اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/230.htm?print_it=1

رحم الله شهداء الوطن

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
مقارنة قد تكون غير منصفة عندما تعقد بين الرجال الحاملين للجنسية الأمريكية وبين جنودنا الأبطال الذين يبذلون الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن الوطن، فالكفة بلا شك سترجح ما نحن عليه ولله الحمد، فبينما يعاني الجندي الأمريكي من إهمال الإدارة الأمريكية لشؤونه نجد احتضان وزارة الداخلية في بلادنا لكل أسر الشهداء ومن كل النواحي المعنوية والمادية.. بشكل يفوق التصور ولله الحمد والمنة، وهي تعلن بفعلها قبل قولها تعهدها التام بمواصلة رعاية أسر الشهداء عرفانا بما قام به جنودنا الأبطال رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، من دور بطولي دفاعا عن عبث العابثين فعلى سبيل المثال نجدها تدعمهم بما يلي، أولا الدعم المعنوي:
* منح الشهيد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، استلمته أسرة الشهيد.
* منح نوط الشرف، استلمته أسرة الشهيد.
* تمت تسمية أحد أحياء مدينة الرياض باسم (حي الشهداء) وتسمية شوارعه الداخلية باسم كل شهيد.
* تسمية شوارع رئيسة في المدينة أو القرية التي ينتمي إليها الشهيد باسمه.
* شاركت وزارة الداخلية في فعاليات مهرجان الجنادرية الثقافي بركن خاص لشهداء الوطن تقبلهم الله بواسع رحمته.
ثانيا الدعم المادي:
* ترتيب إجراءات صرف مبلغ (20 ألف ريال) لكل فرد من أسر من قضوا في مواجهة العمليات الإرهابية، تقبلهم الله بفضله ومنِّه شهداء، فقد بلغ ما صرف لأسر أبطالنا رحمهم الله في هذا الشهر المبارك لـ(76) أسرة ( ثلاثة وثمانين مليونا وستمئة ألف ريال).
* منح راتب شهري لوالدي وزوجة أو زوجات الشهيد ومبلغ (ثلاثة آلاف) ريال لكل منهم.
* منحت كل أسرة فقدت عائلها في ساحة الواجب، مبلغ مئة ألف ريال.
* منحتهم مبلغ خمسمئة ألف ريال لتعينهم على شراء سكن.
* قامت بتسديد ديون الفقيد المثبتة شرعاً بحد خمسمئة ألف ريال.
* قامت بترقية الفقيد للرتبة التي تلي رتبته وإعطائه آخر مربوط الرتبة المرقى لها، مضافا إليه كافة البدلات والعلاوات.
* تعيين ونقل عدد من أبناء وأشقاء فقيد الوطن بالقطاعات العسكرية.
* تعيين ونقل عدد من ذوي أسر الشهداء بالوزارات والقطاعات الحكومية المختلفة.
* رفع وزارة الداخلية للمقام السامي الكريم، حيال إعطاء أسر الشهداء الأولوية في التقديم على الصندوق العقاري، إضافة إلى إعفاء أسرهم ممن سبق لهم الاقتراض من صندوق التنمية.
* توفير العلاج لعدد من أبناء ووالدي وزوجات أسر أبطالنا داخل البلاد وخارجها.
* صرف بطاقات خاصة لأسر الشهداء بمستشفى قوى الأمن والمراكز الصحية التابعة لوزارة الداخلية.
* وضع برنامج خاص لتسهيل إنهاء إجراءاتهم الصحية.
* علاجهم على حساب وزارة الداخلية في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وبمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.
* مساعدة أبنائهم وأشقائهم في القبول بالجامعات والكليات والمعاهد العلمية والصحية داخل البلاد.
* ابتعاث بعض أبناء أسر الإبطال لإكمال مسيرتهم التعليمية خارج البلاد على حساب وزارة الداخلية.
* تدريس بعض أبنائهم بالمدارس الأهلية على حساب وزارة الداخلية.
* منح أبناء الشهداء عضوية بنادي ضباط قوى الأمن الداخلي.
* استضافة عدد من أبنائهم وأفراد أسرهم لأداء فريضة الحج لأعوام 1425 و1426 و1427هـ.

وأتمنى ألا يعتبر أحد أن ما وضعته أمامكم من قبيل المن، فإن كان لأحد أن يمن علينا فهو المولى سبحانه الذي أكرمنا ومن علينا بنعمة الأمن والأمان وولاة أمر يقدرون الخير لأهله، ولله الحمد والمنة، إلا أني أجدني مضطرة للكتابة في هذا الشأن إظهارا لنعمة الله سبحانه، (وأما بنعمة ربك فحدث)
والغريب كل الغرابة أن الدولة التي تتهم غيرها من دول العالم بعدم احترامهم لحقوق الإنسان، نجد جنودها الذين خدموها لسنوات يفكرون بسبب إهمالها لشؤونهم الصحية والمعيشية في الانتحار، فقد نقلت لنا صحيفة الوطن السعودية منذ أيام الحالة المزرية التي يعيشها الجنود الأمريكيون، فذاك الذي كان ضمن الجيش الأمريكي في تحرير الكويت عام 1990م، وكان ضمن المارينز الذين شاركوا في استخراج الضحايا في الحادي عشر من سبتمبر، وضمن من حارب مع الجيش في حرب العراق، وجد نفسه بعد أن عاد لبلاده عاجزا عن الحفاظ على عمله بسبب مرضه، عاجزا عن توفير ثمن الدواء، عاجزا عن دفع إيجار شقته، مهددا بالطرد إن لم يفعل، حالته هذه دفعته للتفكير الفعلي بالانتحار، هذه القصة ليست فريدة من نوعها فهناك 29 ألف جندي يعانون معاناة هذا الجندي الأمريكي ممن تعرضوا لإصابات بسبب حرب العراق، وهناك عشرات الآلاف آخرون تعرضوا لإصابات لم يكشف عنها النقاب بعد، بعضهم اضطر أفراد من أسرهم إلى ترك إكمال دراستهم واتجهوا للعمل ليتسنى لهم التكفل بمصاريف أقاربهم من الجنود المصابين وأسرهم، فما تقدمه الحكومة الأمريكية لهم لا يكفي لعلاجهم، بل لا يكفي لبقائهم على قيد الحياة.. وديونهم تتراكم بسبب مرضهم.

لقد صرحت إحدى محاميات هؤلاء أنهم كانوا ينتظرون من حكومتهم التي زجت بهم في هذه الحروب، التقدير إلا أنهم الآن ينتظرون منها الشفقة، وقد قال أحدهم: لا أستطيع النظر إلى المرآة وأنا أرتدي وسام البطولة الذي تم منحي إياه بوصفي أحد أبطال المارينز، فما أحصل عليه شهريا لا يكفي ثمن العلاج، ديوني تتراكم بسبب مرضي، والحكومة الأمريكية تستمر في تجاهلي.

والواقع لا أفهم كيف يصل الجنود الأمريكيون إلى هذا الحال المزري والبائس، والبيت الأبيض ما فتئ يعلن لشعبه وللعالم أن الإنفاق على النواحي الطبية للجنود المصابين زاد بنسبة 83% في عهد جورج بوش الابن؟! الإجابة لن نجدها في معاجمنا، بل في معاجم الإدارة الأمريكية الحالية!.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط