اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omabdulrahmaan/62.htm?print_it=1

استشارة: أعبد الله ليصلح لي أخلاقي وطباعي

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
@AmatulRahmaan


سؤال:
لو سمحت أمنا أنا يادوب بعافر عشان ألتزم والصراحة لدي أخلاق وطباع سيئة وتقصير في صلة الأرحام وكثير،ونفسي وفكري وعقلي مشتت.أنا في مرحلة مقاومة الآن،فأرتأيت أن أدخل على الله من باب العبادة والذكر والأجتهاد فيهم كما السلف من حيث الكم ووفقت ويسر لي الأمر,,فهل يصلحني الله بهم!؟وتتحسن أخلاقي ويتحسن قلبي!

الجواب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: (والعبادات التي شرعت في الإسلام واعتبرت أركانا في الإيمان به ليست طقوسا مبهمة ...وحركات لا معنى لها،
كلا فالفرائض التي ألزم الإسلام بها كل منتسب إليه، هي تمارين متكررة لتعويد المرء بأن يحيا بأخلاق صحيحة، وأن يظل مستمسكا بهذه الأخلاق مهما تغيرت أمامه الظروف).
وبفضل الله قد بدأتِ بالطريق الصحيح لتهذيب نفسك وجبر قصرها، بشرط أن تؤدي العبادات على أكمل وجه

أمثلة على ذلك:
- أما الصلاة
يقول الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)
فينبغي أن تضعي ذلك دوما نصب عينيك، وتردديه على نفسك من باب التذكرة ليكون رادع لكِ عن أي فحشاء أو منكر من باب استشعار مراقبة الله عز وجل.
وقد روى أن إمرأة كانت تقيم الليل وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي في النار)
فادعي الله دوما في صلاتك بطيب اللسان واجتهدي في حسن الكلام

- وأما الصيام:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
ويقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) فالصيام نتيجته هي تقوى الله عز وجل إن قمتِ به بالشكل المطلوب
كما أن في الصيام توجيه لكيفية تهذيب النفس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم).

-أما الزكاة والصدقة:
فهي تدريب وتهذيب للنفس لتتعود على الشعور بالناس والسعي لقضاء حوائجهم والبعد عن البخل والشح، يقول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة: من الآية103) .

وغيرها الكثير

أهم شيء لابد أن تضعيه بعين الاعتبار، أنك لن تتغيري بين يوم وليلة، فطباعك تكونت لديك على مر السنوات وتحتاج لشهور وربما عام او اكثر حتى يتغير تفكيرك وسلوكك وطباعك وأخلاقك
وسيمر عليك الكثير من المواقف التي قد تُحبطك وتظني أنك لا تتغيري وهذا غير صحيح، فالتغيير يحدث وهذه المواقف هي تقييم لك عن نسبة التغيير
فقد تتغيري بالموقف الواحد بنسبة 1% ثم 5% ثم 10% وهكذا
فاستعيني بالله واصبري وصابري واجتهدي
واحرصي على التواجد بين صحبة صالحة من الأخوات ذات الطباع والخلق الحسن ليكونوا عونا لكِ على التغيير والتهذيب

وفقك الله وأعانك وجعلك ممن يرزقون ببيت في أعلى الجنة لحسن أخلاقهم

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
ابريل 2017

 

أم عبدالرحمن
  • مـقـالات
  • استشارات
  • همسات رمضانية
  • رفقًا بعقيدتي
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط