اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/23.htm?print_it=1

دعهم يفرقون... فلا ذنب لنا أو لغيرنا...!

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
إن عنصريتهم نابعة من صميم العقيدة الصهيونية وترتكز على مقولة أساسية منطقها: (إن الاندماج يُعَدُّ ضياعاً للشخصية اليهودية وبداية للزوال والقضاء على الدولة اليهودية) وبالتالي فرفضهم الاندماج مع الشعوب الأخرى كان وما زال مردُّه عقائديا ثم سياسيا... دعهم يُفَرِّقون.. فلا ذنب لنا أو لغيرنا).

لا أعلم ما الموقف المطلوب منا تجاه ادعاءات مضللة من أقلام دانت بالعنصرية، أقلام... مثل قلم بروفيسور (دان شيفطان) الأستاذ في جامعة حيفاً، صاحب كتاب (حتمية الفصل)، فكتاباته بشكل عام تهدف لتبرئة الظالم واتهام المظلوم، بل لعله يريد منها تعميم فكرة أن العرب قد جنوا عليه وعلى قومه...!
إذ نجده في إحدى مقالاته يتحدث عن استحالة عمليه السلام من الناحية العملية، فيقول: (إن الشراكة مع المحيط العربي تضاهي الصفر) ثم زعم أن العرب لم يتغيروا حتى بعد أن اعترفت إسرائيل - المحتلة - بمنظمة تحرير الفلسطينية، وقبولها بإرساء دولة فلسطين والانسحاب من هضبة الجولان وتقسيم القدس)..! ليقول بعدها: (إن الاستعداد للتسليم بـ(حق العودة) لن يحول نازيين - يعني العرب - حتى النخاع إلى شركاء ذوي مصداقية)...!
يا للعجب العجاب يظهر أننا الأمة صاحبة الحق المهدر، مغيبون تماما عن هذه التنازلات الصهيونية السخية! فعلى حد علمنا بذاك الكيان المحتل، أنه كلما قبلنا منه بأقل القليل، في سبيل التخفيف من المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، يكيل ساسة ذاك النظام الغاصب لنا الصاع بأضعاف مضاعفه...!

أما أسباب هذه الاستحالة فأرجعها الكاتب في المقام الأول والأخير، للعرب والفلسطينيين دون غيرهم، مبرئا ساحة الكيان الصهيوني من أي اتهام، وذلك في قوله: (إنه لا يمكن تفسير طوفان الكراهية والإحساس بالمؤامرة المستهجنة السائدة في التيار المركزي في العالم العربي فهي الجذور الضاربة عميقاً في المستوى الثقافي والحضاري، فالعرب يصفون اليهود كـأبناء القردة والخنازير، وعرضوهم كنازيين متعطشين للدم) ولم يكتف بذلك بل أضاف في سبيل تأكيده هذا التوجه قوله:(إن الصورة الشيطانية لليهود تحفر في وعي جيل عربي بكامله)..
إذا نحن العرب عنصريون وظلمة، ظلمنا بزعمه وزعم قومه (شعب الله المختار)، ظلماً مركَّباً استحال معه تنفيذ أية عمليه للسلام!
بل نجده بعد أن عرض للمشكلة الصهيونية من زاويته الضيقة، يتحدث على أن الحل يكمن في عملية - الفصل والانقطاع عن الفلسطينيين - أي بالجيتو الاختياري، وأكد أن على الكيان الصهيوني والقائمين عليه دعم هذا التوجه، محذرا من التأجيل في تطبيقه.
وحتى لا أترك لمشاعري العنان سأتوجه للاستدلال في ردي على الكاتب الصهيوني وأمثاله بأقوال لرجال الدين اليهودي، وأخرى لصهاينة يعدُّهم الكاتب من كبار قومه، وما كان اهتمامي بها إلا جراء ما تبعها من سياسات دعمت السياسة العنصرية لليهودية العالمية.

(دعنا نفرق) مصطلحاً سائداً في المجتمع اليهودي، يستخدم للدلالة على الفرق بين الجنس اليهودي والأجناس الأخرى (الجوييم)، فالجسد اليهودي باعتقادهم ذو نوعيه خاصة تختلف تماماً عن أجساد الأمم الأخرى، وقد شرح (الحاخام الكبير) أحد الحاخامات المقدسين هذه العقيدة فقال: (إن الجسد اليهودي تم اختياره (بواسطة الله)... فهو يبدو في ظاهره كما لو كان مشابهاً لأجساد غير اليهود...في المادة وفي الشكل الخارجي، وفي النوعية السطحية، لكن الفرق الخاص يكمن في القيمة الداخلية، هذا هو السبب في أن التلمود يقول إن (أجسادهم- أي الأمم الأخرى- لا احترام لها) كما أن هناك فرقاً كبيراً يتعلق بالأرواح فهناك نوعين متناقضين منها، الروح غير اليهودية تأتي من ثلاث دوائر شيطانية، والروح اليهودية التي تنبع من القداسة... فاليهودي لم يخلق كوسيلة لتحقيق غاية أخرى، إنما هو في حد ذاته غاية... في حين خلقت السماوات والأرض لليهود، بل إن كل الخلق لا قيمة له مقارنة مع اليهود، فاليهود هم الأهم على الإطلاق، لأن وجودهم لم يكن بهدف تحقيق غاية أخرى، فهم في حد ذاتهم غاية إلهية)!
كما أن لدى اليهود مفهوم غريب للعدالة والاستقامة، يفسرها الحاخام (أفنيري) فيقول: (بينما يطلب الله من الأمم الأخرى إطاعة قوانين العدالة والاستقامة البحتة، فإن هذه القوانين لا تنطبق على اليهود) هذا المفهوم الشاذ شرحه (إسرائيل شاحاك)، فبين أن رجال الدين اليهودي سمحوا لليهود بسرقة غيرهم في الأماكن التي تكون فيها الغلبة لهم، وحرموا عليهم سرقة الأغيار- غير اليهود - في الأماكن التي تكون فيها القوة لغيرهم.
إن عداء اليهود لا ينحصر بشعب معين بل بالعالم أجمع مسلمين ومسيحيين، هاكم ما قاله الحاخام (شلو مو مين هائار) في هذا الشأن: (العالم الإسلامي بأكمله عبارة عن مستودعات نقود خربة وحقيرة عالم عاجز عن فعل أي شيء، وكل المسيحيين بلا استثناء يكرهون اليهود ويتطلعون إلى موتهم) بل إن منهم من اعتبر قتل طفل الانتفاضة ليس مباحاً، بل أمرا إلزاميا واجباً !

ثم يأتي بروفيسور ( دان شيفطان) ليقول إنه لم يتمكن من تفسير طوفان الكراهية السائدة في العالم العربي تجاه قومه...! بل يتمادى في غيه فيتهمنا بتزوير الحقائق في تصويرنا لصورة اليهود بالشيطانية، نعم إن كان للشيطان على هذه الأرض صورة فلن تكون لغيركم.
أَوَ لستم عن طريق التربية العنصرية تعمدون لغرس الحقد... والكراهية والتعصب العنصري، ورفض التعايش مع الآخرين، في وجدان الطفل اليهودي، أَوَ لستم تستخدمون كل الوسائل لتحقيق هذه الغايات، حتى اللهو منها، أَوَ ليست لعبة(العربي المشنوق) مألوفة عندكم وعند أطفالكم...؟
أما فلسفة الدمج التي انتهى إليها الكاتب، فلم تكن بسبب كرهنا لهم كما زعم، بل بسبب فوقيتهم وتعاليمهم السخيفة، وعلى من ؟ على أمم هي أشرف وأعز منهم، بعون الله القدير، إن سياسة الفصل كانت وما زالت لصيقة بالشعب اليهودي، يشهد بذلك الماضي والحاضر، مجبرين كانوا أم مخيرين، ففي كل أحوالهم لم يقبلوا الاندماج مع غيرهم، بل إن المطَّلع على شعائرهم الدينية يجد أن اختلاطهم بالأغيار، يعدُّ خطيئة لا تغتفر، وما السور الواقي- كما يزعمون - المزمع إتمام بنائه من قبل الكيان الصهيوني، بين الأراضي المحتلة والفلسطينيين، إلا دليل حي على ذلك.
إن عنصريتهم نابعة من صميم العقيدة الصهيونية وترتكز على مقولة أساسية منطقها: (إن الاندماج يُعَدُّ ضياعاً للشخصية اليهودية وبداية للزوال والقضاء على الدولة اليهودية) وبالتالي فرفضهم الاندماج والشعوب الأخرى كان وما زال مردُّه عقائديا ثم سياسيا...
دعهم يُفَرِّقون... فلا ذنب لنا أو لغيرنا).
 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط