اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/10.htm?print_it=1

من فمه ندينه..!

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
..ليس عجباً أن نرى رجال العصابات قد تحولوا لساسة دولة غاصبة..لكن العجب أن نرى عجز الأمم على إنصاف الحق.. أن نرى المظلوم أصبح ظالماً والظالم مظلوماً..وأعجب من ذلك كله هو أن يأتي من يلقب أرييل شارون (برجل السلام )!!

ولد عام 1928م، بمعنى أنه تجاوز السبعين من عمره، حياة مديدة قضى معظمها دون مبالغة، أولاً في الإرهاب المنظم قبل أن يتمكن الكيان الصهيوني من احتلال أرض فلسطين، ومن ثم ضمن الإرهاب الدولي بعد احتلالها، مجرم حرب باعتراف كثير من المنظمات الإنسانية، وباعتراف غير رسمي لكثير منها،بل باعترافات أطلقها بنفسه، هذا هو (أرييل صموائيل شارون) رئيس حكومة الكيان الصهيوني الحالي...سيرة أراد لها صاحبها أن تسطر بدماء الأبرياء..
لقد بدأ عشق هذا الإرهابي للقتل.. في سنواته الأولى.. وعلى يد والد عرف بتباهيه بقتل الفلسطينيين العزل....
ويبدو أن الطفل (أرييل شارون) كان منذ طفولته المبكرة معجباً بأبيه أشد الإعجاب، ساعيا لكسب رضاه، هذا ما أكدته الأيام والأحداث المتوالية لميلاده..
حرص الأب الحاني على انضمام ابنه الغالي(أرييل) لعصابة (الهاغاناه)الصهيونية وهو ابن العاشرة ليتدرب وعلى أيدي أكثر رجال العصابات الصهيونية تخصصاً.
حدثت جريمته الأولى على حد علمنا عام 1943م، وهو ابن الخامسة عشر من عمره، وذلك بخطف الطفل الفلسطيني (عز الوهابي) ابن أحد المجاهدين، ثم قام بفصل رأسه عن جسده بواسطة سكينة حادة..
لم تكن عمليات الإبادة التي امتهنها (شارون) روتينية خالية من أية حماس، فقد وجد فيها من المتعة ما لا يجده في لهو الطفولة والشباب، هذا ما أكدته كلماته فقد كان يردد: (أشعر بالمتعة الحقيقية وأنا أرى دماء الفلسطينيين تسفك أمامي، فإذا أردنا أن نحيا فعلينا بقتل الفلسطينيين، وإذا أردنا أن نشرب الماء فعلينا أن نقتل كل العرب)

وإليكم ما هو أكثر من ذلك، إليكم تلذذه المطلق، وفخره المريض ألا متناهي بتعذيب الأبرياء، وإذلالهم حتى بعد أن تتحول أبدانهم إلى جثث هجرتها الأرواح..إليكم ما قال عن(قبية) التي قتل ورجاله خلالها ( 69) فلسطينياً : (كنت سعيداً عندما قتلت (6 ) أفراد من أسرة واحدة، فبعد أن حاصرتهم في منزلهم أطلقت النار عليهم الواحد تلو الآخر، وقبل أن أقتل بقية الأسرة، أمرت الأحياء بتقطيع أجساد القتلى.... ولكنهم رفضوا بإصرار..)
لا لم يتغير حاله بعد أن بلغ من العمر عتيا، لا لم يتغير هوسه بسفك الدماء وتعذيب الضعفاء.. بل زادت وحشيته أضعافا مضاعفة، وما نراه اليوم على شاشات التلفاز ليس إلا أقل القليل مما يسمح الكيان الصهيوني بتصويره، من باب (ذر التراب في العيون)..
جرائم شارون وجنده يرفضها الإنسان السوي على اختلاف ملته، ها هو صحفي أمريكي (شولدر مايثجوان)، صحفي ليس من أبناء جلدتنا، ولا ينتمي لملتنا، لم يحتمل ما رأته عيناه من جرائم (شارون) ورجاله فصرخ قائلاً: (لقد رأيت أشلاء ممزقة، والأيدي مقطوعة، والأرجل مبتورة، رأيت قلوب الأطفال مفتوحة بخناجر رجال شارون، لا يمكن أن يكون ذلك قتلاً لابد للإنسانية من البحث عن وصف أكبر من القتل..‍‍.)‍‍..

والغريب أن الشعب الإسرائيلي الذي عمد انتخابه رئيساً للوزراء على علم مسبق بمنهاجه الدموي، وهو بدوره لم يعمد يوماً على إخفاء، أو مداراة هوسه بقتل العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، وتشريد وترويع الأحياء منهم، حتى وهو على أبواب ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء.. ففي حوار أجراه معه الصحفي الأمريكي (جيفري جولدبرج) تحدث وبإسهاب عن سياسته..حديث لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال.. سنعمد إلى ذكر مقتطفات منه لطوله...
* لن أقسم القدس إطلاقاً إن بقاع نهر الأردن سوف تظل تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي..كما أني لن أزيل أي مستوطنة..
* إن السلام بين العرب وإسرائيل لا يمكن تحقيقه وأفضل أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن عدم الحرب..
* لا أتورع عن قتل أي عربي حتى في آخر الدنيا..
* إن قتل أي عربي أو فلسطيني هو واجب مقدس، ويجب أن يكون أعلى الواجبات وأقدسها لنا جميعاً دعونا نتكاتف لأداء هذا الواجب الذي لن أتخلى عنه أبداً ما دمت أتنفس..
* إن لدينا أسلحة جديدة ولدينا عقيدة قتالية كافية لأن نجعل كل دول المنطقة خاضعة لنا، ولا أتصور أن العرب لديهم عقيدة قتالية، هم يتحركون بعواطفهم وفاشلون في خططهم..
* امنحوني ثقتكم وسأحقق لكم ما تريدون وما أراه، وسأجعل هذا الحديث حقائق تتحدث عن نفسها على أرض الواقع..
* لماذا نعطي سيناء للمصريين؟ ولماذا لا نسيطر على أراض جديدة سواء في لبنان أو سوريا؟ لماذا لا نزحف إلى البحر الأحمر الذي يجب أن يكون تحت السيطرة الإسرائيلية..تعالوا إلى الفرات ودعونا نجاور تركيا.. هذه هي إسرائيل التي أعرفها وأتمنى أن أراها إذا ما صرت رئيساً لحكومة إسرائيل..
* يجب أن تكون رجلي في القاهرة مرة.. وفي دمشق مرة..وفي بيروت مرة..وفي عمان مرة.. وفي بغداد مرة..وفي كل هذه البلاد سأعمل على وضع بندقيتي.. ألا تحلموا مثلي بحدود إسرائيل الكبرى التي يجب أن تمتد بدون حدود؟
* .. سنضع أقدامنا على رؤوس العرب..
إرهابي النزعة والهدف.. إرهابي الهوى والنشأة شارون هذا..إرهابي أعلن باستحالة قبوله للسلام،.. والتوسع المطلق على حساب الدول المجاورة هدف أساسي لتحقيقه خرافة إسرائيل الكبرى،وأن قتله وشعبه للعرب أين كان أرضهم وعلى أي أرض هم سائرون واجب مقدس، بل أعظم الواجبات الدينية..وأن عقيدة شعبه القتالية تؤهلهم لذلك، عقيدة يفتقدها العرب العاطفيون الفاشلون في خططهم..
ليس عجبا ما نرى على أرض الواقع من سفك للدماء..وضياع للحقوق، ليس عجباً ما نراه ومن حصاره لرئيس منتخب، ومن وحشية يمكن أن نرجعها للعصور البدائية بل تلك العصور منها براء..ليس عجباً أن نرى رجال العصابات قد تحولوا لساسة دولة غاصبة..لكن العجب أن نرى عجز الأمم على إنصاف الحق.. أن نرى المظلوم أصبح ظالماً والظالم مظلوماً..وأعجب من ذلك كله هو أن يأتي من يلقب أرييل شارون (برجل السلام )!!

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط