صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







طعم السجود ...!

نورة عبدالعزيز الرشيد

 
عندما غابت الشمس، ورُفِع الأذان مدوياً.،.عبقتْ عباراتْ التوحيد، واستسلم الكون ،لوشاح الظلام،أسدل الليل ستاره ..انبعث صوت الإمام الشجي، من المسجد المجاور ،لمنزلي، كان يتلوا آيات من القرآن الكريم ،حتى وصل إلى الآية
(((بسم الله الرحمن الرحيم ))
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الحج(77)
آه ..عندما سمعت تلك الآية، أحسستُ ،بها ،تَهزُ كياني، وتخاطب وجداني، وتنفذ إلى أعماقي،تذكرت المصلين ،عندما يستمعون إلى آيات السجود ،ويسجدون بعد ما يكبر الإمام، ويسجد الجميع ،الجميع يسجد لله في خشوع وتذلل !..
أعادتني إلى لحظات ،روحانية عايشتها ..عندما كنت، أتذوق لذة الطاعة ،وحلاوة المناجاة في ليالي الصيام والقيام,لحظاتْ، هزت كياني، تذكرت ذلك الجامع، وتلك الوجوه النيرة ،التى يشع منها نور الإيمان، يا لها من لحظات رهيبة ،عندما يكبر الإمام ويسجد ..
ويسجد الجميع خلفه ،فنتمنى أن لا ينتهي الإمام من الصلاة ،ونحن خلفه ..!
نشعر بالسكينة والطمأنينة، وتغمرنا السعادة ،..أرواحُنا تُحلق وتسموا ..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء))
يالها من نعمة ،نعمة السجود ،والتذلل ،والأنطراح بين يدي الله..
فلم ،لا نستغل أيامنا، وصحتنا، ما دمنا قادرين! كم لها من لذة وراحة وسعادة، وكما قال الشاعر في السجود
تتمازج للروح الأفراح
تتلاشى كل الأتراح
تتجلى للقلب بعض مقامات القرب
فيصير عبير الأشواق شلال، عناق
ولكن تمضي الأيام، وننشغل بتوافه الأمور، وتلهينا المشاغل
لم بعد انتهاء الشهر المبارك ، يضعُف إيماننا؟
لم ،لا نشتاق للسجود ؟!
ويوم القيامة تكون أمنية كل البشر، أن يعودوا للدنيا، ويسجدوا لله سجدة
هل تلذذنا، بالسجود ،ما دمنا قادرين ؟
هل تذوقنا طعم السجود ؟!
إن القلب فيه، فقرٌ شديد ،لا يسده إلا الغنى بحب الله
وفيه حزن ،لا يذهبه إلا السرور، بمعرفة الله
وفيه وحشة، لا تزول إلا بالإنس بالله
فيا غيوم الغفلة .. تقشعي
ويا جوارح المتهجدين ،اسجدي لربك ،وأركعي
وبغير جنان الخلد لا تقنعي ، فطوبى لمن أجاب وأصاب اللهم لا تحرمنا ،لذة مناجاتك ،في سجدة بل في سجدات عديدة
لنغسل ما علق فينا، من آثام،ونطهر قلوباً ،غشاها الغمام
فلنطل السجود، لنغمس قلوبنا ،في بحر النور
وليعظم رصيدنا ،عند الله،فقد أتعبتنا هذه الدنيا الحقيرة ،وما فيها ،وليس فيها ألذ ،من مناجاة الله، وتلاوة آيات ،من كتابه عز وجل


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

نورة الرشيد

  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط