اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/222.htm?print_it=1

مهرجاناتنا الدعوية

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
الذي لا أفهمه تلك الاتهامات التي تلقى الواحدة تلو الأخرى، بجهل تارة وبتعصب أعمى تارة أخرى، فأي خير يوضع على مائدة إسلامية يوصم من البعض بالشر المستطير، وأما الشر الذي يوضع على مائدة غير إسلامية ؛ فقد نجد من يدافع عنه على أنه من باب حرية الرأي أو من باب احترام حقوق الإنسان، وبالتالي لم يكن غريبا ذاك الموقف المعارض الذي أطلقه بعضهم ضد المخيمات الدعوية التي تدار عادة على أرض الوطن خلال الفصل الصيفي، والتي نالت رعاية وزارية من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، الحريصة على تدعيم رسالة الإسلام الوسطية، وعلى توعية شباب الوطن بالمخاطر التي قد تصادف مسيرة حياتهم، سواء منها الفكرية أو السلوكية.

والغريب أن من يقف بالمرصاد أمام تلك الأنشطة الموسمية لم يكلف خاطره النظر في سبب إقبال الشباب المنقطع النظير على أمثال تلك الأنشطة، ومن قبل فتيان عشقوا ارتداء الثياب الغربية، لم يكلف هؤلاء خاطرهم وكيف استقبل الشباب على اختلافهم، من قبل القائمين على تلك المخيمات،كيف استقبلوا من أدمن سماع الموسيقى الغربية وكيف جذبوا من كان على شفا حفرة من التعصب والغلو، لم يكلفوا خاطرهم النظر في طرق تعامل المشرفين عليها لروادها الصغار، وأحدهم لو فعل لوجد بين جوانب تلك المخيمات الدين والدنيا، الجد والمرح، ولوجد أنها قد تكون المتنفس الوحيد لكثير من الشباب، الذين يجدون فيها ما يتواءم مع تكوينهم وخصائصهم الدينية والاجتماعية.

إننا في فصل الصيف، فصل يفترض أن نرغب أبناءنا المتواجدين في الداخل بالسياحة الداخلية، ويفترض أن نبذل قصارى جهدنا لنجملها لهم، فالدول المجاورة تجعل من التسوق سبيلا لجذب السياح وتبالغ في إظهار محاسن مهرجاناتها، التي لا تهتم إلا بمواردها المالية، مهرجانات كهذه قد تقام على مدار السنة في بعض الدول المجاورة.

لقد امتزنا في المملكة العربية السعودية بخيار آخر، خيار جذب أبنائنا إلى الداخل، مهرجاناتنا الدعوية إن صحت تسمية مخيماتنا بالمهرجانات تجاوزا، فهي تقدم لروادها التوعية الدينية، تتطلع من خلالها لتوضيح واجباتنا كشعب تجاه ربنا وأسرنا ووطننا وإلى تحصيننا تجاه الفكر الإرهابي، توعي شباب هذه البلاد بأضرار المخدرات الصحية والوطنية، وبأضرار التدخين من خلال تنظيمها لمعارض صحية تتحدث بهذا الشأن، تقدم لهم المعلومة وطنية تراثية وثقافية، وحتى التسويق نال في هذه المخيمات العناية المناسبة، كما أن هذه المخيمات قدمت الكثير في أسلوب ترفيهي، وبالتالي وجدنا روادها الذين أقبلوا عليها يمضون بين جدرانها ساعات متتالية، والرائع فيها أن أبناءنا قد يتلقون فيها تلك المعلومات بصورة غير مباشرة، فتكون بهذا أكثر ثباتا وتأثيرا.

ويا ليت القائمين على هذه الأنشطة يوجهون الدعوة في يوم الافتتاح على الأقل لمن يشك من كتابنا ومفكرينا في نوايا القائمين على أمثال تلك المخيمات، لعله يقف عن قرب على نشاطها، ولعله يتحول بين ليلة وضحاها إلى مشجع لها داعما لنشاطها، فيرتفع صوته دفاعا عنها، ناصحا وموجها لما قد يراه مستحقا لنصحه وتوجيهه، فنصائح المخلصين تجد في قلوب المتلقين أرضا خصبة بإذن الله تعالى.

وأنا هنا آمل من تلك الأصوات المعارضة لوجود هذه المخيمات، مطالباتها بعقد مسابقات قبل نهاية الموسم الصيفي، مسابقات وطنية ثقافية ورياضية وحرفية، على أن تستقطب شباباً من رواد هذه المخيمات، وعلى أن تعقد ابتداء على مستوى المحافظات ثم المناطق، ثم على مستوى الوطن، كان الأمل أن تطالب تلك الأصوات بتبني الوزارة لهذا النوع من المسابقات البناءة، من خلال إجرائها لحفل نهائي ينقل عبر الأثير لكل الوطن، ويكون برعاية الوزير أو نائبه، ويكرم راعي كل من هذه المخيمات، وصاحب أفضل محاضرة ألقيت في كل منها وكذا والفائزون في مسابقات كل منها.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط