اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/268.htm?print_it=1

هم المستقبل

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
قالوا : الشباب يتوقون إلى الهوية، ويريدون أن يملؤوا الشواغر المناسبة لهم، يريدون أن يكون لهم انتماء، وأن يعملوا فيحدثوا فرقا، لا يريدون أن يعيشوا على الهامش، بل أن تكون لهم حياة ذات معنى، شبابنا اليوم هم المستقبل، ومن أجل ضمان مستقبل الوطن علينا أن نبذل الكثير لرعايتهم.
علينا أن نعترف أن أولادنا يفتقرون إلى الذاكرة الوطنية، فما لديهم هو تاريخ فحسب، تاريخ خال من العاطفة، ولذلك علينا أن نصنع لهم ذاكرة حميمة، مع قدر كبير من التربية الهادفة، ونحن على يقين أن الشباب سوف يندفع إلى المشاركة والعمل إذا وجدوا قيمة في هذه المشاركة، وسوف يصبحون فاعلين في المستقبل القريب والبعيد إذا عززنا قدراتهم ومنحناهم الفرصة وأفسحنا أمامهم المجال.
ومن المهم أن نولي الكثير من الاهتمام للتعليم وللكوادر المخصصة لتأدية المهام التربوية، فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا واضحة تماما، وفي الوقت نفسه علينا أن نسعى لتدعيم الصلة بين مصالح الشباب الشخصية من جهة، وبين مصالحهم الوطنية من جهة ثانية، ولا يجوز لنا أن نقول لأبنائنا الجامعيين إن ذاكرتهم ستنحصر في التعليم الأكاديمي، بل علينا أن نعينهم لتكوين هوية راسخة، وانتماء وطني قوي، كما علينا أن نتعلم كيف نفكر وكيف نعمل على تفعيل تطلعاتهم وأحلامهم ما دامت تصب في مصلحة الوطن، فشبابنا يرفضون واقعهم، وهم لا يريدون أن يظلوا مهمشين مجهولين وسط هذا العالم، فنفوسهم تتوق إلى ترسيخ وتثبيت وجودهم في مجتمعهم، وإلى أن يحدثوا تغييرا إيجابيا في هذا العالم، هم يسعون إلى تحقيق حياة ذات مغزى.
وبالتالي يتوجب علينا أن نميل إلى شبابنا فنستمع إليهم ونبين لهم بوضوح كيف يستطيعون أن يلبوا احتياجاتهم ويخدموا دينهم ووطنهم.
المفاجأة التي سأعرضها عليكم الآن... تكمن في كون معظم الأفكار التي طرحت عليكم قبل قليل مستنبطة من مضامين مؤتمر عالمي عقد في فلسطين المحتلة، وبرعاية حكومة الكيان الصهيوني، شارك فيها أولمرت وباراك ونتنياهو وغيرهم من الشخصيات الصهيونية العالمية، مؤتمر حث ساسة هذا الكيان وحلفاءه على الاهتمام بالشباب الصهيوني، مؤتمر كهذا لم أستطع التعامل معه دون ردة فعل ظهرت على الأقل عبر ما أكتب، ردة فعل استثمرتها هنا، فاهتمام هذا الكيان الصهيوني بشبابه أثار غيرتي، فمع ما يقدم لشبابنا من رعاية متميزة من عدة نواح وفي مجالات مختلفة ولله الحمد والمنة، إلا أني أشعر أن كثيرا منهم يفتقدون لتدعيم الثقة بأنفسهم، يفتقدون للانتماء وللتفاعل، ونحن بدورنا قلما سعينا قُدماً في سبيل إشعارهم بأهميتهم والدور الهام المناط بهم في حاضرنا ومستقبلنا، إذ ليس بالإمكان أن نكتفي بالجلوس لرصد تحركاتهم السلبية وتضخيمها وتحميلها ما لا تحتمل، فللمدرسة دور وللجامعة دور أساسي في تدعيم إيمانهم بأنفسهم وبقدرتهم على تغيير الواقع إلى أجمل، أما نحن فعلينا ألا ننسى أننا في يوم ما وجدنا الكثير من الدعم لنمر عبر مراحل متعددة بنجاح، فالوطن فرح بنجاحنا واحتضننا وصفق لنا، وساند خطواتنا، دعم كهذا من حق أبنائنا علينا أن نقدمه لهم كما قدم لنا.
أعتقد أن الرسالة وصلت للقارئ الفاضل، وأعتقد أنه مدرك كغيره بالأهمية القصوى لشبابنا بنين وبنات، فمن الظلم تجاهل هذه الفئة بأي حال من الأحوال، فشباب المملكة العربية السعودية ليسوا كغيرهم من الشباب، لا أقول ذلك من منطلق انتمائي، بل من منطلق تعدادهم، فغني عن البيان أن شباب المملكة العربية السعودية تصل نسبتهم 75% من تعداد السكان تقريبا، فبلادنا فتية ولله الحمد وشعبها فتي، ثروة كهذه لا تقدر بالمال، وهو ما يستلزم علينا الاهتمام بطلابنا وتسخير جل طاقتنا وجهودنا لرعايتهم، إذا كنا حقا نريد أن نضمن - بإذن الله - مستقبلا واعدا لمجتمعنا ووطننا، فأبناؤنا الشباب هم المستقبل، ويعنينا أمر كل واحد منهم.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط