اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/277.htm?print_it=1

قصة نجاح.. شرقية الميلاد..سعودية التطلعات

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
إليكم قصة نجاح شرقية الميلاد، سعودية التطلعات، إسلامية الهوية والهدف، تلك قصة "منارات العطاء" التي ولدت وأثمرت بين أحضان المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية،منذ قرابة الست سنوات.
هي قصة لا أعرف بالضبط كيف كانت بدايتها، أو من أين جاءت، إلا أنني على يقين أن القائمين على هذا المؤسسة أناس يملكون همما عالية، وعزائم لا تنضب، ومع ذلك كله نجدهم يملكون استراتيجيات مدروسة ومنظمة، وفكرا خلاقا، هذا أقل ما يمكن أن يقال عن رجال عمدوا لاستثمار أوقاتهم وأوقات أبنائنا الشباب فيما يعود بالفائدة على مجتمعنا فكرا يترجم سلوكا إنسانيا ساميا.
هل أتحدث عن النقلة النوعية للعمل الخيري الذي تشهده "منارات العطاء"، أم أتحدث عن تنوع مناراتها من "منارة القرآن الكريم " التي تتطلع بقامتها العالية لاستثمار الإجازات الصيفية بما يعود بالفائدة على أبنائنا وبناتنا الراغبين والراغبات بحفظ كتاب الله سبحانه، إجازة ضمت بين أيامها بحمد الله شهر القرآن الكريم؟
أم أتحدث عن "تفطير الجوال" المنارة التي كانت وما زالت ملاذ الكثيرين والكثيرات ممن وجدوا أنفسهم على الطرقات عند الغروب، فوقت الإفطار قد أزف، والطرق ما زالت طويلة، عندها سيجد معظم هؤلاء زهرة شبابنا وقد اصطفوا عند إشارات المرور ينتظرون الإشارة الحمراء للبدء بتقديم الإفطار للصائمين، عندها سيشاهدون أبناء لنا اختاروا تطوعا خدمة الصائم، عن الانضمام لأسرهم وقت الإفطار، اختاروا حبا وكرامة تناول إفطارهم على الطرقات رغبة في تمكين المسلمين من تطبيق سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في تعجيل الإفطار، يعزز هذا المشروع الالتزام بقواعد المرور.
أفضل ها هنا الحديث عن تجربتي الخاصة فمنذ أيام توجهت إثر دعوة وصلتني من الشيخ "عبد الله آل زقيل" إمام مسجد مصعب بن عمير بالخبر الشمالية، لزيارة المعمل الخاص بإعداد وجبات " تفطير الجوال"،والجديد في هذه المناسبة ينصب بشكل مباشر على العاملات، فلأول مرة يحرك دفة هذا المعمل شابات، وفور وصولي للموقع وجهت من قبل المشرفات الفاضلات، لمكان خصص لحفل خطابي لم يستمر طويلا، انتقل الحضور بعدها لقسم المعارض التابعة لأنشطة منارات العطاء التربوية منها والدعوية والاجتماعية، حيث يمكن للمشاهدة الاطلاع على طبيعة مشاريع "منارات العطاء" واستراتيجياته الهادفة لخير الوطن والمواطن.
ثم انتقلنا إلى معمل " التفطير الجوال" الخلية النابضة بالحياة، الخلية التي قامت على حب الله وحب الوطن والتي لا تعرف الكلل ولا الملل، كم أدهشني العدد الهائل من بناتنا الشابات على اختلاف أعمارهن!! والعدد الذي لا يستهان به من طالباتي الجامعيات بارك الله فيهن جميعا، وأمام هذه اللوحة الرائعة تمنيت لو كنت أملك تلك الروح الشابة، المتوقدة نشاطا وعطاء، تمنيت لو استطعت مجاراتهن في تفاعلهن وعطائهن.
وجدير بالإشارة هنا أن نشاط "منارات العطاء" لا يتوقف على مواسم معينة ولا يرتبط فقط بالإجازات الرسمية، فأنشطتها مستمرة طوال العام، فعلى سبيل المثال لا الحصر أشير هنا إلى " منارة ملتقى الصحبة " والتي تتوجه على مدار العام لمواقع تجمع الشباب ففي أيام الجمع تجدها في "شاطئ نصف القمر"، وقد هيأت الأماكن للوضوء وصلاة الشباب، كما تجدها قد نظمت برامج ترويحية ورياضية متعددة.
يتوجب ها هنا توجيه الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية فقد أولى "منارات العطاء" كل الرعاية والعناية ووجه كافة القطاعات الحكومية للدعم والتعاون مع فعالياتها، كما أشكر صاحب السمو الأمير جلوي بن مساعد، نائب أمير المنطقة الشرقية، فقد عمل مع المنارات بحماس منقطع النظير، ولتلحق هذه الهمة العالية بسعادة وكيل إمارة المنطقة الشرقية زارب بن سعد القحطاني، كما أشكر شرطة مرور المنطقة الشرقية على تفاعلها الإيجابي فقد سعت لتسهيل مهمة منارات العطاء بشكل عام و"إفطار الجوال" بشكل خاص، والشكر موصول لرجال الأعمال الخيرين الأفاضل من أبناء هذا البلد المعطاء، الذين يخيل إلي أنهم قد تزاحموا حول منارات العطاء رغبة في البذل والعطاء، وبسببهم بعد الله خرجت هذه المنارات تحمل من اسمها نصيبا، فجزاهم المولى سبحانه خير الجزاء وبارك في جهودهم.
كما لا يمكن إنهاء هذا المقال دون توجيه شكر خالص للمشرف العام على منارات الشرقية الشيخ "سعد بن محمد المهنا" القاضي في المنطقة الشرقية، والقاضي "إبراهيم بن ناصر السياري" الذي ساهم بجهوده الطيبة في تدعيم سياسة هذه المنارات، والأستاذ "عبد الرحمن بن سليمان الطيار" المتخصص بإدارة الإنتاج والقائم على برامج "منارات رمضان" والمتضمنة هذا العام لمشروع " تفطير الجوال" ومشروع "أرزاق " ومشروع "أبناء" وهذا الأخير مشروع اجتماعي وثقافي وتربوي، يهدف إلى ترسيخ القيم الأخلاقية الفاضلة في نفوس أبنائنا حفظهم الله، كما أشكر القائمات على اليوم النسائي من مشرفات وإداريات وطالبات متطوعات، فقد كانت تلك ليلة رمضانية تجلى فيها العطاء الأنثوي بأجمل صوره، متطلعة لمزيد من رعاية منارات العطاء لبناتنا في الأعوام المقبلة.
وأخيرا ألا تعتقدون أن تجربة "منارات العطاء" تستحق التعميم داخل الوطن ودول الجوار؟ علما أنها انتقلت مؤخرا - ولله الحمد- إلى "القصيم" كما أن جهات معنية في الكويت سعت للحصول على نسخة كاملة لبرامج "منارات العطاء" رغبة في تطبيقها.


الأحد 14 رمضان 1429هـ الموافق 14 سبتمبر 2008م العدد (2907) السنة الثامنة
 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط