اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/231.htm?print_it=1

كردستان وسنيستان وشيعستان

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
إشعال الفتنة في أمة جمعتها المحن المتتالية إبان حكم بائد، وبذل الكثير لتفريق صفوف اعتادت التلاحم، وتمزيق جسد التأمت جروحه عاما بعد عام،هذه هي عناصر خطة محتل اعتمد سياسة( فرق تسد)، خطة محتل وصف نفسه بالفارس المنقذ، ولأن لعبته مكشوفة للمتابع البسيط لتحركاته لم يندهش العالم من جراء إعلان الكونجرس الأمريكي قرارا بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات على أساس طائفي، قرار حاول الظهور على الساحة الإعلامية كأنه وليد اللحظة، فأضحكنا على السذاجة التي تمكنت من ساسته، فهو وإن نال عدم موافقة الإدارة الأمريكية عليه، فذلك تحرك استراتيجي الهدف منه كما يظهر جس نبض المجتمع الدولي بشكل عام والمواطن العراقي بشكل خاص، وقد يكون الهدف في المقام الأول ترويض الناس على قبول فكرة التقسيم، هذه الإدارة أصابها الخرف، إذ يبدو أنها نسيت تماما ما ظهر للعالم عبر موقع مجلة القوة العسكرية الأمريكية الرسمي عام 2006 فقد نشرت خارطة جديدة للشرق الأوسط، بمقال اختارت له عنوان (حدود الدم) والمقال يعرض وجهة نظر مفادها أن إعادة تصحيح الحدود الدولية لمنطقة الشرق الأوسط يتطلب توافقا لإرادات الشعوب، وهذا قد يكون مستحيلاً في الوقت الراهن، ولضيق الوقت لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية التي يجب أن تستغل من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها،هذا المقال أباح سفك دماء في سبيل تحقيق رؤيته الخاصة لشرق أوسط ضعيف متهالك أو قوي موال لإدارته، ويلاحظ على هذا المقال أنه راعى خواطر الكيان الصهيوني وأوضح دون أي مواربة أن هذا الكيان لا يطيق العيش مع جيرانه العرب، لهذا وجب الفصل بينه وبينهم.
أما الدول المستهدفة في هذا التقسيم، فحدث ولا حرج، إنها:(إيران، تركيا، العراق، المملكة العربية السعودية، باكستان وسوريا والإمارات) كما تكرم وتعطف وأعلن أن هناك دولاً ستدعم توسعها قائلا إنها (اليمن، والأردن، وأفغانستان).
والآن إليكم ما قاله هذا المقال الذي نشره موقع عسكري رسمي للولايات المتحدة الأمريكية، فقد شرح وجهة نظره في تقسيم العراق فقال :تقسم العراق إلى ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان) (ودولة كردستان الكبرى) ستشتمل على كردستان العراق وتضم طبعاً كركوك الغنية بالنفط، وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى وأجزاء من تركيا، وسوريا وأرمينيا وأذربيجان وستكون أكثر دولة موالية للغرب وأمريكا، وطبيعي أن يكون الهدف من خطة تقسيم الدول ذات النفوذ في عالمنا العربي بهدف إضعافها، خاصة أن كل هذه الدول لها شأن عالمي فهي في مجملها دول نفطية (إيران، العراق، المملكة العربية السعودية والإمارات) أما تركيا فهي دولة تملك من الإمكانيات البشرية والاقتصادية ما يسيل له لعاب المحتل الأمريكي وحلفائه، في حين ندرك جميعاً أن باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تملك السلاح النووي، وسوريا حليفة إيران والعدو الشمالي للكيان الصهيوني، إضعافه تقوية للكيان الصهيوني.
وما ذكري هنا خريطة كردستان بحسب خطة المحتل، إلا لأنه كان على يقين أنها ستكون أكثر الدول موالاة له ولحلفائه.
إن كل ما آمله أن يدرك الموالي من العرب لهذه الخطة أن موالاتهم تعد جريمة وطنية سيحاسبهم التاريخ عليها إن لم تحاسبهم شعوبهم، وأن الواجب عليهم، حفظا لحقوق أبنائهم، حفظ ما ورثوه هم عن أجدادهم من دولة تعد من أقوى الدول في مواردها البشرية والطبيعية، وأن تقسيمها يفقدها هذا التمييز، ليحل كل منا مشاكله بالحوار الجاد المفعم بصدق النوايا نحو الإصلاح لا نحو التفرقة، لعلنا لو فعلنا تداركنا ما هو مخطط له وعالجنا أحوالنا وكنا كالجسد الواحد.
أشكر كل الغيورين من الشعب العراقي الذين نقل الإعلام اجتماعهم على رفض هذه الخطة جملة وتفصيلا.


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط