صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حرب العراق بداية النهاية... فاحذري يا أمتي...!

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
عشرون عاماً ونحن نيام يا أمتي... بل خمسون... بل أكثر من ذلك بكثير، وأمتي العربية تتناحر وتتحاسد وتتباغض...أَوَ لم يئن الأوان لأن نتحد فنكون كما أمرنا رسولنا الكريم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا

وقعت عيناي أخيراً على تقارير بدت لي خطيرة جداً، حملت في جوانبها ما يدعم إيماننا كشعوب عربية بفساد المبررات التي تطلقها الولايات المتحدة الأمريكية، حول إصرارها على توجيه آلاتها الحربية لتتمركز في الشرق الأوسط، بدعوى أنها لا تبغي من وراء ذلك إلا الحفاظ على الأمن الأمريكي، وتحرير الشعب العراقي من استبداد وظلم صدام حسين، مبررات لا أساس لها من الصحة، فساد تكاد جميع الأقطار الإسلامية والعربية تجمع عليه إلا اللمم...! تحرير العراق من ظلم واستبداد صدام حسين ونزع سلاحه المحظور، إن كان لديه حتى الآن سلاح، أم التسلط على خيرات العراق، وعلى عقول علمائه التي لا تقدر بثمن، على نفط عراقي ودت أمريكا لو أنها تستحم في آباره، أم لا هذا ولا ذاك... احتلال شامل كامل للعراق تمهيداً لتقسيمه وهو ما تبتغي وتسعى إليه أمريكا وحلفاؤها...
وحتى لا أتلقى اليوم أو غداً رسالة تتهمني بالتجني... سأشير لنصوص من مقال نشر كتقرير في مجلة (كيفونيم) ـ توجيهات ـ تصدرها (المنظمة الصهيونية العالمية) في القدس، عن الخطط الاستراتيجية، عام 1982م، أي قبل عشرين عاماً. تحدث مُعِدُّه...بل مُعِدُّوه بإسهاب عن خطط الصهيونية تجاه منطقة الشرق الأوسط، خطة تنحصر في مجملها على تفتيت دول المنطقة وتشتيت قوتها وإضعاف همة حكوماتها وشعوبها، ولا نستبعد أن يستنفذوا كل الوسائل لتحقيق ذلك، سواء تم ذلك بقوة الحرب أو نشر الفتن الداخلية أو إغراقها بالديون فهم ممن يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة المهم أن تستنفد ثرواتنا، الطبيعية والبشرية.

والبداية كانت العراق كما يبدو أما لماذا فهو ما سيجب عليه كاتب التقرير فقد قال فيه: (العراق ذلك البلد الغني بموارده النفطية، والذي تتنازعه الصراعات الداخلية يقع على خط المواجهة مع إسرائيل، ويعد تفكيكه أمرا مهما بالنسبة لإسرائيل، بل إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا، لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل).
لا تتنهد... واحمد الله اعتقاداً منك أن كاتب التقرير قد غض الطرف عن سوريا، فأطماعه تعدت الوعي إلى اللاوعي... هو يريدنا منزوعي الإرادة والسلاح نقتات الفتات على موائد اللئام، ويبدو أنه لم يقرأ تاريخ بني يعرب القديم والحديث الرافض لكل دخيل، حلم محال بعون الله سبحانه.
لقد عمد مُعِدُّو هذه الدراسة إلى تقسيم منطقتنا إلى دويلات صغيرة ضعيفة - لا تهش ولا تنش - على أن تختلف من حيث اتساعها وضيقها من جهة لأخرى، ولم يكتفوا بذلك بل أكرمونا بعبقريتهم في تحديدهم لهوية كل دويلة على حدة... وباختصار لم يتركوا لنا أو لغيرنا أي مجال للتأويل أو التسويف... فقد أكد التقرير ضرورة أن يكون تقسيم لبنان الدولة الصغيرة إلى خمس دويلات بمثابة نموذج لما سيحدث في العالم العربي بأسره...!
كما أن تقسيم سوريا والعراق إلى مناطق منفصلة على أساس عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية على المدى البعيد، والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين...!

ثم برر كاتبو هذا التقرير إمكانية تحقيق هذا التقسيم في دولة سوريا، يرجع في المقام الأول لطبيعة البناء العرقي لحالها، وبالتالي إمكانية تقسيمها لثلاث دويلات أمر ممكن، كأن تكون إحداها دولة شيعية على الساحل وأخرى سنية في منطقة حلب، أما الثالثة فدرزية في الجولان الخاضعة لنا...ـ حسب قول التقريرـ ولا بأس لو طمعت هي الأخرى باستقلال، لكن ذلك لن يتحقق بحال من الأحوال إلا إذا انضمت إلينا منطقتا حوران و شمال الأردن... وتحقيق هذا الهدف في متناول يدنا.
تقسيم عالمنا الإسلامي والعربي إلى دويلات صغيرة مشتتة ضعيفة، يتوازن مع قيام دولة الكيان الصهيوني باغتصابها لمزيد من أراضينا سعيا لتحقيق إسرائيل الكبرى، حلم لا يرد إلا في أحلامها.

أما الحال بين المسلمين والمسيحيين في مصر، التي لا نستبعد محاولة الكيان الصهيوني تغذيتها وإمدادها بالأدوات ليزداد اشتعالها، فلأنها تمهد له تحقيق حلمه كما ذكر التقرير المعني... في تقسيم مصر... إذ قرر أن تقسيمها ـ وهي التي وقعوا معها معاهدة سلام ـ إلى دويلات منفصلة جغرافيا هو هدفنا السياسي على الجهة الغربية خلال سنوات التسعينيات، أمة لا عهد لها ولا ميثاق.
بل أكد المقال أن القوة المركزية لمصر ستتلاشى، بمجرد تقسيم مصر لكيان قبطي في صعيد مصر، و كيانات أخرى ضعيفة إقليمية اقل أهمية، مؤكداً أن تقسيم مصر وتشتيت قوتها سيمهد بالضرورة لتقسيم دول عربية أخرى مثل ليبيا والسودان، وغيرهما من البلدان الأبعد والأقرب.
عبارات لم تكن محض خيال، ولم تصغ مفرداتها يمناي، ولا استنبطها عقلي من الأحداث، بل هي ما نشرته صحيفة صهيونية منذ عشرين عاماً.عشرون عاماً ونحن نيام يا أمتي...بل خمسون... بل أكثر من ذلك بكثير، وأمتي العربية تتناحر وتتحاسد وتتباغض...أَوَ لم يئن الأوان لأن نتحد فنكون كما أمرنا رسولنا الكريم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
حرب العراق بداية النهاية فاحذري يا أمتي...والله خير حافظ وعليه الاتكال.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط