذكر أني دعوت الله بألاّ تلد مسلمة في رمضان أبداً؛ لأني شعرت بالغربة في رمضان، فأنا مفطرة والكل صائم، ثم شعرت بالمشقة كوني مرضعاً وصائمة قضاء شهراً كاملاً.

_ هل هناك فرق بين صيام الماضي والحاضر، من ناحية الروحانية، والعادات، وفقه الصيام، أم لازالت كما هي؟!

رمضان في الماضي يمتاز بالحميمية والصلة الوثيقة بين الجميع جيراناً وأقارب، كما أن مغريات الدنيا وملهياتها لم تكن موجودة كما هي، لكن فقه الصيام وانتشار العلم الشرعي الصحيح والإقبال على العبادات في جميع المراحل العمرية والحرص على أداء العمرة، كل ذلك لم يكن معروفاً كما هو الحال عليه الآن، وبالمقابل رمضان الحاضر يمتاز بكثرة الإقبال على الطاعات من جميع المراحل العمرية، وبخاصة أداء العمرة وصلاة التراويح والدروس العلمية والفتاوى المذاعة بكل الوسائل، لكن المغريات والملهيات كثيرة العدد والعدة، كما فُقدت الكثير من مظاهر التواصل.
_ أين تفضلين أن تصلي التراويح ولماذا؟!
أفضل صلاة التراويح في بيتي وذلك للآتي:
_الإشراف المباشر بنفسي على أولادي، فالحمد لله أن الله تعالى الحكيم الخبير لم يوجب على النساء صلاة الجماعة، وأتعجب لحال الكثيرات ممن يوجبن على أنفسهن صلاة التراويح في المساجد بل في الحرم، ويتركن أطفالهن وأمهاتهن كبيرات السن في البيوت مع الخادمات أو مع أهلهن أو أهل أزواجهن، وهن يعلمن أنهم لا يوافقونهن في أساليب التربية، فأيهما الواجب؟
_ما ورد في فضل صلاة المرأة في بيتها مما هو معلوم بالضرورة.
_الازدحام الشديد في الحرم بل في بعض المساجد؛ مما يفقد المصلية الخشوع ويعرضها لمزاحمة الرجال.
_ موقف طريف حصل لكِ أو مع أبنائك أثناء الصيام؟!
في إحدى ليالي رمضان وكنت في المرحلة الجامعية انتابتني نوبة سعال شديدة، فأعطتني الغالية أمي دواء له، وبدهي كل شراب للسعال فيه مسكن منوم؛ لذا نمت نوما عميقا ولم أستيقظ لصلاة الفجر، ولما صحوت لبعض شأني وكل أهلي نياماً، وكان والدي الحبيب حيا - رحمه الله - بدأت أسأل نفسي هناك أمر هام جداً ينقصني ما هو؟ فقلت: صلاة الفجر، وبغضب وحزن وألم نظرت لساعتي فرأيتها تشير إلى الثالثة إلا ربعاً مما يعني قرب دخول صلاة العصر، فتوضأت وقضيت الفجر وصليت الظهر بسنتيه القبلية والبعدية، وأيقظت أختيّ، ولا زلت أتذكر سلوى أختي وهي تصلي كأنها نائمة، ثم استيقظت أمي على صوت حركتنا فسألتني عن سبب ذلك، فأخبرتها أن العصر سيؤذن بعد قليل، فقالت بخوف: ماذا العصر ولم نصل بعد، والفطور كيف أجهزه؟ وذهبت مسرعة لوالدي: سعيد، قم الحمد لله ربي سخر لنا حياة لتوقظنا، فالعصر اقترب، فهب مذعورا: العصر؟! ونظر للساعة: الآن الساعة العاشرة صباحاً، انظري، وفعلا كانت الساعة العاشرة، فماذا حدث؟ لما غضبت وحزنت لفوات صلاة الفجر نظرت لساعتي بطريقة خاطئة، فقد كانت التاسعة والربع، ولكني رأيتها الثالثة إلا ربعاً وعدت للنوم، ولما أيقظتنا الغالية أمي لصلاة الظهر صليت وأيقظت أختي سلوى، فردت علي: (خلاص صليت الظهر، فضحكت قائلة: تلك صلاة الضحى، فقالت: من أجل ذلك كنت أصلي وأنا شبه نائمة، فقد نمت بعد الفجر. فقالت أمي: توبة بعد ذلك أترك حياة بلا صلاة الفجر، فقد أحدثت ربكة لنا جميعا. ومن دلالات هذا الموقف أن من هداه الله للمداومة على الصلاة لا يمكن أن يتركها أو يهملها أبدا، وهذا درس لكل الآباء والأمهات.
- موقف لا تنسينه في رمضان؟!
كنت في المرحلة الإعدادية في رمضان الذي احترق فيه فخذ أمي، فقد كان الزيت حارا جدا، وبعد انتهائها من القلي خافت على أخي ياسر لما اقترب منه وكان صغيرا وقتها، فانسكب عليها الزيت، وهنا عشنا نشاهد بأعيننا حنان والدي - رحمه الله- على أمي ورعاية عمتي - رحمها الله- التي تعيش معنا ووفاء الجيران.

_ما الذي يثير حزنك في رمضان؟

مظاهر التناقض في حياة المسلمين، على الرغم من أن الإسلام دين الانسجام والتكامل، فنرى من يصومون عن المباح وهو الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان ليباشروا الحرام نهاراً ومساء بمشاهدته وقوله وسماعه، وبارتداء ما يخالف شرع الله في الحجاب والملابس وقصات الشعر، وهم مع ذلك يحرصون على صلاة التراويح كما يثير الألم مناظر الصائمين تؤم المطاعم المختلطة أو شبه المختلطة لتفطر فيها، وهي ما يطلق عليه "خيام رمضانية"، والتسكع وقتل الأعمار في الأسواق والزيارات الطويلة، والتفاخر في أصناف الطعام.

_موقف لإحدى طالباتك من معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها في رمضان وأثر فيك؟

ابنتي" هاجر تشيهو ماكيهارا" وهي الطالبة الوحيدة من اليابان والمسلمة الوحيدة في مدينتها "كوفكا "، فأختها الوحيدة تنصرت، ووالداها مازالا على البوذية، تصوروا معي مسلمة وحيدة في مدينة بأكملها، تصوم بمفردها، وتصلي بمفردها، وتلتزم بالحجاب الكامل من رأسها إلى أخمص قدميها، وتتعلم الإسلام بمفردها، فماذا يمنع المسلمين نساء ورجالا في الدول الإسلامية وفي بلادي من التمسك بالإسلام؟
_ما الأنشطة التي تقوم بها الدكتورة في رمضان وأخرى تحرص على متابعتها؟!
لو لاحظنا رمضان لوجدناه شهرا مرتبا بذاته؛ لذا أحرص كغيري على شراء مستلزمات العيد منذ شهري رجب وشعبان، كما أحرص فيه على التواصل السريع والمختصر حفاظاً على وقته الثمين، والحمد لله نؤدي التراويح والتهجد جميعاً بمنزلنا، وأتدبر ما تيسر من القرآن، أما إقامة المحاضرات فلا يتسع وقتي لها في رمضان، وأستعيض عن ذلك بالكتابة في المواقع والصحف؛ لذا أحرص في أواخر شعبان على إقامة درس خاص بالعمرة الصحيحة للجهل بها عند الكثيرات مع الدروس التي كنا نقيمها للطالبات في المعهد لما كانت الدراسة في رمضان، وأما ما أحرص على متابعته فهو برامج قناة المجد، كبرنامج البينات، وبرامج الشيخ الطريري، والمحاضرات العلمية، وتصحيح التلاوة. مع متابعة أولادي في القرآن وتنظيم وقتهم، وهذا جهاد عظيم.

_ كيف توفق المرأة المسلمة بين واجبات منزلها وعباداتها في رمضان وصلة رحمها؟!

المسلمة دائما وفي كل حياتها عليها أن تكون متوازنة، ولتعلم يقينا أن قيامها بشؤون بيتها هو عبادة عظيمة تعادل جهاد الرجال وحضورهم الجمع والجماعات، كما بشرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن عباداتها تزيدها بركة وأنساً وقوة بدنية وروحية، وصلة الرحم تزيدها بركة وألفة، لكن بشرط عدم الإفراط في الزيارات بدعوى الصلة، فهناك من تحرص على زيارة جميع أقاربها لكل أسرة يوم تجلس فيه وقتا طويلا، إضافة إلى إقامة الولائم المتعددة، والحل ميسور فبإمكان المسلمة القيام بعدة زيارات مختصرة في يوم واحد، أما الولائم فلتحرص على جعلها وليمة واحدة تجمع الأقارب. ويمكنها الحصول على أجر التفطير عبر تفقد الأسر المحتاجة المتعففة، وهي كثيرة جداً في ظل الغلاء الفاحش.

_ماذا تعني لكِ هذه الأمور؟!

التراويح؟ الوقوف بين يدي الله بحب.
أفضل أكلة؟ كل طعام حلال في صحة وراحة بال هو ألذ أكلة.
التهنئة بالجوال؟ نعمة لنصل للجميع.
الإجازة في رمضان؟ نعمة لمن يوفقه الله لاغتنامها بالطاعات.
ختم القرآن في رمضان؟ سهل لمن سهله الله له وعزم بقوة على ذلك.
الإعلام المضاد في رمضان؟ موائد شياطين الجن والإنس للراغبين في تناولها
بيت العائلة في رمضان؟ القلب الذي يحتوي الجميع فعلينا بالرفق به.



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط