صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشخصية القيادية

نبيلة الوليدي


بناء جيل قيادي فعال كان وما يزال حلم يراود كل صاحب رسالة سامية ,وكل ذي همة عالية يطمح لاسترداد مجد الأمة الضائع.وبعيدا عن الجدلية القديمة (هل يولد القائد أم يصنع؟)
يسعى جميع طلاب المجد ورواد صناعة التغيير,كل على شاكلته لتحقيق هذا الحلم وصياغة طليعة من الرواد القياديين المؤثرين القادرين على استعادة زمام الأمور وقيادة البشرية على مدارج الهداية والنور.
وسنة النصر الخالدة تؤكد أنا لا ننصر بالكم بل بالكيف,وهذا ماتقرره العلوم الإدارية الحديثة في مجال القيادة حيث تؤكد الدراسات أن 2% فقط هم من يقودون أممهم نحو ذرى المجد وينهضون بمجتمعاتهم ويصنعون الحضارات ويحدثون التأثير على مدى التاريخ ,والبقية ليسوا سوى أتباعا ويكون تأثيرهم ثانوي ولكنهم يمثلون الوجه الأخر لعملة القيادة وبقدر ماتعطهم قيادتهم من احترام وتقدير بقدر مايعظم دورهم وتأثيرهم في مشروع النهضة الحضاري.

فالأصل أن لا يخلو زمان من الأفذاذ المتوقع منهم القيام بنهضة أممهم ولكن الإشكالية تكمن في غياب المحاضن التي تتبناهم وتصقل قدراتهم وتنمي مهاراتهم.
كان عمر ابن الخطاب الرجل الملهم يقول: أريد رجلا إذا كان أميرهم كان كأنه واحد منهم وإذا لم يكن أميرهم كان كأنه أميرهم !!

معادلة غابت عن أذهانا دهرا,والآن وبعد سنوات عديدة سعى فيها المربون والمصلحون بكل دأب وبجهد ومشقة لاستعادة مجد الأمة وبث روح الفداء والإيجابية في ابنائها ,وبعد العديد من المحاولات القائمة على التجربة والخطأ أدرك الكثير منا أن هناك أخطاءقاتلة في منهجيتنا لصناعة الشخصية القيادية منها:
عدم الاهتمام بتنمية المهارات القيادية لدى الأبناء وتغييب الروح القيادية في أوساط الأفراد وطمس معالمها
في ذواتهم ,ربما لأنه عند ذكر القيادة يذهب الذهن إلى معنى الزعامة وطلب الرياسة حيث يبدو أنا لم نسمو بذواتنا لنبلغ مرحلة متقدمة من الصدق والتجرد في حمل الرسالة ,ولم نستطع فهم القيادة والنظر إليها بصور جديدة كالإيجابية والمبادرة..

وتولد من هذا علل كثيرة منها:

*- غياب الإيجابية لدى الأفراد وانطفاء روح المبادرة فيهم,ذلك لأنهم تم برمجتهم ليكونوا فقط أتباعا وربما أتباعا من الدرجة العاشرة فانخفض سقف عطائهم وطموحهم بناء على النظرة السلبية لقياداتهم إليهم.
*-  عدم مراجعة مناهج ونظريات القيادة القديمة ,وتجديد برامج التدريب والتاهيل القيادي والأفادة من التقنيات الأدارية الحديثة في هذا المجال.
*-  عدم إتاحة الفرصة للشباب لاستلام مواقع قيادية عليا إما لأنهم فئة مهمشة أو مكبوتة او لأنهم لم يعدوا الإعداد اللازم لتسنم هذه المواقع,وأحيانا لتشبث القيادات الكهلة بمواقعها.
*-  انعدام أو ضعف المحاضن الصالحة لصناعة الشخصية القيادية بإخلاص وتجرد وفي أجواء إيمانية خالية من التعصب والتحزب .

والذي أراه وسط الحرب الشعواء التي تشن على المحاضن الدينية أن حلق تحفيظ القرآن الكريم هي المحضن المناسب كونها تمثل معقل التغيير الخالد ولا يمكن لأيد آثمة أن تطاله بسؤ فهي محفوظة بوعد الله أنه سيحفظ كتابه الكريم ,فالحلقات القرآنية هي خير محضن للتصحيح والعودة بالركب إلى الجادة ,وصناعة القادة وصياغة الشخصية القيادية على منهج الكتاب العزيزوروحه التي أحيت أول هذه الأمة ولسوف تحيي أخرها وذلك بتطوير مناهج الحلقات القرآنية بما يكفل إحياء روح المبادرة والإيجابية وبثها بين أنفاس الجيل حتى يصبح شعارهم (أنا لها, وإن كان من خير مأمول فأنا المسؤول)
إن الشباب الصاعد يعاني من جفاف روحي وخواء فكري وسطحية معرفية وهشاشة في العقيدة والانتماء ,وغياب لمعاني القيم والتي أضحى جلها عبارة عن شعارات جوفاء لا أثر لها في صناعة الحياة وصياغة الأهداف وتشكيل الرأي وتحرير الدافع.

وإن على القادة والمربون والمصلحون الوقوف وقفة جادة لإصلاح هذا الخلل العميق في شخصية الفرد المسلم, والذي ينشىء أحدهم بين أحضان أم جاهلة أو مهضومة الحق غير مقدرة من قبل أب مطحون بين سندان العيش ومطرقة القهر في مجتمع فقير متخلف ,ثم تتلقفه مؤسسات تعليمية يسودها الفساد وتغيب عنها القيم السامية ومباديء الحق والصدق والشجاعة إلا مارحم ربي وقليل ماهم.
فلا بد من إعطاء هذه القضية حقها من الإهتمام والسعي بكل جد ومثابرة وإرادة صلبة لتفعيل هذه المحاضن المتوفرة وبكثرة والمهملة بشكل يدعو للعجب!!
فبإمكاننا أن نلقن هذه الفئات مع الأيات القرآنية سمات القائد الفذ ورسم نهج القيادة وحفره في وجدانهم منذ الصغر ,وغرس معنى القيادة بمفهوم المبادرة والإيجابية في أذهانهم الطرية وقلوبهم النقية,واكتشاف المبدعين منهم واحتضانهم ليكونوا نواة لغرس صالح لعل الله أن يخرج هذه الأمة من تيهها والذي امتد حتى ضاقت بنا الأرض بما رحبت وتسائل المخلصون بصمت:متى نصر الله؟
ألا إن نصر الله قريب ,ورحمة الله قريب من المحسنين..
هذا والله من وراء القصد وهو الموفق لكل خير وفلاح


أختكم من تعز:نبيلة الوليدي

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
نبيلة الوليدي
  • مقالات دعوية
  • بحوث علمية
  • هندسة الحياة
  • سلسلة في العلاقة الزوجية
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط