اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/mervat/51.htm?print_it=1

تطوع "الفتيات"... أجرٌ دائم وتوظيف مثمر لقدرات ومواهب دفينة

مرفت عبدالجبار

 
"داعيات يرسّخن أهمية العمل التطوعي للفتيات"
تطوع "الفتيات"... أجرٌ دائم وتوظيف مثمر لقدرات ومواهب دفينة

مرفت عبدالجبار – جدة

العمل التطوعي ظاهرة لافتة ومنتشرة في أوساط الفتيات، في العديد من المحافل والأنشطة الدعوية والخيرية والاجتماعية، حيث يرى الناظر الكثير من المتطوعات السباقات في هذا الميدان، يقدمن عليه بكل جد ونشاط، ويزداد هذا النشاط في مواسم الخير والعبادة. يا ترى ما سر إقبال الفتيات على العمل التطوعي؟ وما أهميته في حياة الفرد المسلم؟ وما فضائله وضوابطه وبعض الأمور المتعلقة به؟ تجيبنا عن ذلك كل من الأستاذتين الداعيتين، الدكتورة أميرة الصاعدي والدكتورة ابتسام القرني عضوتا هيئة التدريس بجامعة أم القرى، بكلية الدعوة وأصول الدين.

المفهوم والدافع


بداية تقول الدكتورة أميرة الصاعدى وهي تتناول مفهوم العمل التطوعي والدافع إليه: "التطوع، هو بذلٌ مالي أو عيني أو بدني أو فكري يقدمه المسلم عن رضا وقناعة بدافع من دينه بدون مقابل، بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعاً. والمسلم دافعه الأول من العمل التطوعي طلب الأجر من الله تعالى، فيقدم المسلم الخدمة لأخيه المسلم تطوعاً ويصبر على ذلك، بل قد يتطوع المسلم بتقديم الخدمة للحيوان طلباً للأجر من الله تعالى. وقد يطلق التطوع على ما يتنفل به المسلم من أعمال صالحة، زيادة على الفرائض والواجبات ويكون نفعها قاصرا عليه كالصلاة والصيام...إلخ، ولكن نقصد بالتطوع هنا ما يقدم من أعمال الخير التي نفعها متعدٍّ للآخرين بدون مقابل، ويدخل في هذا المعنى: التنفل والاحتساب والصدقة والبر والخير والإحسان والمعروف".

وعن مشروعية التطوع أضافت الصاعدي: "هناك عدة آيات دلت على مشروعية التطوع في الكتاب والسنة منها قوله تعالى: {...وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}(البقرة:158)، وقوله تعالى:{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(البقرة:148). كما أن للعمل التطوعي فضائل متعددة، منها: أنها تورث محبة ورضا الله تعالى للعبد، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)، أخرجه البخاري ومسلم. ويتحصل بها على الأجور الكثيرة والحسنات في الدنيا، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم ربنا آتنا فِي الدنيا حسنةً، وفِي الآخرة حسنةً، وقنا عذَاب النارِ)، والحسنة هي العمل الصالح، وفيه قضاء لحوائج الناس ومساعدة الآخرين، وهو من صور التكافل الاجتماعي؛ لأن فيه خدمة للضعفاء والمحتاجين، ورمزاً من رموز التعاون {...وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى...}(المائدة:2)، وفيه استيعاب لطاقات الفتيات، وشغل أوقات الفراغ لديهن، ومدعاة لحب العمل.

ضوابط العمل التطوعي


وحول ضوابط العمل التطوعي تحدد الدكتورة أميرة تلك الضوابط مشددة: "أي عمل تطوعي في أي مجال لابد له من شرطين أساسيين: إخلاص نية العمل لله تعالى، وموافقته لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن المقصود فيه ابتغاء الأجر من الله عز وجل. ومن ثم: التدريب على العمل وهو ضروري لنجاح أي عمل، وهو ما يسمى بالتمكن المهاري، والالتزام بالمسؤولية والانضباط في المواعيد وإتقان العمل: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، والتحلي بالأخلاق الحميدة، واستطاعة القيام بالعمل المراد التطوع فيه على الوجه الأكمل، والموازنة بين عمله الواجب وعمله التطوعي.

وعن سلبيات العمل التطوعي تشير إلى بعض سلبيات العمل التطوعي المنظم والتي حددتها بقولها: سيطرة الروتين الرسمي، وفقدان روح الإخلاص لله تعالى، وظهور روح التنافس في الظهور والسمعة بحيث يحل شيئاً فشيئاً محل العمل لله, حيث يؤدي ذلك إلى فساد النية، واللهاث والتنافس الشديد على كسب أموال المتبرعين، وسيطرة الاجتهادات الفردية والتعجل في تنفيذها، والمسارعة لأي جديد يخدم الهدف من العمل التطوعي، وإهدار أوقات كثير من الفتيات فيما لا ينفع.

وتدلي الدكتورة ابتسام القرني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين برأيها في هذا الموضوع وتقول: "العمل التطوعي طريق الفلاح وسبيل النجاح، والفتاة التي تشارك في الأعمال التطوعية فتاة عالية الهمة، تبذل جهدها ووقتها ومالها في الوصول إلى رضا الله تعالى؛ لأنها أدركت أن العمر ميدان العمل ومضمار سباق. فجعلته مطية السير، طلباً لرضا الله تعالى، وكم من ميت مازالت حسناته حية من بعده، بل إن بعض الناس يحصد من الحسنات بعد موته أضعاف ما أدركه في حياته؛ لأن عمله الصالح الذي قدمه في حياته سيستمر من بعده سنين طويلة، وكلما عمت مساحة الانتفاع زاد الأجر وعظم الثواب".

توسيع الدائرة للعمل التطوعي


وطالبت القرني بتوسيع دائرة العمل التطوعي بقولها: "المطلوب هو توسيع دائرة الأعمال التطوعية لتشمل جميع المجالات الدعوية والاجتماعية والإغاثية"، مضيفة عن مشاهدتها لواقع الفتيات وإقبالهن على العمل التطوعي: "بناتنا ولله الحمد نسائم دافئة تمتلك طاقات كامنة وقدرات خاملة، تحتاج إلى من يوظفها في مجال الخير".

وحول مشاهدتها لتلك المواقف التطوعية في أوساط الفتيات تقول: "من الفتيات:

• فتاة تنسخ أشرطة دعوية باللغة الأندونيسية والفلبينية وتقوم بتوزيعها.
• وفتاة تقوم بعمل أكلات خفيفة وترسلها للجيران مع كتب دعوية.
• وأخرى تلتحق بالمؤسسات الخيرية في إجازة الصيف وتساهم فيها بفعالية ودون مقابل.
• وهناك فتاة تعد الأكفان وما يخص غسل الموتى وتدفع بها للمغاسل الخيرية.
• وأخريات يصنعن المخلل والبهارات وأعمالاً يدوية ويبعنها، ليكفلن بها الأيتام".

نشر بملحق الرسالة الجمعة 26/12/1428هـ

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط