اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/130.htm?print_it=1

لندعم هذه الإستراتيجية..

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
من منّا لم يسمع عن (قانون معاداة السامية) الذي أقره الرئيس الأمريكي جورج بوش، عام 2004 قبيل حملته الانتخابية الثانية التي فاز بها؟! ومن منا لم يسمع عن المكتب الذي أُنشئ في وزارة الخارجية الأمريكية لهذا الغرض، والذي كُلّف بإعداد تقرير سنوي يتعلق بالممارسات العالمية التي تُوصف -من وجهة نظر الصهيونية- بمعاداة السامية، وليُرفع كخطوة ثانية إلى الإدارة الأمريكية التي تقرر بدورها -وعلى ضوء ما جاء فيه- الإجراءات الرسمية للحدّ من أمثال هذه الممارسات؟! وبغض النظر عن كونها مستندة إلى حقائق أم لا، المهم عدم التعرض لكل ما هو ساميّ من وجهة نظرهم، وأعني هنا وقفهم لهذا التعريف على اليهود دون غيرهم من الأمم السامية.. فلا بأس لو تعرض ساميّ آخر لا يمتّ لليهود بصلة لأي اضطهاد ديني أو اجتماعي أو سياسي.. ولا بأس إن كان اضطهاداً عالمياً أو محلياً، فالمسلم والعربي مهدور الكرامة بالنسبة للإدارة الأمريكية الفعلية، فلم نر مؤخراً ما يدل على أنها تأخذ بعين الاعتبار مشاعر أكثر من مليار مسلم، وكل ما نتابعه في هذا الشأن تصريحات لا تساوي الحبر الذي تُكتب به..

ومنذ أيام تناقلت وسائل الإعلام خبراً مفاده أن أفراداً تابعين للاتحاد الأوروبي، والمركز الأوروبي لـ(مراقبة النزعات العنصرية وكراهية الأجانب) وبالتعاون مع (اللجنة اليهودية الأمريكية) في واشنطن، أعدوا وثيقة تم الاتفاق على أن تكون رسمية، تتعلق بتعريف الممارسات التي يمكن إدخالها تحت عنوان معاداة السامية، والتي تشمل بحسب ما رأى معدو الوثيقة كل التصريحات التي تنتقد الكيان الصهيوني، والدراسات التي تحوم حول نشاطهم العالمي والهادف لخدمة تطلّعاتهم ومصالحهم، أو عن امتلاكهم لأهم وسائل الإعلام العالمية، أو الإشارة إلى أن ولاء يهود العالم للكيان الصهيوني يكون عادة أكثر من ولائهم لأوطانهم، أو الحديث عن عنصرية هذا الكيان العنصري، إلى غير ذلك من الممارسات الدكتاتورية التي لا يمكن وصفها إلا بأنها تحدٍ آخر لحرية الرأي والتعبير، بل تحد آخر لمقاومة أي إجراء عنصري تعسفي .. وبالتالي فأصبح بحكم المحرم إجراء استطلاعات للرأي في أوروبا حول الممارسات العنصرية الإجرامية التي مارسها وما زال يمارسها الكيان الصهيوني في فلسطين..!!
لو كان هذا القانون صادر عن إدارة الكيان الصهيوني لكان بالإمكان استيعاب أسبابه، لكن أن يصدر من دول تفتخر بتعددها الأيدلوجي فهذا أمر غير مفهوم-على الأقل- بالنسبة لأناس لا يحبذون الكيل بمكيالين ..

على أي حال -وفي خضم هذا المعمعة العالمية- ظهر صوت مسلم عربي يجدر بنا مساندته ودعمه، فقد أعد (المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة)، والذي يتخذ من القاهرة مقراً له، في مقابل هذه التحركات العنصرية إستراتيجية دعت من خلالها(جامعة الدول العربية) إلى إصدار تقرير عربي سنوي عن معاناة العرب والمسلمين في العالم، هذه الإستراتيجية تمت مناقشتها مع (اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان)، كما دعت إلى تعاون الجامعة العربية مع المؤسسات الأوروبية التي تتبع سياسات متوازنة من العرب والمسلمين، وإلى دراسة تفعيل الأنظمة القانونية التي تتعلق بمعاداة العرب والمسلمين..
وأنا -وإن كنت أشد بيدي (على ضعفها) مع القائمين على هذه الإستراتيجية- أطالب العالم الإسلامي على اختلاف وجهات النظر تدعيم هذا التوجّه، وأطالب رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ودول العالم الإسلامي، والعالم الحر- تفعيل أهداف هذه الإستراتيجية، فقد يأتي يوم لا يُسمح للمسلم والعربي فيه إلا باستنشاق مقدار معين من الأوكسجين!! بدعوى أنه إجراء وقائي!!
لنفعل ذلك قبل أن يأتي علينا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط