اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/132.htm?print_it=1

المدينة الملعونة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
لماذا دوماً مدينة (أريحا) وليس غيرها من المدن الفلسطينية المحتلة التي تتمحور حولها أيّ مفاوضات للسلام من الجانب الصهيوني؟!
ألم تكن(أريحا) أول المدن التي أخضعت للحكم الذاتي الفلسطيني؟! ألم يتم ذلك بإصرار من جانب ذلك الكيان الصهيوني؟! ألم تكن آخر المدن التي احتلها هذا المحتل مجدداً؟! ثم ألم تكن أول المدن المطروحة في المفاوضات التي جرت مؤخراً وانتهت بالفشل كسابقتها؟!
إن الكيان الصهيوني لم يكن يوما متمسكاً بـ(أريحا) ولن يكون، السبب هو ما سأحاول تبيانه في هذه السطور..
لقد حُرّمت أريحا على بني إسرائيل بنص العهد القديم، فقد ذكر سفر يشوع الإصحاح السادس منه، دعوة "يشوع بن نون" على مدينة أريحا وعلى سكانها بقوله: "ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا. بِبِكره يؤسسها، وبصغيره ينصب أبوابها". إن هؤلاء يؤمنون أن كل من يقوم بإعادة بنائها ملعون، يفقد بِكره كما يفقد أبناءه، سواء كان من بني إسرائيل أم من غيرهم، فملعون كل من عزم الأمر على بنائها أو السكن فيها ..وبالتالي كانت النجاة منها بزعمهم غنيمة.
إنّ عهدهم القديم يؤكّد أن هذه اللعنة أصابت هذه المدينة وأهلها، ومن ينوي بناءها لكونها استعصت على بني إسرائيل إثر انتهاء فترة التيه ومحاولتهم الاستيلاء عليها، وإمعاناً في تأكيد هذه اللعنة نجد السّفر والإصحاح نفسه يذكر: (حرّموا - اقتلوا - كل ما في المدينة – أريحا- من رجل وامرأة، من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف).
لعلنا أدركنا مغزى وجود هذا الجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة دوماً داخل دائرة المفاوضات الصهيونية، فأريحا مدينة ملعونة يجدر الفرار منها.. وهكذا فعلوا!! فهي خالية تماماً من المستوطنات الصهيونية، بل هي خالية تماماً من اليهود، أما أهلها فملعونون، وعليه كان من الحكمة إسكان أعدائهم فيها.
أما القول إن أريحا القديمة والمقصودة بهذه اللعنة تبعد عن أريحا الحالية قرابة الميل فمردود، بدليل حديث أدلى به شمعون بيريز وفاجأ الصحفيين المتدينين الذين اجتمعوا في مكتبه لتلقى توجيهات حول المسيرة السياسية، فقد أخرج من جيبه سفر يشوع يقرأ منه المقاطع التي يلعن فيها يشوع بن نون أريحا والذي لعن من يبني أريحا، ويفقد بِكره حينما يضع أسسها، ويفقد أبناءه حينما يضع أبوابها، أضاف بيريز: يجب أن تدركوا أن أريحا محظورة حظراً تاماً على اليهود، وأنا لا أدري لماذا يقاتل المتديّنون من أجلها؟!
كلمات جاءت على لسان رجل سياسي صهيوني ذي صيت عند أهله..كلمات فيها الجواب الكافي فيما نحن بصدده ...

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط