اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/234.htm?print_it=1

ثقافة العلم ثقافة تحتاج لمراجعة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
حماس شبابنا أمر مفروغ منه عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، ومن الطبيعي أن يتضاعف عندما يصل الأمر لمباراة المنتخب إذا انتهت بفوزنا، حماس مثل هذا لا بأس به إن شاء الله، خاصة أننا لم نعتد الإساءة إلى المنافسين.

إلا أن الذي علينا ألا نقبله في أمثال تلك المناسبات وفي غيرها، يتلخص في تعامل المشجعين مع علم المملكة العربية السعودية، فبعضهم ودون دراية منه يخالف نظام البلاد الذي قرر تكريما لكلمة التوحيد (ألا ينكس العلم ولا يلامس الأرض ولا الماء)، نظام كهذا نال احترام الدول كافة، فعلم المملكة العربية السعودية هو العلم الوحيد على مستوى العالم الذي لا ينكس تحت أي ظرف أو حدث، هو علم يبقى دوما عاليا خفاقا، إلا أننا نتابع مع الأسف شبابا متحمسا من أبنائنا تعاملوا بجهل مع علم بلادهم فتارة يستخدمونه كوشاح على رؤوسهم أو أجسادهم، وقد يسقط أثناء هذه المناسبات المزدحمة عادة فيداس بالأقدام، لا شك أن ارتباط المواطن والمواطنة بالعلم دليل حب وولاء، إلا أن حبنا وولاءنا لا يعفينا من المسؤولية، إذ كيف نلزم دول العالم بتقدير وإجلال علم بلادنا حامل كلمة التوحيد في حين نتعامل معه بهذا الأسلوب، بل ونتغاضى عن ما يشبه سبق الإصرار والترصد من أفعال غير مسؤولة!!

القضية التي آمل أن تجد الاهتمام من قبل القائمين على الأمر تتلخص في أننا كمجتمع نفتقد لثقافة العلم، ثقافة كهذه تحتاج لمراجعة، ثقافة كهذه تتضاعف أهميتها مع علم كعلم المملكة العربية السعودية حامل كلمة التوحيد، فجميل أن نرى الوفود الرسمية قد وضع كل من أعضائها دبوساً - بادجاً - يحمل علم المملكة، جميل أن نرى علم البلاد خفاقا في المناسبات السعيدة والأعياد، بل وعند مدخل كل مؤسسة حكومية وتجارية سعودية، علم شرفناه بوضع كلمة التوحيد كما شرفنا الله سبحانه بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، لكن أن نستخدمه بطريقة تحمل في ظاهرها معاني الاستخفاف بمضامين هذا العلم فأمر مردود، وهو ما يتوجب منا التوقف والتدبر.

لنوجه حبنا لوطننا بأسلوب يتماشى مع عظم هذا الوطن، وإن أراد أحدهم أن يستخدم وشاحاً يدل على انتمائه للملكة في المناسبات الرياضية التي يغلب عليها حماس الشباب، فليكن شعارنا السيفين والنخلة، لا علم البلاد حامل كلمة التوحيد.

ومن هنا أعتقد أن الإعلام المرئي والمقروء والمسموع لا بد أن يساهم في توعية الشباب، وبطبيعة الحال هذا الواجب لا يسقط عن وزارة التربية والتعليم، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، فهل سنتحرك في هذا الاتجاه؟ هل سيوجه شبابنا للكيفية الواجب من خلالها التعامل مع العلم، ولو في أشد اللحظات حماسة، هذا ما أتطلع إليه.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط