صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل من دعوة توجه لهؤلاء؟

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
أتطلع بشغف إلى دور لـ(مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني) في توجيه الدعوة للعشرات من النساء الإعلاميات والقياديات والأكاديميات والمثقفات من خارج الحدود السعودية، وبهدف حضور الفعاليات التي يجريها عادة على أرضه


لقد آن الأوان للعمل الجاد في سبيل تغيير الفكرة العالمية المعممة حول المرأة السعودية، والتي لا يمكن أن ننكر أن الإعلام كان له دور واضح في تثبيتها سواء العالمي منه،أو حتى الداخلي الذي مارس دوره ببراعة في تثبيت صورة مشوهة ألحقت بنا كنساء سعوديات، إذ ما فتئ في هذا المجال يضخم جوانب مظلمة في مجتمعنا، تاركا مساحة شاسعة مضيئة نفخر بها كما تفخر بنا، رعيناها وحافظنا عليها كمجتمع على مدى سنوات، لقد أصبح بعضنا يمارس جلد الذات بعد أن كان يمارس عليه، ولا أدري هل استعذب الألم، أم أدمنه.

وأنا لا أطالب هنا بإغفال الإعلام المحلي لظلم وقع منا على غيرنا أو على أنفسنا، بل أطالب بالعدالة في الطرح، فلا يضخم ويصفق لكل ما من شأنه تشويه واقعنا، عامدا في الوقت نفسه إلى إغفال جوانب مشرفة ومشرقة في حياتنا، فمع الأسف كل ما يصل للإنسان المتواجد خارج حدود الوطن عن القطاع النسائي السعودي يستمد من الإعلام،فالإنسان الغربي أو الشرقي بل حتى الإنسان العربي يستمد معلوماته عنا من خلال القنوات الإعلامية المقروءة منها أو المرئية أو المسموعة.
إن المرأة السعودية التي تدرك تفوقها على كثير من نساء عربيات وغير عربيات، والتي تستقبل عادة الفكرة السائدة والسلبية عنها بابتسامة الواثقة من نفسها، المعتدة بتراثها الديني والوطني، والتي اعتادت أيضا استقبال ردود الفعل المتعجبة من قدراتها كامرأة سعودية، تطالب المؤسسات السعودية بالعمل على استضافة نساء فاعلات في أوطانهن سواء كن مواطنات لدول عربية أو غير عربية، إذ إنها تعتقد أن زيارة وفود نسائية سعودية لهذه الدولة أو لتلك، في مؤتمرات أو ندوات متخصصة، قد تترك أثرا إيجابيا في تحسين الفكرة السائدة عن مجتمعنا السعودي وعن ابنته المدللة، وقد تزيدها خبرة من خلال اطلاعها على تجارب الآخرين، بل وقد تمكنها من الوقوف على تميزها كمواطنة سعودية.

إلا أن المرأة السعودية تعتقد يقينا أن هذا الأثر الإيجابي لن يكون بنفس الفاعلية التي نتطلع إليها كمجتمع، والمتحققة بحول الله وقوته لو قمنا - نحن - بتنظيم مثل تلك المؤتمرات النسائية على أرض الوطن، ولو عملنا على توجيه دعوة لأمثال تلك النساء على اختلاف مواقعهن.
وحبذا لو توقفنا مليا عند تصريحات أطلقتها منذ قرابة العام " كارين هيوز " مبعوثة الرئيس الأمريكي " بوش " إلى الشرق الأوسط، بهدف تحسين صورة أمريكا إثر زيارتها للمملكة العربية السعودية حين قابلت نساء سعوديات كان منهن (500) طالبة جامعية من كلية دار الحكمة، فقد تحدثت عن الانطباع الذي تركته المرأة السعودية في نفسها فقالت: (إن الطالبات أثرن دهشتها وإنها تأثرت بصراحتهن وذكائهن وبشعورهن بأنهن جزء من المجتمع السعودي، حتى ولو لم يحظين بحق التصويت وقيادة السيارة) فقد بينت لها إحدى طالبات كلية الطب أن أولويات الطالبة السعودية تنصب على إكمالها لتعليمها الجامعي.

بل إن دراسة بريطانية وصلت إلي مؤخرا، خرجت بنتائج أضحكتني وأسعدتني في الوقت نفسه، ونشرت نتائجها في مجلة "فواصل " انتهت إلى أن المرأة السعودية ثالث أجمل نساء العالم، وجمالها هنا يرجع لروحها وعظيم خلقها، فهذه النتيجة جاءت اعتمادا على ما لمسوه من رقة وحياء وحنان تميز ابنتنا السعودية.
وأنا من خلال تلك المطالبة لا أعني إيقاف البعثات النسائية للخارج للمشاركة أو حضور المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والعالمية، بل أعني أن الأثر الإيجابي بانعقاد أمثالها على أرض الوطن سيترك خلفه أعظم الأثر في تغيير الفكرة النمطية عنا وعن مجتمعنا، فمن خلالها ستتمكن الوفود النسائية المقبلة علينا من الوقوف على حقيقة مغيبة عالميا عن المجتمع السعودي والمواطنة السعودية، وعن طريقة حياتها، وأبعاد فكرها، وطموحاتها، بل إن انعقاد مثل تلك الاجتماعات على أرض الوطن ونقل أخبارها عبر الإعلام سيؤدي ولو على مدى بعيد نسبيا إلى تغيير الفكرة السائدة مع الأسف عن نساء وبنات الوطن، وقد يقال إن " المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية" يقوم بهذه المهمة، إلا أن هذا المهرجان الوطني ومع إنجازاته، ليس قادرا وحده على تغيير هذه الأفكار المجحفة.

ومن هنا أتطلع بشغف إلى دور لـ (مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني) الذي أعتقد أن لديه من الإمكانيات والكوادر البشرية المتخصصة المتميزة - ولله الحمد -، والتي بإمكاننا كوطن تسخيرها لهذه الغاية، فمركز الحوار الوطني قادر على توجيه الدعوة للعشرات من النساء الإعلاميات والقياديات والأكاديميات والمثقفات من خارج الحدود السعودية، وبهدف حضور الفعاليات التي يجريها عادة على أرضه، بل قادر على أكثر من ذلك.
وجدير بالذكر أن هذه الفكرة استنبطتها من خلال مكالمة هاتفية تمت بيني وبين الأخت الفاضلة الدكتورة وفاء بنت محمود طيبة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، والمستشارة في مجلس الشورى، والتي كانت ضمن المشاركات في الحوار الوطني الذي اختتم فعالياته الخميس الماضي، فقد أشارت إلى أن وفدا إعلاميا يابانيا حضر إحدى فعاليات الحوار الوطني، غادرنا وقد غير فكرته حول المناهج التعليمية في السعودية، وعما يعمم من أنها تنمي الإرهاب، إلا أنها ذكرت أن الوفد الياباني لم يكن يشمل أياً من الإعلاميات، وبالتالي بادرت وعلى الفور بالاتصال بالسيدة الفاضلة الأستاذة وفاء بنت حمد التويجري، رئيسة القسم النسائي للحوار الوطني، والتي أبدت عظيم الاهتمام بالفكرة وأهدافها، وطالبت بتدوينها بخطاب يوجه للأمين العام، على وعد منها بتقديم كل المساندة لرؤيتها حتى تتحقق على الأرض، فهل ستوجه الدعوة لهؤلاء؟ سؤال أنتظر الإجابة عنه على أرض الواقع.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط